إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رئيس الحزب إستقبل وفداً من مسؤولي وقيادات المنظمات الشبابية والطلابية في الأحزاب

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-12-08

استقبل رئيس الحزب الأمين علي قانصو، وفداً ضمّ مسؤولي وقيادات المنظمات الشبابية والطلابية في الأحزاب، بحضور عميد الإعلام، عميد التربية والشباب، وكيل عميد التربية والشباب ومدير دائرة الشباب. وقد أشاد وفد المنظمات بدور الحزب النضالي في مواجهة الإرهاب.

وتحدث رئيس الحزب أمام الوفد منوّهاً بدور الشباب الملتزم والمقاوم، لافتاً إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب في تأمين فرص العمل، ما يضطره الى الهجرة، بما تعنيه من تفريغ للمجتمع من الإمكانيات والكفاءات المتعلّمة المتخصّصة القادرة على المساهمة بتطويره. وعندما تأخذ الهجرة عنصر الشباب يُصاب مجتمعنا بالشيخوخة المبكرة.

واعتبر أنّ دور الشباب هو دور طليعي، ومن المهمّ أن يكون الالتزام الحزبي رسالة لنا جميعاً على اختلاف أحزابنا، فالفرد وحده لا يغيّر ولا يمكنه أن يبني المستقبل، والمستقبل تبنيه الجماعة المنظمة الملتزمة والتي تحمل رؤية ووجهة نظر، ومن دون دور فاعل لهذه الشريحة، ستنتج الطبقة السياسية نفسها بشكل متواصل، ويبقى وضع البلد على ما هو عليه، وتقوم حرب داخلية كلّ عشر سنوات، وهذا ما حدث منذ عام 1943 وحتى أيامنا الحاضرة.

وقال: مسؤولية الشباب حمل مشروع التغيير والإصلاح في البلد، لأنّ البلد تتآكله الطائفيات والمذهبيات، وتفتّت جهوده وحيويته وقوته، وقد آن الأوان لأن نخرج من هذه الشرنقة باتجاه مستقبل مختلف، ونظام سياسي وأداء حكومي مغاير، ونحن نقول دائما إنّ أزمة لبنان ليست أزمة حكومة تذهب وحكومة تشكّل، لقد تعاقبت حكومات كثيرة منذ الاستقلال إلى اليوم، ولم يحدث التغيير الذي نصبو إليه جميعاً، لأنّ جوهر الأزمة لم يتغيّر، وهو هذا النظام الطائفي، ففي ظلّ نظام كهذا ينتفي الأمل بإيجاد دولة تطمئن الجميع.

وأردف: نحن نرى أنّ الخطوة الأولى لهزّ هذا النظام الطائفي الذي يتكئ عليه نظامنا السياسي، هو الإصلاح، ولا إصلاح من دون قانون انتخابات حديث. ففي ظلّ قانون الستين الطائفي ستبقى الحياة السياسية مقفلة بوجه الشباب، لذلك نقف جهاراً نهاراً ضدّ قانون الستين، وضدّ النظام الأكثري، فالنظام الأكثري يشرّع الأبواب أمام سلطة المال السياسي، وتعزيز النعرات الطائفية، ويشوّه أدنى معاني الديمقراطية، ونحن نرى أنه حان الوقت لكي يحمل شباب لبنان مشروع نظام انتخابي حديث قائم على الدائرة الواحدة والنسبية، لأنّ العصبيات الطائفية والمذهبية خنقت لبنان، وغيّبت استقراره السياسي وجعلت أمنه غير مستتبّ، وهذا ما يشكل هاجساً، كما أنه يشكل حافزاً للشباب للعمل من أجل الإصلاح السياسي.

وذكّر بمشروع القانون الانتخابي الذي قدّمه الحزب القومي عام 1997، ويقوم على لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية خارج القيد الطائفي، معتبراً أنّ هذا المشروع يحقق صحة التمثيل ويساهم في ترقية الحياة السياسية والممارسة الديمقراطية.

وقال رئيس الحزب: على طاولة الحوار التي أقيمت بدعوة من الرئيس نبيه بري، وافقنا على تطبيق المادة 22 من الدستور، التي تنص على انتخاب مجلس نيابي لا طائفي، ومجلس شيوخ يمثل الطوائف، ولكن للأسف فإنّ هذه المحاولة التي سعى بها الرئيس بري اصطدمت برفض قوى سياسية كانت على طاولة الحوار، بالرغم من أنها مادة في الدستور اللبناني.

ولفت إلى أنّ لبنان لا يواجه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وحسب، إنه يواجه التحديات في مختلف المجالات، فهو في مرمى أطماع العدو "الإسرائيلي"، فالعدو لم يطو صفحة عدوانيته تجاه لبنان، وطالما أنّ الكيان الصهيوني جاثم على أرض فلسطين، يبقى لبنان في دائرة الخطر "الإسرائيلي"، وهذا ما يتطلب منا جميعاً تجذير ثقافة العداء لـ "إسرائيل"، وأن نجذر ثقافة المقاومة بوجهها، فكيان العدو لم يردع يوماً ولم يلجم عدوانيته منذ نشوئه إلا على يد المقاومة، فقبل المقاومة كانت قوات الاحتلال الصهيوني تقتل، وتخطف، وتقصف ما تشاء من أهداف، وتدخل وتخرج من دون رادع، ولم يلجمها سوى المقاومة التي تعبّر عن شعبنا، لذلك، علينا التعاطي مع المقاومة على هذا الأساس، قبل أن نبدأ بجلدها والقول إنها مقاومة حزب الله، ومقاومة طائفة معينة، إنّ من يستشهد من أجل بلده أبعد ما يكون عن الطائفية، لذا علينا أن نتعامل معها بهذه الروحية ونعزّز ثقافتها، فالمقاومة ثقافة وموقف قبل أن تكون سلاحاً، وهي وعي، فإنْ لم نع أنّ "إسرائيل" خطر وجودي علينا، لا يمكننا أن نأخذ موقفاً منها، وإذا لم نمتلك ثقافة المواجهة مع العدو "الإسرائيلي" عندها نكون قد تخلينا عن واجب أساسي من واجباتتنا الوطنية التي تتصل بسيادة وكرامة بلادنا، وبمعنويات وحقوق شعبنا.

وتابع قائلاً: ما يمنع "إسرائيل" من وضع يدها على ثرواتنا البحرية هي المقاومة، لذلك فإنّ المقاومة حاجة وضرورة. خصوصاً أنّ جيشنا الوطني لم تسمح له الدول الأجنبية أن يقوى، ولا تقدّم له السلاح، إلا السلاح الذي لا يشكل خطراً بوجه العدو "الإسرائيلي"، وإذا لم يغيّر لبنان بقراره السياسي مصادر تسليح الجيش، ستبقى الدول الغربية تمدّ الجيش ببعض العتاد اللوجستي والأسلحة القديمة والفردية، وهذا لا يحصّن لبنان، الذي يحتاج لشبكة صواريخ تواجه طيران العدو، ولسلاح مدفعي حديث ليتمكّن الجيش من مواجهة عدو لا يفهم إلا لغة القوة، وهو عدو قدم من كلّ أصقاع العالم لينفذ مشروعه الذي لا يقتصر على فلسطين فقط بل يشمل كلّ المنطقة، لذا نحن أصحاب نهج مقاوم، ونقف مع المقاومة، ومسؤولية الشباب أن يكونوا معها، ومسؤوليتهم رفع الصوت والمطالبة بتسليح الجيش ليصبح جيشاً قوياً متلازماً مع المقاومة ومتكاملاً معها.

وقال: إنّ المقاومة التي يستشهد رجالها، لا تمارس الحرب ترفاً، بل دفاعاً عن البلد، وعندما تجد أنّ هناك جيشاً يشكل البديل عنها لن ترفض ذلك، وحتى يصبح جيشنا قوياً تبقى المقاومة حاجة ماسة، ومسؤولية الشباب تجذير ثقافة المقاومة أكثر فأكثر، كما عليهم تجذير موقف العداء لـ "إسرائيل" أكثر فأكثر.

