شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-03-30
 

لبنان - لقاء الاحزاب: رسالة الرؤساء السابقين استهداف مباشر لمواقف عون الوطنية المقاومة

وطنية - عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اجتماعه الدوري في مقر حزب الاتحاد بربور- واصدر البيان التالي:

"إن الرسالة التي وقعها كل من الرؤساء السابقين ميشال سليمان، أمين الجميل، تمام سلام، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، اثر اجتماع عقد على عجل بناء على طلب من السفارة الاميركية وحلفائها من الرجعية العربية في بيروت، إنما استهدفت تحريض الدول العربية ضد المقاومة الوطنية اللبنانية من خلال الزعم أن لبنان غير موافق على ما أسموه تدخل حزب الله في سورية أو العراق واليمن، والتذكير بسياسة النأي بالنفس للقول أن الموقف الذي سيعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة، لا يعبر عن موقف لبنان الرسمي واللبنانيين عامة، وبالتالي محاولة خسيسة وخبيثة لإضعاف وإرباك موقف الرئيس عون، وتمكين من يدورون في فلك التبعية للسياسات الأميركية، من استغلال هذه الرسالة للنيل من الموقف الرسمي اللبناني المؤيد للمقاومة ودورها الرائد في محاربة الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري، الذي تقف الرجعية العربية وراء تصديره إلى سورية ولبنان والعراق وليبيا ومصر، وتمويله وتسليحه لضرب أمنها واستقرارها وإثارة الفتن داخلها وتفتيت وحدة مجتمعاتها، خدمة للمخططات الأميركية الغربية الصهيونية في السيطرة والهيمنة على العرب وثرواتهم وتصفية القضية الفلسطينية .

إن هذه الرسالة المشبوهة الأهداف والإغراض تغاضت تماما عن التطرق إلى العدوانية الصهيونية واحتلال العدو لأجزاء من الأرض اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وبلدة الغجر، والقرى السبع، كما تجاهلت التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والأطماع الصهيونية في ثروات لبنان النفطية والمائية، واكتفت بالمطالبة بالتضامن مع لبنان تجاه إسرائيل، وذلك رفعا للعتب وللتعمية على حقيقة ما ترمي إليه الرسالة من محاولة مكشوفة ومشبوهة للنيل من دور المقاومة في مواصلة كفاحها لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وردع الغطرسة والعدوانية والاطماع الصهيونية، وهو ما لم تأت الرسالة على ذكره عن قصد، بل أن الرسالة تناغمت بشكل لافت مع الموقف الأميركي الغربي باعتبار مشكلة لبنان ليست مع الاحتلال الإسرائيلي وإنما مع ما أسمته "السلاح غير الشرعي"، ومعروف أن واشنطن والعواصم الغربية يحاولون النيل من شرعية سلاح المقاومة عبر إطلاق مثل هذا التوصيف عليه.

كما تجاهلت الرسالة الخطر والتهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المسلحة التي تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية في سلسلة لبنان الشرقية، والجرائم التي ارتكبتها هذه الجماعات بحق اللبنانيين، ومحاولتها المستمرة القيام بعمليات تفجير واغتيالات، وتجاهلت الرسالة الدور الذي لعبته ولا تزال المقاومة، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، في التصدي لهذا الخطر الإرهابي، مما جنب اللبنانيين الكثير من الأخطار التي كانت ستلحق بهم لولا هذا الدور الهام للمقاومة، في حين حاولت الرسالة تصوير مشاركة حزب الله في محاربة قوى الإرهاب في سورية والعراق باعتبارها تدخلا، في وقت يعرف الجميع أن هذه المشاركة تمت وتتم بالتنسيق مع الحكومتين الشرعيتين في البلدين الشقيقين، وكان لهذه المشاركة إسهام كبير في درء خطر الإرهابيين عن لبنان وحماية اللبنانيين من التعرض لمجازر مشابهة لتلك التي ارتكبها الإرهابيون في العراق وسورية، وصون أمنهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية.

انطلاقا مما تقدم فان الرسالة تشكل استهدافا مباشرا للمواقف الوطنية المقاومة التي اتخذها فخامة الرئيس ميشال عون، اثر انتخابه رئيسا للجمهورية، والتي أكد فيها على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال والاعتداءات الصهيونية والتكامل بينها بين الجيش اللبناني .

فهذه الرسالة، التي تنسجم مع حملة الضغوط الأميركية الصهيونية الرجعية وتتزامن مع الدعوة الصهيونية في مجلس الامن بخصوص المنطقة اللبنانية الاقتصادية الخالصة في المياه الاقليمية ، فشلت في التأثير على المواقف الوطنية والقومية للرئيس المقاوم ميشال عون، والتي أعاد التأكيد عليها أمس في القمة، إن كان في كلمته الهامة، أو في بيان القمة عبر تثبيت حق لبنان في مقاومة العدوان الإسرائيلي المستمر عليه، وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة، ولهذا لم تنجح الرسالة أو الضغوط في دفع الرئيس عون إلى التراجع قيد أنملة عن ثوابت مواقفه الوطنية المبدئية، تماما كما واجه بصلابة الضغوط التي تعرض لها عام 2006 لوقوفه إلى جانب المقاومة ضد العدوان الصهيوني. إن الرسالة إنما كشفت الموقف المتخاذل والمخزي لهؤلاء الرؤساء الذين يدعون النطق باسم لبنان واللبنانيين، وأعادت إلى الأذهان اللغة الخشبية لـ ميشال سليمان، والمواقف المذلة والمتآمرة على المقاومة مع العدوان الصهيوني التي اتخذها فؤاد السنيورة خلال حرب تموز، فالرسالة استهدفت يائسة إعادة لبنان إلى زمن الوصاية والتبعية للولايات المتحدة، والخضوع لتهديدات العدو الصهيوني وأطماعه في لبنان.

لكن هذا الزمن من الضعف والارتهان قد ولى إلى غير رجعة في ظل عصر المقاومة المنتصرة، التي حطمت أسطورة العدو الصهيوني، وأبعدت الخطر الإرهابي عن اللبنانيين، وحمت أمنهم واستقراراهم وثرواتهم، مسقطة بذلك الزمن الذي كان يقال فيه أن لبنان قوي بضعفه، فأصبح لبنان قويا بمقاومته وبتكاملها مع الجيش واحتضان الشعب لها.

إننا في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، نحيي المواقف الوطنية والقومية للرئيس عون، وندين بشدة رسالة هؤلاء الرؤساء التي لا تعبر سوى عن مدى ارتهانهم وتبعيتهم لمحاور في مواجهة محور المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية واليمن والعراق خدمة للمخططات الأميركية الصهيونية.

ونؤكد مجددا وقوفنا إلى جانب فخامة الرئيس ميشال عون في التمسك بالثوابت الوطنية وفي الطليعة منها المقاومة ضد الاحتلال والإرهاب التكفيري، وكنا على يقين بان الرئيس عون الذي لم تهزه رسائل الترغيب والترهيب في أثناء حرب تموز، لن تؤثر عليه رسالة التشويش المشبوهة. لأنه يستند إلى موقف رسمي قوي، وغالبية شعبية تدعم مواقفه الجريئة والشجاعة.

وندعو جميع اللبنانيين إلى التصدي لمثل هذه المحاولات الدنيئة التي تتناقض مع ثوابتهم الوطنية التي جسدها خطاب القسم ومواقف الرئيس عون في القمة العربية، والتصدي لها بحزم وبقوة لحماية انجازات المقاومة، كما ندعوهم الى عزل ومحاصرة هؤلاء الذين حصلوا في غفلة من الزمن، وبقوة الوصاية الأميركية وحلفائها العرب، على صفة رؤساء".


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع