شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-04-12
 

الشام - الجعفري: المستهدف باستخدام الأسلحة الكيميائية هو الشعب السوري الضحية الأولى لجرائم الجماعات الإرهابية

سانا - أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سورية تدين بأشد العبارات وترفض أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الإنسانية وأمراً مرفوضاً وغير أخلاقي ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان.

وقال الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن عقب التصويت على مشروع قرار أمريكي بريطاني فرنسي حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في خان شيخون.. إن “المستهدف باستخدام هذه الأسلحة هو الشعب السوري الذي ما زال إلى اليوم الضحية الأولى لجرائم الجماعات الارهابية المسلحة التي لم تتورع حتى عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضده وأؤكد لهذا المجلس أن سورية حريصة اليوم كما كانت في السابق على معرفة المجرم الحقيقي المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية”.

وأشار الجعفري إلى أنه وانطلاقا من هذه المبادئ الثابتة فقد انضمت الحكومة السورية إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ونفذت كل التزاماتها بموجب اتفاقية الحظر وقد حققت إنجازا غير مسبوق في تاريخ المنظمة من خلال إنهاء البرنامج الكيميائي السوري بزمن قياسي وإلى غير رجعة وذلك مثبت في بيان البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية المقدم إلى مجلس الامن في شهر حزيران عام 2014.

وذكر الجعفري بأن الدولة السورية وفي إطار تعاونها المستمر والشفاف مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد وجهت أمس رسالة إلى مدير عام المنظمة تدعوه فيها لإيفاد بعثة فنية حيادية ونزيهة ومهنية إلى كل من خان شيخون وقاعدة الشعيرات الجوية لاستجلاء حقيقة ما حدث بشكل شامل وشفاف ونزيه.. وتؤكد سورية استعدادها لتأمين وصول البعثة إلى قاعدة الشعيرات الجوية بهدف التحقيق فيما إذا كانت تخزن فيها مادة السارين أم لا”.

وأضاف الجعفري.. “أما فيما يتعلق بمدينة خان شيخون فإن الوصول إليها يجب أن يؤمنه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومن معه من تنظيمات إرهابية أخرى هناك وذلك عبر حكومات الدول التي تدعم هذا التنظيم وتوجهه وتديره على الأرض وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية وإسرائيل”.

وشدد الجعفري على أن سورية هي صاحبة المصلحة الأولى في جلاء الحقيقة وهي تدعم من حيث المبدأ أي إجراء يتخذه هذا المجلس بهدف الوصول إلى هذه الحقيقة” لكننا نعارض مشاريع قرارات تحمل في طياتها لغات سياسية ماكرة تستبق أصلا نتائج اي تحقيق وتنحو نحو توجيه التحقيق بشكل مسبق باتجاه اتهام الحكومة السورية كما فعل مندوبا بريطانيا وفرنسا”.

وقال الجعفري.. “لقد اعتادت الدول الغربية الثلاث على إدراج لغات مماثلة في مشاريع قرارات سابقة ليصار إلى إساءة استخدامها من قبل هذه الدول لاحقا من أجل تبرير التدخل في شؤون دول أعضاء أخرى والعدوان العسكري عليها كما حصل في ليبيا ودول أخرى”.

وأضاف الجعفري.. “إن من يتمعن في قراءة مشروع قرار اليوم يدرك أن الهدف الحقيقي من ورائه ليس استجلاء الحقيقة بل انتهاك السيادة السورية بالمطلق واستغلال المعلومات التي يمكن جمعها عبر مشروع القرار هذا في حال كان قد تم اعتماده لاستهداف كوادر ومواقع وقدرات الجيش السوري من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من هذه الدول الثلاث ومن شركائها في المنطقة وذلك بحجة البحث عن “غولدو” الكيميائي كما حصل في العراق”.

وتساءل الجعفري إنه إذا كان مقدمو مشروع القرار اليوم لا يرون أي فائدة في الآليات المتاحة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فلماذا لا يقدمون مشروع قرار آخر لإنهاء أعمال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مثلا وتصفية أرشيفها وحفظه في صناديق فولاذية لن يسمح بفتحها إلا بعد 60 عاما تماما كما فعلوا بأرشيف لجان التفتيش عن شبح أسلحة الدمار الشامل العراقية.

وقال الجعفري.. “سورية لم تستخدم السلاح الذري ضد هيروشيما وناكازاكي.. ولم تستخدم السلاح الكيميائي والبيولوجي ضد فييتنام.. سورية لم تستخدم اليورانيوم المنضب ضد العراق .. ولم تجرب سلاحا ذريا على جزائريين أحياء في الصحراء الجزائرية”.

وأضاف الجعفري.. “لقد أعلمت المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بتاريخ 31 آذار خلال المباحثات في جنيف بتقارير موثقة ومبكرة عن حيازة الجماعات الإرهابية المسلحة في مناطق ريف دمشق وإدلب وحماة لمواد كيميائية سامة بغرض استخدامها كسلاح ضد المدنيين كما حذرته من تزييف الحقائق وفبركة الأدلة والاتهامات بحق الحكومة السورية كما حصل في مرات سابقة.. قلت هذا الكلام لدي ميستورا قبل حدوث حادثة خان شيخون بخمسة أيام”.

وجدد الجعفري التذكير بأن الحكومة السورية وجهت أكثر من 90 رسالة كان آخرها منذ يوم فقط إلى مختلف الأجهزة المختصة في الأمم المتحدة تضمنت معلومات موثقة عن حيازة الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها “داعش” و”جبهة النصرة” لمواد كيميائية سامة وصلت إليها ومنها مادة السارين التي وصلت لهذه الجماعات من ليبيا عبر الأراضي التركية وبعلم السلطات التركية.

وقال الجعفري..”إن مقدمي مشروع القرار هذا اليوم يعرفون حق المعرفة أن القرارات الصادرة عن هذا المجلس وعن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ انضمام سورية إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية تشكل الإطار القانوني الدولي الكافي والمناسب في هذا المجال” داعياً بقية الدول الأعضاء في المجلس إلى إعمال المنطق والمحاكمة الرشيدة والسعي للحصول على إجابات واضحة وحقيقية لأسئلة يطرحها هذا الحادث المؤلم وردود فعل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عليه.

وأضاف الجعفري.. “لنحاول أن نجيب معا عن الأسئلة التالية.. لماذا لم تأت الأفلام والصور عن حادثة خان شيخون إلا من منظمات تدعي العمل في المجال الإنساني في حين أنها مرتبطة بشكل مباشر بالجماعات الإرهابية المسلحة على الأرض وهنا أتحدث بشكل محدد عن جماعة تسمى بـ “الخوذ البيضاء” التي منحتموها جائرة أوسكار في إتقان التمثيل والتي وافيناكم مرارا وتكرارا بصور وأفلام وأدلة موثقة عن أن أعضاءها يعملون بإشراف المخابرات البريطانية ويتم تمويلهم من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا هذا هو السؤال الأول”.

وتابع الجعفري.. “السؤال الثاني هل قرأتم التقرير الصادر عن منظمة أطباء سويديون لحقوق الإنسان الذي كشف خداع ما يسمى بـ “الخوذ البيضاء”.. السؤال الثالث هل تعلمون أن الطبيب البريطاني “شاكول إسلام” الذي كان موجودا مع الجماعات الإرهابية المسلحة على الأرض في خان شيخون وكان الشاهد الأساسي في كل الحملات الإعلامية الاستفزازية ضد الحكومة السورية.. هذا الطبيب البريطاني من أصل باكستاني كان قد اعتقل لمدة ثلاثة عشر شهرا في بريطانيا بتهم تتعلق بالإرهاب ومنها خطف صحفيين بريطانيين في سورية.. مجرم إرهابي ويصبح شاهد عيان ويبنى على شهادته هذا النوع من الفبركة الإعلامية”.

