شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-04-19
 

مديرية مشغرة تحْيي ذكرى «عروس الجنوب» الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي

أحيت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي الذكرى الثانية والثلاثين للعملية الاستشهادية التي نفّذتها عروس الجنوب الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي، باحتفال أقامته في مكتبها ـ قاعة الأمين عبد الله محسن.

حضر الاحتفال: رئيسة مؤسسة رعاية الشهداء، وكيل عميد التربية، منفذ عام البقاع الغربي وهيئة المنفذية، أعضاء بالمجلس القومي، عدد من مسؤولي الوحدات الحزبية، وجمع أبناء مشغرة والأشبال والطلبة والقوميين.

استهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثمّ ألقت الرفيقة علا اسماعيل كلمة تعريف تلتها فقرة غنائية وأناشيد قدّمها الفنان مارسيل نصر.

وألقت الرفيقة ميسلون فرحات كلمة جاء فيها: ليست مقاومة المرأة أمراً طارئاً في أمتنا العظيمة، فقد حمل لنا التاريخ إرثاً جليلاً لمقاومات سطّرن دروساً لا تُنسى في البطولة، حتى لكأن المرأة في بلادي فُطرت على المقاومة، من زنوبيا مؤسِّسة مملكة تدمر، إلى أليسار بانية مجد قرطاجة.

وأضافت: لقد علّمتنا النهضة السورية القومية الاجتماعية أنّ المرأة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل، فهما نموذج الإنسان الجديد الذي أراد به زعيمنا العظيم بناء مجتمع ينهض من أجل عزّة أمّته. وقد حملت المرأة في حزبنا مسؤولياتها كاملة منذ انبلاج فجر النهضة، حتى أنّ ما قامت به من مهامّ نضالية يصغر ويتضاءل أمام عَظَمة ما قامت به الأمينة الأولى، التي مارست حقاً البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة في مسيرتها مع الزعيم زوجها أنطون سعاده وبعد استشهاده، فقد سارت على دربه متحدّية مصاعب الحياة والملاحقات والسجن، فكانت خير قدوة لنا.

وسألت: كيف لا نتحدّث عن المرأة المقاومة، ولنا في كلّ يوم حكاية بطولة فوق أرض فلسطين سطّرتها صبية استلّت سكيناً أو فتاة امتشقت حجراً، أو أمّ صبرت على جراح فؤادها المكلوم بخسارة أولادها شهداء وجرحى وأسرى، ولنا في الشام والعراق حكايات لم نقرأها بعد عن أهلنا، عن أمّهات وبنات يواجهن أشرس حرب إرهابية عرفتها البشرية.

وإذ لفتت إلى أنها واجهت مع رفقائها قوى التقسيم والتفتيت والطائفية والتنين اليهودي من أعالي جبل صنين إلى سفوح جبل الشيخ، أكدت فرحات ضرورة مواصلة درب المقاومة لاقتلاع هذا العدو من أرضنا.

وأشارت إلى أنّ سعاده علّمنا أنّ الحياة وقفة عزّ فقط، قالها وكان رائدها يوم أعلن أنّ موته شرط لانتصار عقيدته، ومن نور هذا الاستشهاد العظيم غزلت قوة نضال نصارع فيها أعداء أمتنا ونخوض الحرب ولا نخافها، ونقرأ كلّ يوم حكاية بطولة سطّرتها عروس الجنوب سناء، وعلى درب العزّ بعدها سارت الرفيقات ابتسام ومريم ونورما وغيرهنّ عشرات الشهداء والشهيدات الذين رووا أرض الأمة بدمائهم الزكية، وعبّدوا طريق التحرير التي يسير عليها اليوم أبناء شعبنا في الشام والعراق للقضاء على إرهاب وجد بإرادة يهودية، ولا بدّ أن تستمرّ المعركة حتى اقتلاع الكيان الغاصب عن كامل أرض فلسطين.

وختمت: أخيراً، تحيّة من القلب إلى كلّ امرأة تقاوم في بلادي، في بيتها تربّي الجيل الجديد وترعاه، وفي مدرستها تتعلّم وتعلّم، وفي ميادين العمل تُبدع وتبني، تحية لنساء بلادي كلّهن.

 بدورها، ألقت رئيسة مؤسسة رعاية أسَر الشهداء كلمة أشارت فيها إلى أنّ المرأة هي الشريك الكبير في التركيبة الاجتماعية لأنها تحمل أعباء تكوين الأسرة (الحلقة الاجتماعية الأولى). فالمرأة المناضلة هي رمز الخصب والعطاء التي تفيض عطفاً وحناناً، فهي التي ناضلت وعلّمت وأنجبت الزعماء والقادة والثوار والمقاومين والمقاومات والمناضلين والمناضلات والمثقفين.

وأضافت: في كلّ حقبة تاريخية كانت تبرز نساء يلعبن دوراً محورياً في قيادة المجتمع والارتقاء به، ويكتسبن مواقعهن عن جدارة. ففي العصور القديمة كانت عشتار ونفرتيتي وكليوبترا وأليسار وغيرهن، وفي العصور الحديثة جسّدت سناء محيدلي وفدوى غانم وابتسام حرب وغيرهن المرأة المقاومة المناضلة التي تضرم نار الفكر والنور الذي يجعل ظلمة الليل بهاء.

وتابعت: المرأة المناضلة، وما أجملها تحمل قيم الحنان والإيمان والمثابرة والصبر والمقاومة. فالمرأة المناضلة قد تكون أماً، ولن يرقى الأبناء في أمة ما لم ترتقِ الأمهات، فأمهات بلادي أنجبن أبطالاً خطوا مسيرات في الشهادة والبطولة، هنّ في قلب الصراع، هنّ نبض الوجود الحي، هنّ الحضن الدافئ لأجيال النصر الآتي.

المرأة المقاومة هي الأمّ التي رأيناها في الجنوب وفلسطين ترمي الزيت المغلي على جنود الاحتلال وترشقهم بالحجارة وتقف أمام دباباته، وتخبّئ في ثنايا قلبها أبطالاً مقاومين، تشجّعهم، تزفّ الشهيد تلو الشهيد ولا تسأل... هذه هي المرأة المقاومة، هي الأمّ التي قدمت ابنها على مذبح الشهادة، وأكدت أنها جاهزة لتفتدي عيون الوطن وكرامة الأمة والقضية التي آمنت بها.

وقالت: المرأة المقاومة هي الأمّ التي استشهد زوجها وناضلت وسهرت وثابرت لتحمي أبناءها من التخلف والتمزق والانقسام والتمذهب ونهضت بهم إلى سلّم الارتقاء والنجاح. المرأة المقاومة هي تلك المقاتلة في ميادين العدالة الاجتماعية. وهي لم تحفّز أبناءها فقط على حماية الوطن في مواجهة الأعداء، بل برزت أيضاً في ميادين الحركة السياسية، من دون وراثة ومن دون مطالبة بالمساواة لأنها ترى نفسها متساوية مع الرجل.

كما أشارت إلى أنّ المرأة المناضلة المقاومة هي التي تعمل بجهد خاص على كسر الصورة النمطية وتتجاوز الحدود المرسومة لحركتها عبر امتلاكها المعرفة الضرورية لمواجهة التحدّيات. فالمرأة المناضلة هي التي استُشهدت في مجازر قانا، وهي مَن أنجبت الرفقاء سناء ومالك وابتسام وعلي. وهي مَن كانت في تربيتها أقوى من المدارس والجامعات، وكانت المدرسة الأولى فهي خرّجت من مدرستها الاستشهاديين وهي مَن علّمت وقفات العز ورفضت أن يعرف أولادها عدوّهم سوى بحقيقته وعرفتهم على أرضهم المحتلة، فكان نتيجة تربيتها الرفقاء خالد علوان وعلي غازي طالب وخالد الأزرق.

وأخيراً، المرأة المقاومة هي التي تزور أضرحة شهدائها الثلاثة لتحيّيهم. فالمرأة المقاومة هي أمّ الشهيد والجريح والأسير، وهي حالة ثورية جسداً وإرادة.

واختتم الاحتفال بتقديم مديرية مشغرة درعين تقديريتين لرئيسة مؤسسة رعاية الشهداء والرفيقة فرحات عربون فخر واعتزاز وتقدير لنضالاتهما، حيث قام منفذ عام البقاع الغربي ومدير مديرية مشغرة بتقديم الدرعين للمكرّمتين.

كما تخلل الاحتفال حوار شعريّ افتراضي بين الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي ووالدتها، قدّمته الرفيقات هدايا رضا وبيسان غزالي. وألقى الشاعر الرفيق عماد زهر باقة من القصائد المقاومة من وحي المناسبة.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع