في زمن الحديث عن قانون انتخابات نيابية جديد ينقل لبنان من ضفة الى ضفة ينبري كلّ طرف من الأطراف السياسية لا ليعرض علينا قانوناً يحترم إنسانية الإنسان، بل ليعرض عضلاته وكأنّ ما نحلم به سلعة للبيع والشراء في سوق الخان، او في اية سوق أخرى، وكلّ ما يهمّنا أن تعلموا أيها السادة أننا لا نصدّق ولن نصدّق ما نسمعه من تصريحاتكم حول هذا الأمر، لأن كلّ واحد منكم يريد تفصيل هذا القانون «المنتظر» على قياسه وكأنه جزء من الميراث الذي أوصاه له والده، فعليكم أن تعيدوا حساباتكم ولا تذهبوا بعيداً في تفكيريكم وفي احتقاركم لنا، فنحن الشعب الذي يريد الحياة، وإذا اردناها فيستجيب القدر، إياكم والغرور، وكفى طرحات حول هذا القانون، لأنّ النسبية وحدها ترفع من شأن لبنان وشعب لبنان وجيش لبنان فمما الخوف؟
النسبية تعطيكم أحجامكم الطبيعية، فما لقيصر لقيصر وما لله لله، ولن نقبل بأقلّ من هذا، لبنان دائرة واحدة او خمس دوائر ولمرة واحدة، المهمّ قانون على قاعدة النسبية… فلا القانون المختلط، رحم الله الوزير فؤاد بطرس، لأننا ننتقل عندها من تحت الدلفة لتحت المزراب، ولا لقانون يعتمد قاعدة الصوت الواحد، ولا لأي قانون أكثري يكتفي فيه السياسيون بتكرار معزوفة التقسيمات نفسها، مع بعض التعديل الذي لا يسمن ولا يغي من جوع، فكلّ هذه الاقتراحات ضحك على الذقون، اخرجوا من مزارعكم الى الحقول الخضراء، اخرجوا من الظلمة الى النور، فليس هكذا تبنى الأوطان، فالوطن الذي نريده هو الوطن الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل انتخابه لنطالبه اليوم وبصوت عال بأنّ معظم السياسيين يدبّرون لك المكائد لعرقلة مسيرة العهد الذي نأمل ان يكون بالحق كحدّ السيف، والبداية فخامة الرئيس من إقرار قانون انتخابات نيابية على قاعدة النسبية، لا لبس فيه، فلا المختلط ولا الصوت الواحد ولا توسيع عدد الدوارئر ولا الصوت الواحد ولا لسوق عكاظ… هي فقط النسبية النظيفة فخامة الرئيس هي التي تصنع لنا وطناً نستحقه ويستحقنا…
| 
نسخة للطباعة