إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مديرية الشوير أحيت الذكرى الـ 12 لاستشهاد الرفيق سليمان الراعي

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-05-24

أحيت مديرية ضهور الشوير التابعة لمنفذية المتن الشمالي الذكرى السنوية ألـ 12 لاستشهاد الرفيق سليمان الراعي بمسير انطلق من أمام مكتب المديرية في  ضهور الشوير باتجاه الساحة حيث استشهد الرفيق سليمان حيث رفع المشاركون صور الشهيد واعلام الحزب، وفي الساحة كانت وقفة افتتحت بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، تم خلالها عرض فيديو وإضاءة شموعٍ.

وشارك في احياء الذكرى إلى جانب عائلة الشهيد، ناموس مكتب الرئاسة، منفذ عام منفذية المتن الشمالي وعدد من أعضاء هيئة المنفذية والمجلس القومي، مدير مديرية الشوير. كما حضر الرئيس السابق لبلدية الشوير عين السنديانة نعيم صوايا، ممثل عن حزب البعث وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

عرفت الاحتفال الرفيقة ريم زيتوني موجهة التحية والسلام من الساحة عينها إلى شهداء نسور الزوبعة وقالت: تحيا سورية من ساحة ضهور الشوير، من ساحة الشهيدة سناء محيدلي، الشهيدة نورما أبي حسان، الشهيد وجدي الصايغ، من ساحة الشهيد سليمان الراعي، نوجه تحية وسلاماً مكللاً بالعظمة. فسلامٌ على شهداء نسور الزوبعة، سلامٌ على سليمان الراعي الذي لولا استشهاده لكان نسراً اليوم على جبهةٍ ما في فلسطين أو حلب ربما.

سلامٌ على من قاتل وعلى من استشهد ومن أسعف ومن أقسم ومن رفع يمينه زاوية قائمة. سلام على من هتف ومن صرخ ومن نادى تحيا سورية وكتب بأظافره على وجهه وعلى وجعه حروف القسم، كي لا ينسى وكي لا يتناسى حتى ولو نسي الجميع حوله!

كصنديدة تقف في صحراء وحيدةً تأبى الجفاف، فتكون جذورها قضاء وقدراً... نحن جيل لا يعيش ولا يموت، نحن جيلٌ يحيا.

وتابعت: عن أخيه الشهيد سألت إحداهن، مردفةً: البقاء للأمة!

أجاب: فدى الأمة، والخلود لسعاده.

مشهد التشييع ذاك، لم يكن مختلفاً عن هذي الكلمات... ما كان قد تجاوز عمري 12 سنة، حين اختبرت صياح والدته، التي كانت صرختها حقاً، أكبر من مجرد كفن..

يلتصقون في رأسي كصداع نصفي، أحس أن القلب لا بد أن ينفجر، أن يركض في الشوارع عارياً من كل شيءٍ إلا من جرحه.

أطالب عدالة إلهنا بالمزيد من الاصابع، لأشير إليكم واحداً واحداً ندوباً في مساحات جسدي فقد حفرتكم بأظافري عليه كي لا أنسى... وأحدد بكم أطر طريق النصر المحتم... أخاً، والدةً وأباً، ومحبين.

انظرو إليهم في لحظات صمتنا حين لا نملك رداً، بين سطورنا، في أراضي مخيماتنا القديمة، هناك في عيون أشبالنا الذين صاروا نسوراً. انظرو إليهم على خطوط التماس، قد نرى بدل أدونيس ألف أدونيسٍ، وبدل سليمان مليون نسرٍ.

يعتريني الشهيد فلا يسعني سوى الكتابة الخرساء. كتابات من الوجع بح صوتها. ونكمل المسيرة!

مسيرة استهلها الزعيم الفادي، كللها شهداء جبهة المقاومة الوطنية، ثم الشهيد سليمان، ومن بعده نسور الزوبعة، ولن نقف في الغد حائرين، سننتهج الصراع حتى الشهيد الأخير. 

ثم ألقى الرفيق طوني الراعي كلمة باسم مديرية الشوير قال فيها: لم يقع الموت عليهم، هم من سلكوا طريق النصر. طريق النصر عينه، ذاك الذي ارتوى من طهر دمائهم، صار واضح الدرب مع أن لا عواميد إنارةٍ سكنته، فلا نور منشوداً إلا من فوهات بنادقهم، بواريد البعض استكانت، فرقدت كياسمينةٍ على قبر الشهيد.

ولأن الحزب أكبر بكثيرٍ من الأفراد، تاريخ اليوم ليس ذكرى استشهاد سليمان الراعي وحده، وهذي الساحة، ليست ساحة الشهيد عينه، وحده. فسليمان الراعي ليس فرداً قصد الحياة وخرج منها عبثاً، ولا رفيقاً قصد الحزب لأن يمينه شاءت أن ترتفع فقط. سليمان الراعي هو شهيد الدفاع عن كرامة الحزب في المتن، ليس الشهيد الأول ولن يكون الأخير حتماً، فما يميز هذي العقيدة أنها تعيد الشهيد عينه، بنبرة صوتٍ مختلفة، ملامح أصغر ربما، على هيئة إنسانٍ جديد.

لن تسجل سجلاتنا يوماً شهيداً أخيراً، والطلقة الحاسمة، مرتعها بندقيتنا فقط!

لسنا حزب الفداء والصراع عن عبثٍ تم الرهان على اندثار هذه الفكرة، الحركية باستشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده. فأوجدنا جبهة المقاومة الوطنية بالأمس ونسور الزوبعة اليوم ولن يعصى الغد علينا.

حزبٌ تزهر انتصاراته من جروح خسارات الاستشهادات، حزب على الموت عصي، تنبت من جرح الموت فيه جدور ثقافة الحياة! والدماء التي تفيض من عروق كل قومي ليست ملكه، ولن تكون كذلك يوماً، ستروي الأمة التي في سبيلها أقسمنا ان نموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.

محطات العمر تشهد أننا الفئة التي تكتب عن شهدائها ما تكتبه عن إخوتها، وتشهد أننا نحيي ذكرى استشهاد الأقرب، لإيماننا أن أرواح الشهداء تتعانق، كما تتعانق أياميننا، لتجديد العهد، عهد البطولات والدماء التي لا تجف.

إن الشهداء الذين عايشوا النصر طوال مسيرة الحزب من كل بقاع الأمة ليدافعوا ويقاتلوا بشراسةٍ عن ضهور الشوير والمتن الشمالي وليُسقطوا كل مشاريع التقسيم الصهيونية وليهزموا كل أحزاب ورموز العمالة في لبنان، بجروحهم وبطولاتهم، إخوة ترابٍ وسلاح !

لم يكلّوا يحاولون في كل حروبهم أن يقتلعوا الحزب السوري القومي الإجتماعي من جسم الشعب في لبنان. بل هاجمونا في 22 أيار 2005.. ظناً منهم أن بِاستطاعتهم بمواكب سياراتهم وبالجعجعة وباستغلال ظروف الفوضى  والتغييرات الدولية أن يقضوا علينا. حاولوا ركوب موجات التغيير السياسية ليقضوا علينا كحزبٍ وكعقيدةٍ وكجماعةٍ واعيةٍ مدركةٍ في المتن الشمالي. فكانت مواجهاتنا معهم في ضهور الشوير كما في بكفيا وكل المناطق. ولولا وقفة الرفقاء يومذاك لكانت متّحداتنا اليوم مزيّنةً بصور العملاء... ولكانت مراكز الحزب محتلةً وزوابعنا بين أيديهم تدنس. لكنهم فوجئوا بأننا أبناء الارض وأننا النبت الصالح الصامد الذي نما بالعناية العقائدية الصحيحة. فوجئوا أن قوتنا تُستمدّ من قوة الحزب ومديريات الحزب وعزيمة واخلاص الفدائيين في الحزب واننا جماعةٌ لديها كرامةٌ قضيتها فوق كل اعتبارٍ.

هذه السنة ككلّ سنةٍ نأتي لنؤكد ألا يحاول أحدٌ العبث مع الحزب.. لا في ضهور الشوير ولا في غير ضهور الشوير ولنقول للجميع بأننا لم ننس اعتداءات النعاج على الأسود ولم ننس غدر الهمجية في حلبا وعينطورة والمنصورية وكل مكانٍ.. اسئلوا إن أردتم، مرتكبي هذي المجازر، من تحت تاسع أرضٍ، او من فوق السماء السابعة، إن كان حساب الدم مفتوحاً أم لا، وإن نسينا فلتنسانا أياميننا !

إننا لقومٌ مؤمنون إن أمةً انجبت البطلين نبيل العلم وحبيب الشرتوني هي أمةٌ لا تموت بمآتم أبطالها. إننا لمؤمنون كما حمرة الدم، أن صورة الشهيد إن بقيت نصب أعيننا، لن يكلّ لنا جفنٌ يسعى لنهضة النهضة رغم كل الجروح التي ما طابت بعد.  وأننا قومٌ يسعون لتضميد كل جراحهم النازفة، ليعالجوا جراح هذا الوطن البالغة.

لأننا كل ذلك، كنت وكانت يا رفيقي، الذكرى الثانية عشرة على الدفاع عن كرامة الحزب، من ساحة ضهور الشوير إلى أصغر دسكرةٍ وشجرةٍ يهودية خارجيةٍ أو داخليةٍ، إن يغب سليمان، يحضر ألفٌ وألف سليمان النهج  والبطولة.

كتبنا بأظافرنا على وجوهنا كي لا ننسى أو نتناسى، ما باحت به أحرف القسم، وأشعلنا نيران الحسابات المفتوحة بالمطهّرات، والأيام على ندوبنا لشاهدة !

24/5/2017                                                                                                عمدة الإعلام


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024