وأضاف: الخطر الآخر الذي يواجهنا هو خطر الإرهاب، فالإرهاب ليس حالة عارضة، الإرهاب أشدّ خطراً من الاستعمار، فالاستعمار احتلال موقت لبلد ما، ولكن الإرهاب صنع من قلب مجتمعنا، لتفجير هذا المجتمع بكلّ تناقضاته، بدليل أنّ الحرب على الشام لم يكن هدفها الإصلاح بل التدمير والقتل والإجرام.

وتابع: الإرهاب الذي يقتل ويذبح ويدمّر ويسرق حتى الآثار هدفه التدمير ونشر فكره الظلامي، فهو لا يعترف بالآخر بل يبيح قتله، وثقافته ثقافة إلغاء، ومن أوجد الحركات الإرهابية في بلادنا أوجدها لتكون أداة لتفكيك المنطقة وتفتيتها، وهذا مشروع "إسرائيلي"، لذلك فإنّ حزبنا ومنذ بدء الحرب على الشام صنّفها بأنها حرب "إسرائيلية"، لأنّ مشروع التفتيت لبلادنا في أصله مشروع "إسرائيلي" لتحويل المنطقة إلى دول طائفية مذهبية تتقاتل في ما بينها فيرتاح العدو ويغذّي هذا القتال.

وقال: لقد حاول العدو أن يحقق مشروع حمايته بالحروب العسكرية ففشل، ولولا انتصارات المقاومة في وجه العدو، إنْ في لبنان أو في غزة، لكان جرّب الاستمرار بشنّ الحروب، لكن فشله وهزيمته أمام قوى المقاومة، جعلته يبحث عن أساليب مختلفة ووجد أنّ الإرهاب يشكل الفرصة المثلى لتحقيق الحماية لكيانه، لذا فقد أسمينا هذه الحرب حرب إسقاط المجتمع من الداخل.

لقد أثبتت الحرب أنّ الإرهاب لا يستهدف سورية وحدها بل استهدف العراق ولبنان، ولولا الحرب الوقائية التي تخاض ضدّه في الشام لكنا سنشهد كلّ يوم عمليات تفجير إرهابية، فالمجموعات الإرهابية لم تخف رأيها باستهداف الساحة اللبنانية التي تعتبرها ساحة أساسية، ونحن نحيّي القوى التي تواجه الإرهاب في الشام، لأنها حمت لبنان من خطره، ولا نكافئها بالتطلع لأمور صغيرة، بل علينا دعمها والوقوف إلى جانبها، والانتصارات التي تتحقق في الشام، المقاومة والحزب السوري القومي الاجتماعي شريكان فيها ونقدّم الشهداء باعتزاز، لأننا نعتبر أنّ ما نقوم به هو واجب، لحماية البلاد، فحتى تبقى البلاد يجب أن ندفع الدماء، وبقدر ما يهزم الإرهاب في الشام بهذا القدر يرتاح لبنان والعراق وفلسطين، والقضية القومية كاملة، ونحن نرى أنّ الإنجازات التي تتحقق اليوم في الشام تقرّبها من الانتصار.

وقال: نحن مع الدولة اللبنانية التي تقاتل الإرهاب من خلال الجيش ونحن نحيّي هذا الجيش ونحيي شهداءه، ونشدّ على يده، فهو جيشنا ويواجه الإرهاب ويتصدّى له بشكل ممتاز.

أضاف: معركة حلب ليست سهلة، ومدلولاتها ليست بسيطة، فهذه حلب ثاني مدينة بعد دمشق، وهي عاصمة سورية الاقتصادية، قبل أن ينهبها الأتراك ويسرقوا مصانعها، وانتصار حلب سيؤسّس لمرحلة جديدة تقترب فيها سورية من النصر النهائي، لا نقول إنّ المعركة انتهت بعد استعادة حلب، فلا تزال هناك مدن يحتلها الإرهاب، مثل إدلب والرقة، وهناك مدن محاصرة مثل دير الزور، ريف حمص وريف حماه والحسكة محاصرة، لذلك فالمعركة ما زالت تحتاج إلى وقت، ومع ذلك نحن نثق بأنّ الدولة السورية ستنتصر في نهاية المطاف، وسيكون لهذا الانتصار تبعاته الإيجابية على المنطقة بأكملها.

وتحدث رئيس الحزب عن المستجدات في لبنان فقال: لقد نجح لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية بعد عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي، الذي كانت له ارتدادات سلبية على مجمل الحياة في البلد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي بعض الأحيان هدّد الوضع الأمني، وكان من المستحيل استمرار الوضع على ما هو عليه، وهنا يتوجب علينا طرح السؤال: لماذا عند انتخاب كلّ رئيس للجمهورية يمتدّ الشغور لأشهر وأحياناً لسنوات؟ وعند كلّ استحقاق انتخابي تبرز الأزمة ونلجأ إلى التمديد مرة وأكثر، خلافاً لكلّ دول العالم، حتى عند تعيين مدير عام تقوم الدنيا ولا تقعد، وهنا يطرح السؤال عندما يستمرّ الشغور الرئاسي ما يزيد على السنتين، وتأليف الحكومة يتطلب أشهراً عدة، هل هذا الوقت لا قيمة له في حساب البلد، وماذا عن مصالح الناس؟ إنّ مردّ كلّ ذلك هو هذا النظام الطائفي الذي يولّد المناكفات على كلّ الأصعدة، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تشكيل حكومة أو تعيين مدراء عامين، وأحياناً تعيين حاجب، ولو لم يكن هذا النظام طائفياً لكانت الاستحقاقات كلها تمرّ بسلاسة، من دون أن ننتظر تدخل العالم كله لنتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية أو تشكيل حكومة، وهذا الواقع ينعكس ضرراً كبيراً على مصالح الناس، وبشكل خاص على مصالح الجيل الشاب.

أضاف: نحن انتخبنا الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية بناء على خياراته الاستراتيجية، فهو مع أفضل العلاقات مع الشام، وهو إلى جانب المقاومة ويشيد بتضحياتها، ونحن مع خيار المقاومة، وهو ضدّ الإرهاب، وشدّد في خطاب القسم أنه مع الحرب الاستباقية على الإرهاب حتى استئصاله، وهذا موقف نلتقي نحن وفخامة الرئيس عليه، وهو من دعاة الدولة المدنية وهذا ما نريده، دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون أمام القانون.

وقال: المحاصصات التي يفرزها النظام الطائفي هي التي تؤخر تأليف الحكومة، ومع بداية مشاورات التأليف بدأ الاشتباك بين القوى السياسية على الحصص، ونحن نرى أنّ الحكومات لا تتشكل بهذه العقليات، بل بقيام حكومة وحدة وطنية، ومن المستحيل النهوض بالبلد من دون وحدة وطنية تشارك فيها كلّ القوى السياسية في البلد.

أضاف: من حقنا أن نكون مشاركين في الحكومة وبالتمثيل الذي نريده نحن، فحزبنا منتشر في المتن الشمالي وجبيل وكسروان والكورة وعكار وعاليه والجنوب والبقاع، قبل أن يولد بعض الذين يسعون الى تكبير أحجامهم. ونحن لا نرى في أيّ حكومة حكومة وحدة وطنية من دون حزبنا، لأننا حزب وطني لا طائفي وعلى مدى الأرض اللبنانية.

وختم رئيس الحزب: المشكلة الحقيقية التي تعرقل تأليف الحكومة هو هذا الجشع لدى القوات اللبنانية، وهذا الانتفاخ المفتعل بحجمها، وإذا لم تقبل بحجمها الحقيقي من الصعوبة تشكيل الحكومة، عدا هذا الأمر، ليس من أحد يعرقل تشكيل الحكومة، وكلّ الأطراف الأخرى تقول وبصوت عال وجود الحزب القومي في الحكومة حاجة وطنية. كما أنّ هناك قوى تماطل في تشكيل الحكومة لتمرير الوقت، حتى إذا اقتربنا من الانتخابات النيابية يُقال لم يعد هناك إمكانية لقانون جديد، فلنمش بقانون الستين، وأكثر المتضررين من قانون الستين والنظام الأكثري هم الأحزاب المدنية والشباب، وكلّ لبنان واللبنانين.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024