شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2006-06-10
 

الوفد السوري يطلب من فرنسا الوساطة بين دمشق وبيروت

سامي كليب

تكتم الجانبان الفرنسي والسوري على اجواء اللقاء الذي جرى امس بين باحثين سوريين ومسؤولين في الخارجية الفرنسية في مقر الوزارة، واكتفيا بالاعراب عن اجواء <جيدة ومريحة> بحيث جرى استعراض المواقف منذ ما قبل التأزم الذي حكم علاقات البلدين.


ولكن اللافت في ما تسرب من معلومات ان الوفد السوري الذي يضم الباحثين الطبيبين سمير التقي وسامر اللاذقاني اقترح على فرنسا ان تقوم بدور <الوسيط وليس الطرف> في العلاقة اللبنانية السورية، بحيث يمكن لباريس ان تجدد علاقاتها مع البلدين بغية تقريب وجهات النظر، ويبدو ان الرد الفرنسي كان ايجابيا رغم التركيز على اولوية القرارات الدولية.

واستمع الفرنسيون من التقي الى عرض مفصل وغني للاوضاع الداخلية والخارجية في سوريا، حيث كان تركيز على الخطوات التي قام بها الرئيس بشار الاسد حتى الآن لترسيخ بنى الدولة والشروع باصلاحات <تسير بشكلها الصحيح حتى ولو بدت بطيئة في بعض الأوقات>.


ومختصر المداخلة ان الرئيس الاسد كان بحاجة الى الوقت اللازم لتركيز حكمه وتطعيمه بوجوه جديدة وتفعيل بنى الدولة سياسيا واقتصاديا وان ثمار ذلك ستظهر اكثر في السنوات المقبلة.


وشدد التقي واللاذقاني اكثر من مرة على أن مصلحة فرنسا تقضي بالعودة الى مرحلة ما قبل التأزم، ذلك ان التعاون بين الطرفين يسمح بايجاد حلول لاكثر الازمات صعوبة ومنها الملف اللبناني.


ويبدو ان الوفد السوري قال للمسؤولين الفرنسيين ان من مصلحة باريس ان تقوم بدور الوسيط ذلك ان مصالحها كبيرة في المنطقة وهي ليست محصورة في لبنان، وجرى استعراض من قبل الوفد السوري لخطورة استمرار التزام الموقف الفرنسي بالقرارات الاميركية التي ليست بالضرورة تصب جميعا في مصلحة اوروبا.


والواضح ان مسؤولي الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية الذين استقبلوا الوفد السوري وتناولوا طعام الغداء معه كانوا اكثر ودا وترحيبا مما اعتقد الوفد قبل وصوله الى فرنسا، وجرى شرح من الجانب الفرنسي لتطور العلاقات بين البلدين وللخطوات الكثيرة التي كانت باريس قامت بها للوقوف الى جانب سوريا في مسيرة اصلاحاتها بعيد وصول بشار الاسد الى السلطة.


واذا كان الفرنسيون قد كرروا للوفد السوري انه من مصلحة دمشق تطبيق القرارات الدولية والتعاون مع الاسرة الدولية وترسيم الحدود واقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، فان الوفد بدا منفتحا على كل هذه المواضيع معتبرا ان المسؤولين السوريين اعربوا غير مرة عن اقتناعهم بتنفيذ كل ذلك وان الامر بحاجة فقط الى اجواء ايجابية وليس الى لغة التشنج.

ووسط التكتم الشديد الذي حرص الجانبان على اضفائه على هذا الاتصال الاولي بينهما خصوصا ان الزيارة ليست ذات طابع رسمي، فإن المهم هو الاتفاق على ان تلي ذلك خطوات اخرى ستصب على الارجح في مصلحة اعادة النظر في العلاقات المعقدة بين فرنسا وسوريا.


ولكن هل قصر الاليزيه يشجع مثل هذه الخطوات التي قامت بها الخارجية؟ لعل الجواب ليس سهلا رغم ان معظم شؤون الخارجية محصورة منذ فترة طويلة بيد الرئيس جاك شيراك وفريقه.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه