شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-11-15
 

عميد الإذاعة: لنكن كما أرادنا الزعيم أقوياء وجبابرة نذود عن الحق والحرية ونخوض المواجهات الكبرى انتصاراً لقيمنا وحضارتنا وتاريخنا

أصدر عميد الإذاعة بياناً بمناسبة 16 تشرين الثاني ذكرى تأسيس الحزب جاء فيه:

أربعة وثمانون عاماً مضت وحزبكم، الحزب السوري القومي الاجتماعي، لا يزال فتيّاً بالإنسان الجديد.. والدم المتجدّد في شرايين الحياة.. المنسكب شلالاً يروي ظمأ الأرض فتنبت شقائق النعمان.

السادس عشر من تشرين الثاني 1932، ليس يوماً عابراً في روزنامة التاريخ، بل هو بزوغ فجر مشرق جديد، صاغ للأمة هويتها، حضارة إنسانية وتاريخاً جلياً، وصراعاً من أجل الحق والحرية.

بالعلوم المتقدّمة، وجد باعث نهضتنا أنّ فقدان السيادة القومية هو السبب الأول لما حلّ ويحلّ بأمتنا، فعيّن أمتنا وهويتنا وحقيقتنا الاجتماعية ووحّدنا في عقيدة واحدة هي "سورية للسوريين والسوريون أمة تامة"، وأسّس الحزب وسيلة فعّالة لإزالة أسباب الويل الذي لحق بشعبنا وأمتنا.

حزبكم أيها الرفقاء، أراده حضرة الزعيم، حركة صراع وحياة، فكونوا دائماً نبض الصراع وأكسير الحياة من أجل بلوغ غايتنا القومية النبيلة.

كونوا أقوياء مثلما أرادكم حضرة الزعيم، لأنّ "فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ" وقد فعلت فعلاً عظيماً بما قدّمتم من تضحيات وشهداء على امتداد مراحل الصراع في مواجهة أعداء الأمة.

كونوا أوفياء للقسم، وأنتم كذلك، لأنكم آمنتم بعقيدة حيّة وبمبادئ الخلاص القومي. واعلموا أنّ طريق الصراع شاقة وطويلة لا يصمد عليها إلا الأقوياء وطالبو العز، وفي خضمّ هذا الصراع، نرفع شعار المرحلة، حزب أقوى ودور أفعل. فحيّ على الصراع حيّ على المقاومة حيّ على النهوض.

أيها الرفقاء في الوطن وعبر الحدود

من وحي التأسيس يرسم حزبكم الأولويات الآتية:

أولاً: يؤكد حزبكم تمسّكه بالنضال السياسي لإنقاذ لبنان من براثن النظام الطائفي، الذي جلب الويل على اللبنانيين حروباً وتشظياً، وحوّل هذا اللبنان من كونه نطاق ضمان للفكر الحر إلى حقل ألغام طائفي ومذهبي هدّام، يتربص شراً بالوحدة الروحية والاجتماعية.

إنّ مرتكزات هذا النضال السياسي، تهدف إلى توفير شروط إقامة النظام المدني الديمقراطي عبر قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس الدائرة الواحدة واعتماد النسبية من خارج القيد الطائفي.

ويرى حزبكم، أنّ انتهاء الشغور في موقع الرئاسة بانتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بدولة المواطنة، يساعد على الانطلاق باتجاه مرحلة جديدة لتفكيك المنغلقات الطائفية والمذهبية، وتشييد أعمدة صلبة وبنيان متين لقيام نظام مدني ديمقراطي.

وأنتم أيها القوميون الاجتماعيون، مدعوّون إلى تحمّل مسؤولياتكم وتحمّل أعباء النضال الاجتماعي كلّ في متحده ومنطقته، لنشكل قوة ضغط مؤثرة فندفع باتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية وإنصاف المنتجين فكراً وغلالاً وصناعة، ومحاربة الفساد والإفساد.

وأنتم مدعوّون إلى نشر ثقافة المقاومة ضدّ العدو اليهودي وضدّ الإرهاب والتطرف، فالمقاومة ثقافة ونهجاً، خيار لن نحيد عنه.

ثانياً: على صعيد الشام، وضعَ حزبكم أولوية مضاعفة دوره في مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف ولإفشال مشاريع التقسيم وأطماع المحتلّين، وهذا الدور يتطلب نضالاً دؤوباً وتضحيات جسام، والكثير من الدماء والشهداء. وهو يتكامل مع الدور الذي يضطلع به الجيش السوري والقوى الحليفة التي تدافع مجتمعة عن سوريا (الشام) ووحدة أراضيها.

وإنّ حزبكم، قدّم رؤيته واضحة للحلّ السياسي، انطلاقاً من ثوابته القومية الحاسمة لجهة التمسك بوحدة الأرض وبأهمية الدور القومي للشام، قلعة للصمود القومي، ورؤية حزبكم متوافقة مع رؤية القيادة السورية، ما يؤكد صوابية خياراتنا وقناعاتنا وقراءاتنا.

في المواجهة المصيرية والوجودية، نحن معنيون بحماية مؤسسات الدولة في الشام، ومعنيون بالدفع إلى حوار بين السوريين يقوم على قواعد المصلحة السورية، وذلك توازياً مع إصرارنا على مواصلة الحرب ضدّ الإرهابيين المتطرفين، الذين يعيثون خراباً وقتلاً ودماراً...

الدول الراعية للإرهاب وفي مقدّمها العدو الصهيوني والوحش التركي يمدّون طوق نجاة للإرهابيين، تارة عبر تقديم كلّ أشكال الدعم والمؤازرة، وتارة عبر محاولات تصنيفهم على أنهم "معارضة معتدلة"، لذلك فإنّ حزبكم الذي يعرف جيداً خطر يهود الداخل، سيتصدّى لهذه المحاولات من خلال دوره التحصيني للمجتمع، وإفشال مشاريع القوى المعادية التي تستهدف النيل من سوريا (الشام) دوراً وموقعاً.

لذلك كونوا أيها الرفقاء، على أعلى درجات الجاهزية في الميادين العسكرية والسياسية والاجتماعية، من أجل سوريانا واحدة موحدة، محصّنة بمقاومتها وبوحدة شعبها.

ثالثاً: على الرغم من كلّ عواصف الحروب التي اجتاحت بلادنا، لتصفية المسألة الفلسطينة وتصفية المقاومة المدافعة عن أرضنا وشعبنا، فإنّ مسألة فلسطين تبقى هي جوهر صراعنا القومي.

وحزبكم أيها الرفقاء، يرى أنّ تحقيق التحرير والعودة، لا يتمّ إلا من خلال الصمود والمقاومة، ومسؤولية القوى الفلسطينية أن تكون رأس حربة، فتمثل نبض أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة وفي الشتات، وتتوحد على برنامج نضالي مقاوم، يئد اتفاقية "أوسلو" وينهي كلّ مسارات التفاوض، ويعيد الاعتبار لخيار الكفاح المسلح، بمواجهة الغطرسة اليهودية وعمليات الاستيطان والتهويد، وصولاً الى تقويض الاحتلال وإنهائه.

رابعاً: على صعيد العراق، يقف حزبكم إلى جانب الجيش الذي يخوض معركة تحرير المناطق العراقية من المجموعات الإرهابية، ويؤيد موقف الحكومة العراقية بوجه مشاريع التقسيم، وفي مواجهة التسلل التركي الى الموصل، لكننا ننظر بقلق إلى مشاريع الدويلات الاثنية التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، ونرى في هذه المشاريع خطراً على الأمن القومي لأمتنا، لأنها تشكل موطئ قدم للعدو الصهيوني والقوى الاستعمارية.

إنّ حزبكم قطع شوطاً مهماً في إنشاء بنية تنظيمية، وسندفع بقوة من أجل القيام بدور فاعل على المستويات كافة.

خامساً: إنّ حضور حزبكم في كلّ الكيانات السورية، بما فيها الأردن، يعوّل عليه كثيراً لجهة ترسيخ ثقافة الوحدة القومية، من خلال عناوين كثيرة، بدءاً من عنوان مقاومة الاحتلال والاستعمار، إلى عنوان المصالح القومية المشتركة، وحزبكم كان هادفاً من خلال مبادرته لقيام مجلس تعاون مشرقي يضمّ كلّ كيانات الأمة. وهو سيواصل الدفع في هذا الاتجاه.

سادساً: إنّ حزبكم، لن يألو جهداً، ولن يدّخر وسيلة، في مسيرة صراعه من أجل تحرير أرضنا من كلّ احتلال، وحماية حقنا من كلّ الأطماع، وصون وحدتنا من كلّ مخططات التفتيت والتقسيم، وحفظ هويتنا القومية من خطر هويات مزيفة طائفية ومذهبية وعرقية، تصبّ في مصلحة عدونا اليهودي الوجودي.

سابعاً: إنّ مرحلة آتية صعبة تفرضها جملة من التحديات الإضافية، منها تحدي التطبيع العربي الرسمي مع العدو اليهودي، ودور هؤلاء المطبّعين السلبي تجاه قضية أمتنا وشعبنا. كما أنّ هناك تحديات المصالح والأطماع الإقليمية والدولية، والتي تأخذ مساراً تصاعدياً في لحظة تشكل اللوحة الدولية قبل الإعلان النهائي عن سقوط عصر القطبية الواحدة.

وأمام كلّ هذه التحديات، لا بدّ أن نكون مستعدّين لخوض المواجهات الكبرى، وكونوا أيها القوميون الاجتماعيون كما أرادكم حضرة الزعيم، أقوياء وجبابرة تذودون عن الحق والحرية وتنتصرون لحقكم وقيمكم وحضارتكم وتاريخكم.

"كونوا رسلاً أمناء لقضيّتكم القومية.

كونوا جنوداً لتحاربوا التجزئة والانقسام الداخليين.

كونوا سدّاً منيعاً ضدّ الدعوة إلى بعث النعرات الهدّامة".

"ثقوا بأنفسكم وكونوا عصبة واحدة".


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع