إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

منفذية الحصن أحيت ذكرى حرب تشرين التحريرية وكرّمت أسر الشهداء بحضور وفد روسي

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-10-11

أحيت منفذية الحصن ذكرى حرب تشرين التحريرية، بمحاضرة قدّمها عضو المجلس الأعلى الأمين صفوان سلمان، بعنوان "قراءة في المشهد السوري"، ثم حفل تكريم لأسر شهداء الصراع مع العدو الصهيوني، وذلك في صالة الشهداء في عناز بمنطقة وادي النضارة.

حضر الندوة والحفل وفد من قيادة الحزب وعدد من المسؤولين.

كما حضر محافظ حمص طلال البرازي، أمين فرع حمص في حزب البعث العربي الاشتراكي عمار السباعي، قائد المنطقة الوسطى اللواء بدر عاقل، وفد الدبلوماسية الروسية، رئيس الجالية السورية في روسيا الاتحادية وائل جنيد ضباط وقيادة المنطقة الوسطى، وفاعليات رسمية وشعبية وحزبية.

قدّم للمحاضر ناموس مديرية عناز، ثم تحدث عضو المجلس الأعلى الأمين صفوان سلمان فقدّم قراءة في المشهد السوري، ورأى أنّ الحرب على سورية هي حرب الأوهام على الحقائق، وحرب الذرائع على الوقائع ومحاولة تحويل الأوهام إلى وقائع.

أضاف: لقد تمّ تأمين موارد الحرب على سوريا بدءاً بالموارد الفكرية لشحذ الغرائز، عبر تزييف إعلامي ممنهج، عبّأ النفوس وضخّ ثقافة التطرف. كما تمّ تأمين الموارد البشرية، لتتحوّل إلى جماعات مسلحة عنيفة، وتمّ تأمين المعابر لها، ومن ثم خلق بؤر خارجة عن المجتمع والدولة على الأرض السورية لاحتضانها.

واعتبر أنّ المشروع مرّ بمراحل عدة أولها خلق الذرائع وتخليق الإرهاب، والاستثمار بنتائجه، ومن ثم الاستثمار بمكافحته، واستهداف مركزية الدولة وقوة الجيش.

ورأى أنّ هذه المشاريع الإرهابية تحاكي المشروع الصهيوني المعادي الذي يصارعه السوريون منذ بداية القرن الماضي، لجهة استيطان الفكر الأصولي المكفّر للآخرين، في بؤر مقتطعة من نسيج الأرض والوطن، ثم التوسع شيئاً فشيئاً بمحاولة لإقامة كيان مستقلّ.

ولاحظ أنّ تصنيف النصرة وداعش دولياً بالإرهاب، لأنهما من دون أب شرعي معلن لهما، في حين أنّ المجموعات الأخرى المشابهة لهما فكراً وأسلوباً أصبحت محسوبة وبشكل علني على أطراف خارجية معروفة، لكن في الحقيقة تحظى النصرة وداعش بدعم خارجي كبير، دولي وإقليمي، لاستنزاف سورية، مع الإيحاء بالتنصّل منهما، ومن ثم الاستثمار في عملية محاربتهما لتحقيق أغراض الحرب.

ورأى أنّ الخلاف الروسي الأميركي دائر حول الفصل بين النصرة وغيرها من المجموعات الإرهابية، فالنصرة التي بات معلناً وواضحاً أنها فرع للقاعدة، تخشى الولايات المتحدة أن يُقضى عليها، وهي تشكل البنية الأساسية للإرهاب المستهدِف لسورية، في حين أنّ الاستراتيجية المعلنة للولايات المتحدة تقوم على مواجهة القاعدة كذريعة للحروب الاستباقية التي تشنّها منذ أيلول 2001.

وأكد أنّ المشروع يستهدف سورية الطبيعية ككلّ، فهو اليوم في الشام حيث تتركز الحرب، وفي العراق التي قامت الولايات المتحدة سابقاً، بمسح دولتها ومؤسساتها أثناء الاحتلال، فتحوّلت أرض العراق إلى مرتع للفوضى والتفتت الاجتماعي، وفي لبنان أيضا يعملون على إيجاد بؤر للإرهاب بالتناغم مع المساعي الأميركية للنيل من قدرات المقاومة مالياً وسياسياً، ونلاحظ أنّ الإرهاب يستفيد من الوحدة الطبيعية للهلال السوري الخصيب في حركته، وهذا ما يوجب علينا أن نعتمد المواجهة القومية الشاملة للمشروع الإرهابي على المستوى القومي، ولذا دعا حزبنا إلى مواجهة الإرهاب بمقاومة قومية تعبّر عن وحدة المجتمع في مواجهة مشروع التفتيت.

وإذ أكد ضرورة مواجهة ثقافة التفتيت بثقافة الوحدة، أشار إلى الدور التركي الذي تذرّع بداعش والتشكيلات الكردية، لغزو الشمال السوري، ومن البوابة التي أدخلوا منها داعش دخلوا منها بحجة محاربتها؟ وصنّف الدور التركي في الحرب على سوريا بالخليط من العثمانية والإخوانية والقومية التركية، الطامحة إلى التوسع على حساب أمتنا.

تبع المحاضرة حفل تكريم أسر الشهداء، فتحدث منفذ عام الحصن عن ذكرى حرب تشرين التحريرية والتضحيات التي بذلت، وأكد الاستمرار في النضال حتى بلوغ النصر.

ورحب بمشاركة وفد الدبلوماسية الشعبية الروسية في الحفل، لافتاً إلى أنّ الوفد الروسي يمثل فاعليات سياسية وأكاديمية واقتصادية واجتماعية وزيارته هي لتمتين العلاقات السورية الروسية.

وألقى محافظ حمص طلال البرازي كلمة بالمناسبة فأكد على “عمق العلاقات السورية الروسية وتوحيد الجهود المشتركة جيشاً وقيادة وشعباً في مكافحة الإرهاب وتحقيق المصالحات المحلية وتقديم الدعم الإنساني للسوريين"، لافتاً إلى أهمية استمرار النشاطات الفكرية والثقافية التي تفضح ممارسات العصابات الإرهابية التي تستهدف تاريخنا ومستقبلنا.

ولفت رئيس فرع التوجيه السياسي في قيادة المنطقة الوسطى العميد حسن أحمد إلى أهمية “تكريس قيم الشهادة والشهداء صانعي مجد الوطن الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن المقدس وجعلهم نبراساً للأجيال القادمة كي تحيا بكرامة وعزة".

بدوره نوّه أمين فرع حمص في حزب البعث العربي الاشتراكي عمار السباعي بـ “تضحيات السوريين الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة على أرض الوطن في حربهم المتواصلة ضدّ الإرهابيين وداعميهم”، معرباً عن ثقته “بتحقيق النصر الكبير لسورية بمساندة الأصدقاء في روسيا الاتحادية وجميع القوى المقاومة التي تحارب التكفيريين وفكرهم الإرهابي".

وألقى ناظر التدريب في منفذية الحصن كلمة هيئة المنفذية فرأى أنّ “الجيش السوري الذي استطاع تحقيق الانتصار في تشرين على العدو الإسرائيلي الغاصب سيعيد الانتصار مرة أخرى على كلّ قوى البغي والعدوان بالتعاون مع كلّ الفصائل المقاومة وبدعم الأصدقاء".

وعلى هامش المشاركة في الحفل أدلى مستشار مجلس الدوما الروسي لشؤون العلاقات مع العالم العربي د. ليونيد ايساييف بتصريح أكد فيه أنّ مشاركة الوفد الروسي وذلك بعد مرور عام على المشاركة الروسية في الحرب على الإرهاب في سورية تهدف “للوقوف على النتائج الفعلية للعملية العسكرية في عملية مكافحة الإرهاب من ناحية وللاطلاع على حقيقة ما يدور على الأرض السورية من ناحية ثانية حيث وجد الوفد أنّ وضع الأمن والأمان يتسع يوماً بعد آخر تدريجياً في سورية وبخطى ثابتة وواثقة نحو انتهاء حالة الإرهاب من سورية".

ونوّه مسؤول العلاقات الخارجية في الجالية العربية السورية في روسيا الاتحادية فائز حوالة في تصريح له بالمشاركة الواسعة من قبل الأصدقاء الروس بمختلف الاختصاصات الذين يعملون في المراكز البحثية والعلمية والاستراتيجية الروسية، مشيراً إلى أنّ الهدف من هذه المشاركة “وضع الشعب الروسي في حقيقة ما يجري من أحداث في سوريا".

وخلال حفل التكريم قلّد وفد الدبلوماسية الشعبية الروسية مسؤولي الحزب السوري القومي الاجتماعي ومحافظ حمص وأمين الفرع وعدد من الشخصيات السياسية والإدارية والحزبية أوسمة تعبيراً عن عمق علاقات الصداقة والمحبة بين الشعبين والدولتين في سوريا وروسيا الاتحادية.

وتمّ في نهاية الحفل توزيع شهادات التقدير والأوسمة على عدد من الضباط، وعلى أسر وذوي الشهداء الذين ارتقوا في حرب تشرين التحريرية وشهداء العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024