إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ترقُّب لبناني لتسلّم ترامب الحكم

حسين حمّود - البناء

نسخة للطباعة 2017-01-18

إقرأ ايضاً


مع اقتراب تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه الدستورية في العشرين من شهر كانون الثاني الحالي، ارتفعت وتيرة الترقب اللبناني والإقليمي والدولي للأجندة الحقيقية التي سيحملها معه إلى البيت الأبيض، بعيداً من التصريحات النارية العلنية التي أدلى بها أثناء حملته الانتخابية في أكثر من اتجاه ليعود ويتراجع عن بعضها أو يخفّف من حدّتها.

ومما يساهم في القلق مما يضمره ترامب، هو أنّ فريق عمله كلّه من صقور اليمين المتطرف والمساند لـ«إسرائيل» بقوة فضلاً عن ترامب نفسه ولا سيما وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس «المولع بالحروب»، بحسب ما تصفه وسائل الإعلام الغربية والأميركية. كما أنه من المناهضين بقوة لإيران ومتحمّس جدًا لمواجهتها عسكرياً.

ولهذا السبب عاد الاتفاق النووي المذكور إلى واجهة الاهتمام إيرانياً ودولياً، إذ حذّرت دول غربية عدة من مغبة إسقاط الاتفاق خشية الصدام المفاجئ بين الولايات المتحدة وإيران والخسائر الاقتصادية الفادحة التي ستُمنى بها الشركات الغربية الكبرى التي تسعى للاستثمار في إيران، إلاّ أنّ أوساطاً سياسية تشكّك في احتمال المواجهة الأميركية الإيرانية أو حتى إلغاء الاتفاق من جانب واشنطن بمفردها.

لكن الأوساط لا تستبعد المواجهة بين الطرفين بالمطلق، بل تشير إلى أوجه أخرى للصراع قد تشهدها المرحلة المقبلة، ومنها «الحرب الناعمة»، وذلك من خلال التأثير على حلفاء إيران الأساسيين في المنطقة والمعادين لـ«إسرائيل» في الوقت نفسه، ومن هؤلاء الحلفاء حزب الله. وفي هذا السياق تتردّد معلومات عن أنّ الولايات المتحدة ستشدّد الضغط على حزب الله من خلال إعداد لائحة عقوبات جديدة عليه تطال أشخاصاً وشركات مالية وتجارية تعتبرهم واشنطن مقرّبين من الحزب ويساهمون في تمويل جزء كبير من ميزانيته المالية.

لكن المصادر تشير إلى أنّ الحزب مدرك للتوجه الأميركي القديم الجديد، وهو في صدد التحضير لهذه المرحلة المعادية بشدة من جانب الولايات المتحدة لإيران وحزب الله وهو سبق أن تعرّض لعقوبات، لكن لم يكن لها تأثير عميق على توجهاته إنْ في لبنان وتحديداً على جبهة المواجهة مع العدو «الإسرائيلي»، أو في الإقليم، ولا سيما مشاركته في القتال ضدّ العصابات التكفيرية الإرهابية في سورية، بل على العكس حقق محور المقاومة انتصارات باهرة في هذه المواجهات ولا يزال.

إلاّ انّ المصادر تلفت إلى جبهة أخرى قد تستعملها الولايات المتحدة للضغط على حزب الله، وهي محاولة إحراج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالحزب، خصوصاً أنّ بين الحزب وبين عون أو التيار الوطني الحر تحالفاً استراتيجياً في ما يخصّ الداخل اللبناني والصراع مع العدو «الإسرائيلي» ومواجهة العصابات الإرهابية. وتترقب المصادر في هذا السياق، الزيارات المرتقبة للرئيس عون إلى عدد من الدول الغربية وواشنطن في حال تمّت هذه الزيارة وللكلام الذي سيسمعه من المسؤولين الذين سيلتقيهم حول الموضوع المذكور.

وهنا تذكّر المصادر بأنّ الغرب لا ينكر ثقل حزب الله الشعبي والسياسي في لبنان وهو، أيّ الغرب، لا يستطيع الضغط على حلفائه في لبنان لعزل حزب الله، وقد حاول ذلك مراراً، لكن محاولاته كلّها باءت بالفشل واستطاع الحزب أن يثبِّت وجوده السياسي والشعبي وحتى المشاركة في السلطة. لكن إزاء هذا الواقع لجأ الغرب إلى موقف ذي شقين من الحزب: الأول الاعتراف بالحزب كتشكيل سياسي لبناني كبير، لا بل يتواصل معه سياسياً من خلال الزيارات التي يقوم بها مسؤولون دوليون رفيعو المستوى إلى قيادات حزب الله ومناقشتهم في الشؤون السياسية اللبنانية. والشق الثاني يتعلق في ما يسمّيه المسؤولون الغربيون «الجناح العسكري الخارجي» للحزب، والذي يتخذون منه موقفاً معادياً.

وبالنسبة للغرب سيستمرّ هذا الموقف على حاله، فيما الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تميِّز بين النشاط السياسي وبين التشكيل العسكري للحزب، وهي تعاطت معه على أساس أنه معادٍ لـ«إسرائيل». وعلى هذا الأساس، تفرض العقوبات عليه، وإدارة ترامب ستسير في هذا التوجه.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024