شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-04-05
 

يكفي أنّك... إميل لحّود

عبير حمدان - البناء

يكفي أن يكون ضميرك حيّاً كي تشعر بالسلام الداخلي ولا تخشى التهديد المحتمل على فوهة الصواريخ الذكية والموقّعة من أطفال العدو «الإسرائيلي» كهدية لأطفال لبنان ذات تموز.

يكفي أن تتمسّك بقناعتك الراسخة بأنك قادر على التصدّي والصمود لتكون شريكاً للمقاومة في نضالها فتحصد التحرير ذات أيار، وتعانق الأسرى العائدين بهمّة الرجال الأشدّاء الذي حقّقوا هذا الإنجاز.

يكفي أن تدخل إلى معترك القيادة بحزم وثبات وتعمل على توحيد من انقسموا يوماً على أبناء وطنه، ثم تخطو إلى سدّة الرئاسة كبيراً وتواجه المؤامرات والمغريات كلّها، والوعود الوردية الملوّثة بنفط الخليج المتأمرك والمبارَك من بني صهيون، وتبقى في مواجهة الحقد المنصبّ على البشر والحجر لتخبر كلّ من يطرق باب القصر الجمهوري أنّ العدوّ يقتل شعبك لأنه شعب حرٌّ ومؤمن بقدرته على البقاء في أرضه ومتمسّك بحقّه في الدفاع عن وجوده.

يكفي أن تخرج من هذه الدائرة كبيراً كما دخلت كي تستحقّ لقب «فخامة المقاوم… والإنسان».

هكذا يمكن للمتلقّي قراءة التاريخ على مدى أسابيع قدّمت فيها قناة «الميادين» وثائقيّ «إميل لحّود» لأجيال من حقها أن تعرف أكثر عن حقبة مهمة من تاريخ وطنها المثقل بالنزاعات والتناقضات.

وثائقيّ من ثمانية أجزاء اختصر مسيرة رجل لم يهادن ولم يتراجع، بقي متمسّكاً بمبادئه وقابضاً على جمر الموقف الذي لا يرتهن للاملاءات الخارجية وبيانات السفارات المكتوبة في عتمة الزمن الذي يروّج لفرضية «قوّة لبنان في ضعفه»… ولم يتأثّر بقرارات أممية لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت فيه.

قد لا يكفي أن توثّق جزءاً من التاريخ طيّ كتاب لذلك عليك أن تُخرجه إلى الناس صوتاً وصورة كي تواكب سرعة العصر وجنونه، وتحارب من يعمل على تزوير الواقع بتقارير مفبركة وأفلام هوليوودية.

هي حرب إعلامية لا تقلّ أهمية عن الحرب الدائرة في أزقّة المدن التي حملت هوية الممانعة، فكان قدرها المواجهة حتى تحقيق النصر. من هنا يمكن الجزم أن «الميادين» وضعت أصبعها على الجرح وفتحت الباب مقابل الريح لتعديل مسارها ولتثبت أن القضايا المركزية لا تموت بفعل مرور الوقت، والشرق الأوسط الجديد لا يتشكل ويولد إلا على أيدي الأحرار وكما يريدونه، لأن ساحات أوطانهم هي ميادينهم وحدهم.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه