إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تسامحُ الرئيس

يعقوب مراد - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-19

إقرأ ايضاً


«لماذا يهتمُّ العالم كلّه بكلام الرئيس الأسد؟»..

جواباً على هذا السؤال، أقول: ثمَّة ميزة نادرة جداً وموجودة في شخصية الرئيس الأسد..

ميزة، هي ما جعلت العالم كله يتساءل عن غيابه إن غاب، ويترقَّب خطابه أو مقابلاته إن تحدَّث.. العالم الذي يستضيف في برامجه التلفزيونية، المحللين السياسيين والعسكريين.. الموالين والمعارضين، وفقط، من أجل تحليل كلّ كلمة وكلّ حرف مما ينطق به..

لا يكتفي العالم المهتمّ بذلك، ليقوم أيضاً، باستضافة وسؤال، أطباء في علم النفس والفراسة، ومن أجل تحليل تصرفات يديه، ونظرات عينيه، وأسلوب كلامه وحركة شفتيه ووو الخ…

من هنا، وإن تركتُ الحديث في الأمور العسكرية للعسكريين، والبحث في الشؤون السياسية للسياسيين، إلا أنني سأتحدّث بما أعتبرهُ من صلاحياتي التي استمددتُها من دراستي لعلم الاجتماع، ولكل ما يتعلق بحياة الإنسان والمجتمع.. سأتحدّث بذلك، بادئاً بالتوقف لدى كلمة واحدة يقولها الرئيس الأسد ويؤكّد عليها في مقابلاته كلها تقريباً، وهي: «التسامح»..

أتوقف لدى هذه الكلمة وأقول: لو أننا استطعنا أن نساعد الآخرين فهذا شيء صغير، وإذا استطعنا أن نُسعف مريضاً، أو نؤمن عملاً لمحتاج، أو نُصلح خلافاً ما بين اثنين، فهذه أمور صغيرة، وإذا استطعنا أن ننفِّذ الوصايا العشر كاملة. لا نسرق ولا نقتل ولا.. ولا… الخ.

إذا استطعنا فعل كلّ ذلك ولم نستطع أن نسامح، فحتماً لم نفعل شيئاً يستحقّ الحياة بجدارة، ففي التسامح تفتح لنا الحياة أبوابها من جديد.. تعطينا فرصة أن نفهم ونعيش الحياة بطريقة صحيحة…

لهذا أقول، إن كلمة الرئيس عن التسامح التي لم يتوقف عندها المحللون والمنظرون، هي وحدها تكفي للتأكيد على أن هذا الرجل، ورغم كل ما يُحاك ضده من مؤامرات، هو ملكُ الشجاعة والإنسانية، بل والتسامح والتواضع والمحبة…

لا شك في أن امتلاكهُ كلّ هذه الصفات، هو ما جعله يقصم ظهر الأعداء بانتصاره.. ذلك أن أيّ انتصار عسكري أو سياسي أو اقتصادي، لا يحمل التسامح، هو انتصار ناقص…

والآن.. هل عرفتم لماذا يهتمُ كلّ العالم، بكلام الرئيس الأسد..!!؟؟

باختصار، لأنهم في قرارة أنفسهم يعرفون تماماً، بأنه الرئيس الإنسان.

وهذا ما لم يعد موجوداً في عالم اليوم، للأسف.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024