إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عون لمفوض شؤون اللاجئين: على المجتمع الدولي تسهيل عودة النازحين الى أماكن آمنة في سوريا

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-02-03

وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لدى استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا أن لبنان الذي يقدر الجهود التي تبذلها المفوضية في رعاية شؤون النازحين السوريين المنتشرين على الاراضي اللبنانية، يرى أن على المجتمع الدولي أن يعمل لتسهيل عودة هؤلاء النازحين الى بلدهم عبر إقامة أماكن آمنة في سوريا لاستقبالهم، بالتنسيق مع الحكومة السورية".

وأكد عون "أن لبنان بدأ مرحلة النهوض على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها والانعكاسات السلبية على اقتصاده نتيجة النزوح السوري، ولاسيما أن عدد النازحين فاق مليونا ونصف مليون نازح".

وأضاف أن "لبنان ليس في وارد إلزام أي من النازحين العودة الى سوريا في ظروف أمنية غير مستقرة، لكن لا بد من عمل دولي جامع لإيجاد المناخ المناسب لتسهيل العودة، لأن بقاءهم في لبنان لا يمكن أن يدوم الى الأبد، خصوصا ان ظروف عيشهم على الاراضي اللبنانية ليست مريحة".

وشدد عون على "أهمية نجاح الحل السياسي الذي يعمل له حاليا مع الاستمرار في مواجهة الارهابيين اينما وجدوا".

وكان غراندي نقل الى عون تأكيد مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على الاستمرار في تقديم المساعدة للدولة اللبنانية ولاسيما في ما خص رعايتها شؤون النازحين السوريين، مقدرا ما قدمه اللبنانيون في هذا الاتجاه. وأشار الى أن المفوضية تواصل التنسيق مع منظمات الامم المتحدة كافة، وتبحث مع الحكومة السورية في وضع مخططات لعودة تدريجية للنازحين الراغبين في العودة. وقال ان المفوضية رعت برنامجا مع عدد من الدول لاستضافة نازحين سوريين، وتحققت حتى الآن استضافة 30 ألف عائلة في كندا واميركا.

وبعد اللقاء، أدلى غراندي بالتصريح التالي: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وهو اللقاء الاول لي معه منذ تسلمه سلطاته الدستورية، واغتنمت المناسبة لكي أتقدم منه بالتهنئة على انتخابه. ونحن نعمل هنا منذ زمن بعيد، داعمين مؤسسات الدولة في مواجهة أعباء النزوح وتبعات وجود اللاجئين السوريين بالتحديد. وقد أطلعني فخامته على رؤيته حيال وضع النازحين السوريين في لبنان، الذي لا يزال قائما منذ قرابة ست سنوات. وتكلمنا على التحديات الناجمة عن هذا الوضع ووجوب البحث عن مصادر اضافية لمساعدتهم، ومساعدة مؤسسات الدولة اللبنانية التي تتحمل القسم الاكبر من الخدمات، ولا سيما تلك التي تعنى بالتربية والتعليم والنظام الصحي وغيرها. وقد أعلمت فخامته أننا سنواصل من جهتنا الطلب من المؤسسات الدولية لتساعد لبنان أكثر خصوصا في المجال الاقتصادي، لأن وجود هؤلاء اللاجئين يؤثر على الوضع الاقتصادي العام في لبنان الذي يعاني عدم توافر فرص عمل للبنانيين أنفسهم".

أضاف: "كذلك تناول اللقاء الوضع في سوريا التي عدت منها للتو، وأطلعت فخامته على مشاهداتي هناك، حيث أن الامور لا تزال صعبة خصوصا في المدن الشمالية الكبرى كحمص وحلب التي تعرف ظروفا دراماتيكية لم يتم حلها بعد، ولما يزل هناك وجود لداعش في جزء من البلاد، اضافة الى النصرة وقوى ارهابية اخرى لا تشارك في مسيرة الحل المعروف بأستانا. ونحن نأمل التوصل الى حل سياسي كمقدمة لإعادة الاستقرار الى سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم".

وقال: "لقد سألني فخامته عما يجب القيام به من أجل تسريع عودتهم الى سوريا، فأجبته بأنه من الواجب تأمين الظروف الامنية وإطلاق مرحلة اعادة الاعمار، على الاقل بداية، كي تبدأ الحياة بالعودة تدريجا الى هذه المدن التي غدت مدن أشباح. وبالنسبة الينا، فنحن لا نعارض مطلقا عودة من يرغب في ذلك الآن، بل نتمنى هذا الامر، ونحن جاهزون لمساعدته. وهذا ما قلته للمسؤولين السوريين الذين التقيتهم. وسنوالي بحث الامر هنا في لبنان وفي الدول المجاورة الاخرى كالأردن وتركيا. كما اننا حاضرون بقوة في سوريا، وفريقنا وحده هناك مكون من نحو 400 عنصر من دون شركائنا، وجميعنا جاهزون للمساعدة حيث يجب. لكنني قلت لفخامته إن الأمر يتطلب بعضا من الصبر لأن الحلول ليست فورية، فأجابني بأن الصبر الطويل هو من الميزات المعروفة عنه، وهذا ما أقدره للغاية".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024