وقال الجعفري.. “فوق ذلك كله كيف يمكن لمن يدعي أنه يسعى إلى الحقيقة وعبر الشرعية الدولية أن يشن عدوانا عسكريا على موقع يزعم هو بأن طائرات انطلقت منه لضرب خان شيخون بالأٍسلحة الكيميائية”.

وأضاف الجعفري.. “أدعوكم إلى قراءة ما ورد في كتاب “قصة بنغازي الحقيقية ما لا يريد البيت الأبيض وهيلاري كلينتون منكم أن تعرفوه” هذا هو عنوان الكتاب لمؤلفه الأمريكي أرون كلين والذي يشرح بالتفصيل دور التنسيق والوساطة الذي اطلع به السفير الأمريكي في ليبيا “كريس استيفنز” في عمليات تصدير الأسلحة ومادة السارين من ليبيا إلى الدول التي دعمت الإرهابيين في سورية وفي مقدمتها تركيا”.

وتابع الجعفري.. “كما أدعوكم لقراءة تقرير علمي صدر اليوم عن البرفسور الأمريكي تيدور بوستون المختص في العلوم والتكنولوجيا من معهد ماساتشوسيتس وهو تقرير يقيم ما صدر عن البيت الأبيض من مزاعم حول ما جرى في خان شيخون حيث يرى البرفسور الأمريكي أن المعلومة التي اعتمد عليها المسؤولون الأمريكيون لاتهام الحكومة السورية هي حفرة على الطريق في شمال خان شيخون.. مجرد حفرة.. ثم يستنتج أن هذه البيانات تبدو أكثر اتساقا مع إمكانية أن الذخيرة كانت موجودة على الأرض ولم يتم إسقاطها من الجو”.

وتساءل الجعفري.. ماذا يسمي مندوب فرنسا قتل الطائرات الحربية الفرنسية ل200 مدني في قرية طوخان الكبرى في ريف حلب في 19 تموز 2016 وماذا تسمي مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية قتل الطائرات الامريكية ل237 مدنيا في بلدة المنصورة بعد هروبهم من “داعش” في مدينة الرقة.

وبين الجعفري أن سورية تؤكد استمرارها في تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمامها إلى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وفي حربها على الارهاب التي لن تتوقف تحت تأثير اي ابتزاز سياسي واعلامي او استغلال رخيص لدماء الابرياء في سورية.

وأضاف الجعفري.. “أوجه باسم الحكومة السورية الشكر والتقدير لروسيا الاتحادية وبوليفيا الصديقتين اللتين صوتتا ضد مشروع القرار كما أوجه الشكر للوفود التي امتنعت عن التصويت ادراكا منها لحقيقة الاغراض الخبيثة التي كانت تختفي وراء مشروع القرار هذا والتزاما منها بسيادة مبادئ القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وايمانا منها بان مثل هذه القرارات تؤثر في مصداقية العمل الدولي ومؤسساته وتهدد السلم والأمن الدوليين”.

الإدارة الأمريكية تدفع بالحرب الإرهابية المفروضة على سورية نحو مستويات خطرة وارتكبت عدوانها السافر بعد تقهقر المجموعات الإرهابية

وكان الجعفري أكد في وقت سابق أن الإدارة الأمريكية تدفع بالحرب الإرهابية المفروضة على سورية نحو مستويات خطرة من خلال الانتقال من العدوان بالوكالة إلى العدوان بالأصالة مشيرا إلى أنها عندما شعرت بتقهقر المجموعات الإرهابية ارتكبت عدوانها المبيت والسافر على قاعدة الشعيرات الجوية.

وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم بشأن مشروع قرار أمريكي بريطاني فرنسي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون بمحافظة إدلب.. :يبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يدفعها للبحث عن دور جديد يتمثل في هذا الخطاب المتطرف غير العقلاني في هذا المجلس بما يذكرنا بالدور الإجرامي لرئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير في غزو العراق قبل 14 عاما بعد فبركة خرافة أسلحة الدمار الشامل العراقية ودفع الفيل الأمريكي إلى تكسير الخزف الحضاري العراقي الغني بهمجية ما زال الشعب العراقي يدفع ثمنها حتى هذا اليوم”.

وأضاف الجعفري.. “يأتي بياني هذا بعد غياب لأكثر من ثلاثة أشهر نتيجة انخراطي كرئيس لوفد الجمهورية العربية السورية في جولات مكوكية من المحادثات السورية السورية في كل من أستانا وجنيف بهدف إطلاق حوار جاد يؤدي إلى حل سياسي يقوده السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي وبما يشمل توحيد جهود مكافحة الإرهاب.. وكنا نعتقد منذ أسبوع فقط أننا قادمون إلى هذه الجلسة لمشاركتكم لما تم إنجازه مؤخراً في أستانا وجنيف وإعطاء الدفع والدعم اللازمين للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وكذلك للأطراف الجادة في السعي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية ولتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب”.

وتابع الجعفري.. “كنا نعتقد منذ أسبوع فقط أننا قادمون إلى هذه الجلسة لمشاركتكم لما تم إنجازه مؤخراً في أستانا وجنيف وإعطاء الدفع والدعم اللازمين للمبعوث الخاص دي ميستورا وللأطراف الجادة في السعي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية ولتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب”.

وأوضح الجعفري “أنه في خضم هذا التفاؤل أبت الإدارة الأمريكية إلا أن تسعى لتكرار المسرحية الدامية التي مارستها في هذا المجلس بالذات ضد العراق منذ 14 عاما والتي تحمل عنوان كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية وأن الإدارة الأمريكية اليوم تدفع بالحرب الإرهابية المفروضة على سورية نحو مستويات خطرة غير مسبوقة وذلك من خلال الانتقال من العدوان بالوكالة عبر الجماعات الإرهابية المسلحة التي تشغلها منذ سنوات إلى العدوان بالأصالة عبر العمل العسكري المباشر ضد سورية”.

وقال الجعفري.. “لقد دأبت الولايات المتحدة التي تدير الإرهاب في سورية مع حلفائها وعملائها في المنطقة على تقديم كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية كي ترتكب افظع الجرائم بحق المدنيين والبنى التحتية في سورية والتي تندرج في إطارها ممارسات ما يسمى “التحالف الدولي” الذي أثبتت الأحداث أنه لم يفعل شيئا سوى تدمير البنى التحتية وقصف المدنيين بل تقديم الغطاء الجوي لتنظيمي جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيين والمجموعات الإرهابية المرتبطة بهما كما حصل عندما تم قصف موقع الجيش السوري في جبل الثردة بديرالزور بتاريخ 17-9-2016.

وبين الجعفري.. “أن تقديم الدعم العسكري المباشر والغطاء الجوي للمجموعات الإرهابية المسلحة لن يقتصر فقط على ما يسمى “التحالف الدولي” بل كانت “إسرائيل” سباقة له في نيل شرف دعم الإرهاب حين عملت منذ انطلاق أنشطة المجموعات الإرهابية في منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلى تقديم كل أشكال الدعم لهذه المجموعات بما فيها الإسعاف والرعاية الطبية لجرحاها من الإرهابيين وكذلك على نفقة النظام القطري كما تعرفون وتأمين الغطاء الجوي من خلال شن الغارات على مواقع الجيش السوري كلما تقدم في معاركه ضد هذه الجماعات الإرهابية”.

وأشار الجعفري إلى أن ما زاد الطين بلة كان تقديم الدعم الإسرائيلي لتنظيم “داعش” الإرهابي مباشرة من خلال الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية بتاريخ 17-3-2017 على مواقع للجيش السوري في تدمر وذلك بهدف دعم تحركات التنظيم الإرهابي في تلك المدينة ثم تكرر نفس المشهد فجر يوم الجمعة 7-4-2017 حينما شعرت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها أن المجموعات الإرهابية التي سلحتها ودربتها ومولتها قد بدأت تتقهقر تحت وطأة الضربات الموجعة لجيشنا السوري وحلفائنا فارتكبت عدوانها المبيت والسافر على قاعدة الشعيرات الجوية بذريعة استخدام الأسلحة الكيمياوية في خان شيخون التي يسيطر عليها أساسا تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.

وبين الجعفري أن الإدارة الأمريكية لم تكتف بهذا العدوان بل سبقته بوقاحة سياسية تمثلت باستغلال آليات الشرعية الدولية في مجلس الأمن من خلال تقديم مشاريع قرارات استفزازية تنحو نحو تحميل الحكومة السورية مسؤولية الاستخدام المروع للأسلحة الكيماوية وإبعاد الشبهات عن المجرم الحقيقي من الإرهابيين والدول الداعمة لهم.

وقال الجعفري.. “لقد تم التخطيط لهذا العدوان الخطير بعناية منذ عدة أشهر في الغرف السرية لأجهزة استخبارات تل أبيب والرياض والدوحة وأنقرة وعمان وواشنطن ولندن وباريس وهي العواصم التي عملت على مدار السنوات الماضية على تزويد أدواتها الإرهابية في الداخل السوري وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بالمواد الكيماوية السامة لاستخدامها واتهام الحكومة السورية بها كما حصل في خان العسل بتاريخ 19 آذار عام 2013 وفي الغوطة الشرقية بتاريخ 21 آب عام 2013 وفي تل منس بتاريخ 21 نيسان عام 2014 وفي سرمين بتاريخ 16 آذار عام 2015 وفي قنينص بتاريخ 16 آذار عام 2016.

وأضاف الجعفري.. “لن أطيل عليكم الآن في إنعاش ذاكرة المجلس بأكثر من 90 رسالة وجهناها لكم منذ بداية الأزمة وحتى اليوم حول حيازة المجموعات الإرهابية لمواد كيماوية سامة بغرض استخدامها ضد المدنيين من أجل اتهام الحكومة السورية بارتكاب هذه الفظائع وذلك لشيطنتها في عيون الدول الأعضاء في مجلس الأمن وفي عيون الرأي العام العالمي ومن ثم تبرير التدخل في شؤونها الداخلية” لافتاً إلى أن “بعض هذه الرسائل تناول تهريب السارين من ليبيا عبر تركيا على متن طائرة مدنية بواسطة شخص سوري مجرم اسمه هيثم القصار وتم إيصال ليترين من السارين القادم من ليبيا عبر تركيا إلى المجموعات الإرهابية في سورية.. أعطيناكم الأسماء والتواريخ والأحداث وطريق السير الذي حمل هذه المادة الإرهابية من ليبيا إلى سورية”.

وأشار الجعفري إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان ديما في حزيران عام 2013 والتي كشف النقاب فيها عن اطلاعه خلال زيارة له إلى لندن على وجود مؤامرة على سورية لتدميرها وعزل حكومتها بسبب مواقفها المعارضة لـ “إسرائيل” قبل بدء الأزمة في سورية بعامين اثنين.

كما لفت الجعفري إلى التقرير الذي نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في كانون الثاني 2013 ثم سحبته حينها من التداول على موقعها الالكتروني وتضمن عرضا لرسائل الكترونية متبادلة بين مسؤولين كبار في شركة “بريتام ديفنس” البريطانية وفيه تم عرض مخطط وافقت عليه واشنطن آنذاك مضمونه أن قطر وبالتعاون مع تركيا ستمول قوات المتمردين في سورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية “حينها ما كان على الرئيس الأمريكي السابق إلا أن يخلق ما سماه خطا أحمر بأنه لن يتسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية من أجل تبرير أي عدوان عسكري علينا ولكنه لحسن الحظ تراجع في اللحظات الأخيرة حين تخلى عنه أقرب حلفائه الأوروبيين نتيجة ضغط الرأي العام ورفضه أي تدخل عسكري لبلاده في سورية”.

وأوضح الجعفري أن الوثائق التي سربها موقع “ويكيليكس” أثبتت أن البيت الأبيض أعطى الضوء الأخضر لهجوم بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بضواحي دمشق بحيث يكون من الممكن إلقاء اللوم على الحكومة السورية وهو الأمر الذي سيحفز بدوره العمل العسكري الدولي ضد سورية.

وأضاف الجعفري.. “أما اليوم فإن الإدارة الأمريكية الجديدة التي كنا نتفاءل بوصولها إلى واشنطن والتي تزعم بأن مكافحة الإرهاب أولوية لها لم تجد مع حلفائها ذريعة إلا أن تستعين من جديد بخدعة الخط الأحمر وفبركة حادثة استخدام المواد الكيماوية السامة في خان شيخون من أجل شن العدوان على سورية وإفشال المحادثات في أستانا وجنيف لإنقاذ المجموعات الإرهابية المسلحة من مأزقها ومساعدة جماعات “المعارضة” المرتبطة بها في الهروب من استحقاقات التسوية السياسية ومن مكافحة الإرهاب.. لأننا استطعنا في جنيف أن نضيف سلة مكافحة الإرهاب إلى جدول أعمالنا”.

وتابع الجعفري.. “لم يرق هذا الأمر لأعداء المسار السياسي وإلا كيف يمكن لأي تفكير عاقل ومنطق سليم أن يقبل الكذب والتضليل واتهام سورية باستخدام سلاح كيميائي لا تملكه أساسا حسب بيان البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية.. وفي حزيران عام 2014 أمام هذا المجلس بالذات قالت سيغريد كاغ انه لم يبق سلاح كيميائي في سورية.. والأنكى من ذلك والمفارقة العجيبة هي أن من دمر السلاح الكيميائي انذاك هي السفن الأمريكية في البحر المتوسط”.

وقال الجعفري.. يأتي هذا “في الوقت الذي يحقق فيه الجيش السوري وحلفاؤه انتصارات ساحقة على الإرهاب وفي الوقت الذي تتحقق فيه مصالحات وطنية على امتداد المدن والمناطق في سورية وفي الوقت الذي أنجزت فيه اجتماعات أستانا خطوات مهمة لجهة التأكيد كما قال دي ميستورا على سيادة ووحدة أراضي سورية بما يعني ضبط الحدود مع الدول المجاورة وخاصة تركيا والأردن ومنع تدفق الإرهابيين ووقف الأعمال العدائية وفصل المجموعات المسلحة عن تنظيمي النصرة وداعش وتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب.. هذه هي نتائج أستانا.. لو طبقت هذه النتائج لانتهت الأزمة في سورية خلال 24 ساعة”.

وقال الجعفري.. “إنه في الوقت الذي بدأت فيه اجتماعات جنيف بالسعي الجاد نحو بلورة رؤية سياسية وخريطة طريق للتسوية في سورية وفي الوقت الذي تشهد فيه سورية انفتاحا دبلوماسيا وزيارات من وفود برلمانية بما فيها وفود غربية باتت تتحدث إلى الرأي العام العالمي عن حقيقة ما يجري في سورية وتدعو إلى دعم الحكومة السورية في الحرب على الإرهاب.. إنني أترك هذا السؤال عهدة وأمانة لدى كل من لا يزال يحتكم إلى العقل والمنطق والقانون في هذا المجلس في تفسير هذا الجنون الأعمى وهذه الشهية المتوحشة نحو إحراق سورية والمنطقة وإدخال العلاقات الدولية في مرحلة جديدة من الصراعات والحروب التي لن ينتصر فيها إلا الإرهاب وعقيدة التطرف والكراهية ومنطق القوة العسكرية وشريعة الغاب”.

ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية وفي مواجهة هذا التزوير والتضليل لتبرير العدوان العسكري وجهت أمس للمجلس رسالة تشير فيها إلى دعوة الحكومة السورية مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي لإيفاد بعثة فنية إلى كل من خان شيخون وقاعدة الشعيرات الجوية لاستجلاء حقيقة ما حدث و”هذا يعني أننا نريد نحن كحكومة سورية أن نعرف من الذي استخدم الغاز الكيمياوي في سورية” مضيفاً.. “يجب أن نقول جميعا لا ثم لا ثم لا للحرب التي يروج لها تجار الحروب وأعداء القانون على أنها خيار عادي وهم جاثمون في الدفء والأمان مع امتيازاتهم وأرباحهم وغرورهم”.

وبين الجعفري أن الحكومة السورية قدمت خلال الجولة الأخيرة في جنيف أوراقا عديدة لدي ميستورا كانت أولاها ورقة مبادئ عامة للحل السياسي في سورية تتعلق بإيجاد أرضية منطقية وطبيعية للبدء بمناقشة كل القضايا والتي كانت جزءا أساسيا من النقاش حول السلال الأربع إضافة إلى أوراق أخرى من ضمنها ورقة تتعلق بمكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن ذلك تم خلال الأيام التسعة التي تم فيها مناقشة كل بنود جدول الأعمال المتفق عليه ولكن لم يكن هناك في المقابل شريك جاد يسعى فعلا لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي ناهيك عن وجود معارضات وليس معارضة سورية.

وقال الجعفري.. إن “سورية تستنكر مساعي كل من الإدارة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا لإفشال جهود المبعوث الخاص وعرقلة المحادثات في أستانا وجنيف وهي المحادثات التي انخرطت الحكومة السورية فيها بكل جدية وصبر وإحساس لمسؤولية لأن شعبنا يحملنا مسؤولية تاريخية في الدفاع عن البلاد ووقف سفك الدماء”.

وأكد الجعفري أن العدوان الأمريكي لن يثني الحكومة السورية وحلفاءها عن الاستمرار في مكافحة الإرهاب ولا عن المشاركة الفعالة في الجولات المقبلة لمحادثات أستانا وجنيف وفي مناقشة جدول الأعمال المتفق عليه والانخراط بشكل فعال في مواضيع الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب بشكل متواز” كما لن نألو جهدا لمساندة كل جهد صادق يهدف إلى الوصول إلى حل سياسي يقرر فيه السوريون أنفسهم وحدهم مستقبلهم وخياراتهم بما يضمن سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”.

وقال الجعفري.. “إنني أستغرب ما تحدث عنه مندوب فرنسا عن عزمه والدول الأخرى الثلاث تقديم مشروع قرار اليوم وطرحه على التصويت بخفة دبلوماسية مخجلة لأن خطوة استفزازية كهذه تأتي قبل التحقيق الدولي النزيه من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولذلك فإن تقديم مشروع قرار هو سوء استخدام فظ لآليات مجلس الأمن ويذكرنا بسوء استخدام آليات مجلس الأمن من قبل بريطانيا وأمريكا ضد العراق قبل 14 عاماً.

وكان الجعفري توجه بداية بيانه إلى رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية نيكي هايلي بالقول.. “قبل 14 عاماً بالضبط وهو تاريخ غزو العراق 9 نيسان 2003 قبل ذلك بأيام كنت جالسا مكان سفير إيطاليا مع وزير خارجية سورية آنذاك وحضرت الجلسة التي تحدث بها وزير خارجية بلادك الأسبق كولين باول عن أسلحة دمار شامل في العراق ..كنت حاضرا في هذه القاعة والجميع يتذكر ما قاله رؤساء لجان التحقيق والتفتيش عما يسمى بأسلحة الدمار الشامل في العراق “رالف ايكيوس وباترل وسكوت وهانز بليكس” وغيرهم من أنه لم يكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق وأن هذه الاتهامات كانت ذريعة لغزو العراق واحتلاله والأنكى من ذلك انكم تتذكرون جميعا ربما بعضكم على الأقل ان هذا المجلس قد قرر نهاية العام 2008 عندما انهى ملف التحقيق بما يسمى باسلحة الدمار الشامل العراقية دفن ارشيف لجنة الانسكوم ولجنة الانموفيك التي تلتها في صناديق فولاذية لا يملك مفاتيحها إلا الأمين العام على الا تفتح هذه الصناديق إلا بعد 60 عاما.. تخيلوا حجم الفضائح الموجودة في ارشيف هاتين اللجنتين.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع