إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تكريم الطبيب الرفيق شوقي يونس باحتفال حاشد في الصرفند

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-06-02

في احتفال حاشد تزامن مع مناسبة عيد المقاومة والتحرير، كرّم القوميون وأهالي الصرفند الدكتور الرفيق شوقي يونس الذي تبرّع بكليته لأحد الأشبال، وقد أقيم الاحتفال في قاعة الغاردينيا – الصرفند، بدعوة من وزارة الصحة العامة ومنفذية صيدا ــ الزهراني وبلدية الصرفند.

حضر الاحتفال وفد مركزي ضمّ نائب رئيس الحزب، عميد الداخلية، عميدة البيئة، وكيل عمدة التربية والشباب، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة، منفذ عام صور، منفذ عام النبطية ، وعدد من أعضاء المجلس القومي وأعضاء هيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات.

كذلك حضر رئيس هيئة الرقابة في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو ممثلاً الوزير غسان حاصباني، النائب د. ميشال موسى، الوزير السابق د. محمد جواد خليفة، مدير مكتب النائب علي عسيران د. غازي أيوب، علي حميدان ممثلاً حزب البعث العربي الاشتراكي، د. علي أحمد خليفة ممثلاً حركة أمل، العقيد نصري عليق ممثلاً الجيش اللبناني، العقيد وليد المقت ممثلاً رئيس فرع مخابرات الجنوب، رئيس مكتب الأمن العام في الجنوب العقيد قطيش، ممثل رئيس منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي النقيب قاسم زعرور، رئيس فرع أمن الدولة في الزهراني، عدد من مسؤولي الدوائر في وزارة الصحة، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، فاعليات سياسية واجتماعية وثقافية، وجمع من القوميين والمواطنين.

الافتتاح والتعريف

افتتح الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح الشهداء، ثم النشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، عرَف الاحتفال د. حسن منانا متحدثاً عن أهمية العمل الذي قام به د. الرفيق شوقي يونس، مثنياً على قيم الحزب الذي تقوم على التضحية والبذل والعطاء.

كلمة المركز ألقاها منفذ عام صيدا ــ الزهراني استهلها بالحديث عن معرفته الشخصية وعلاقته بالدكتور الرفيق شوقي يونس، وهو أحد الذين انتموا الى العقيدة القومية الاجتماعية في غمرة الاجتياح اليهودي للبنان، فكان مثالاً في التضحية والفداء والنضال، وصلباً في الدفاع عن عقيدته ومبادئه.

وقال منفذ عام صيدا ــ الزهراني في كلمته: “في تموز 1984 كنت عضواً في هيئة منفذية بيروت، وكانت مفاعيل الاجتياح الصهيوني وانعكاساته ما زالت ترمي بثقلها على القوميين الاجتماعيين قتلاً وخطفاً وتشريداً، يومها دخل المواطن شوقي يونس ابن التسعة عشرة ربيعاً وكنت أعرفه مواطناً إذاعياً في الصرفند، الى مكتب المنفذية ليعلن استعداده للانتماء إلى الحزب، أدركت يومها أني أمام رجل من رجالات الزمن الصعب وأنّ العقيدة القومية الاجتماعية فعلت فعلها في نفسه، وتكرُّ السبحة وتجمعنا محطات نضالية متفرّقة يؤكد فيها ما توقعت، رفيقٌ متفهّم للعقيدة غائص في بحورها مؤمناً بها، صلب عنيد في الدفاع عنها وفي التضحية من أجلها، ليس للسياسة مكان عنده حين يرى من وجهة نظره أنها بعيدة عن المبادئ، وبشفافية يعلن مواقفه ولو أزعجت من يحبّونه وأنا واحد منهم. لكن السمة الأبرز في شخصيته تبقى دائماً وأبداً شغفه بالعطاء التي لا تتسع ساعات للحديث عنه، هذا الشغف الذي دفعه ليتبرّع بكلية لإنقاذ الطفل محمد سليم، الحدث الذي دفعنا لتكريمه اليوم”.

انّ ما يميّز هذا الحدث عن غيره من عمليات التبرّع، انّ الرفيق شوقي يونس الطبيب المدرك لمخاطر خضوعه للعملية وما يليها، لم يردعه رغد العيش الذي يعيش فيه، ولا المشاكل الصحية التي يعانيها من القيام بهذه المبادرة العظيمة، بل عمد الى إخفاء مشاكله الصحية التي عرّضته لخطر كبير أثناء العملية، كما أنه أصرّ على الجرّاح أن ينزع كليته السليمة حيث انه كان قد خضع لعملية في الكلية الثانية.

أضاف: “الرفيق شوقي يونس... يا ابن المدرسة القومية الاجتماعية، لقد أضفت وقفة عزّ جديدة إلى تاريخنا الحافل بهذه الوقفات، ونحن نردّد معك أنه ليس جديداً على حزبنا منطق المبادرة ومنطق العطاء، نحن الذين أمنّا بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، وبأنّ الحياة وقفة عز فقط، ألم يبادر قبلك الرفيقان سمير خفاجه وفيصل الحلبي إلى افتتاح عهد المقاومة حين أمطروا الجليل بصواريخ الكاتيوشا بعد أن اجتاح العدو الجنوب وأطمأن الى ما أسماه “سلامة الجليل”، ألم يبادر رفيقك خالد علوان لإعدام الضباط الصهاينة في مقهى “الويمبي” في الحمراء لتتعالى بعد ذلك أصوات جنودهم “لا تطلقوا النار إننا راحلون”، ألم يفتتح الرفيق وجدي الصايغ والرفيقة سناء محيدلي عهد الاستشاديين، ألم يقف زعيمنا نفسه على أمته واستشهد في سبيلها، والتاريخ حافل بالمزيد والمزيد...

هذا ما نحن عليه وهذه هي تربيتنا الحزبية، عندما نقدم على عمل لا نبغي منه مصلحة فردية او جزئية لأنّ حزبنا ليس غاية في حدّ ذاته بل هو وسيلة لتحقيق نهضة الأمة ومصلحتها وعزّها وفلاحها ومتى تحققت، تتحقق مصلحة شعبنا ونحن من هذا الشعب.

نحن لا نرى في المصالح الكيانية والمناطقية والفئوية والطائفية سوى منصة لتغطية الفساد الذي تستفيد منه قلة قليلة على حساب الشعب كلّ الشعب، ونرى انّ الحديث عن حقوق الطوائف وهواجسها إنما هو ذرّ للرماد في العيون وخداع الشعب من أجل استمرار البعض في تحقيق مصالحهم الضيقة والخاصة على حساب المصلحة العامة.

وتابع: “إنّ الهواجس الحقيقية هي نتاج هذا النظام الطائفي الذي يعزّز الولاءات والمصالح الطائفية والمذهبية على حساب الولاء الوطني، ونتاج غياب العدالة الاجتماعية والمساواة بين اللبنانيين، وطالما بقي هذا النظام الطائفي لن يستريح لبنان من معزوفة الهواجس، ولا خلاص للبنان الا بالتخلص من وباء الطائفية، من خلال السير بمندرجات إلغاء الطائفية وإعداد القوانين الناظمة لها وفي مقدّمها القانون الانتخابي الذي يقوم على النسبية واعتماد لبنان دائرة واحدة ومن خارج القيد الطائفي، وإننا مع أيّ قانون يعزز المذهبية لأننا نرى في ذلك وفي عدم إجراء الانتخابات والوقوع في الفراغ شرّ مستطير.

وقال: في أجواء عيد المقاومة والتحرير، نؤكد ما سبق وقلناه منذ بداية الحرب على الشام، وبأنّ من رفع شعارات الحرية كان أداة بيد المشروع الأميركي – الصهيوني، وانّ الحرب هي للردّ على إنجاز التحرير عام 2000 وعلى انتصار تموز 2006 الذي أسقط مشروع “الشرق الأوسط الجديد” ووضع الكيان الصهيوني أمام إمكانية الهزائم المتلاحقة وزوال كيانه من الوجود، وأنّ هذه الحرب تهدف الى تدمير سورية للقضاء على المقاومة التي شكلت دعامتها ومحورها وعمقها الاستراتيجي منذ نشأتها الأولى، وإلى تجزئة المنطقة لكيانات مذهبية وعرقية كمقدّمة للاعتراف الدولي بيهودية الكيان الغاصب.

لقد صمد الجيش السوري ومحور المقاومة وحلفاؤهم وبانت الأهداف للصديق وللعدو، وكشف كلّ المتورّطين في هذه الحرب عن وجوههم القبيحه القذرة، فماذا بعد؟

ودعا منفذ عام صيدا ــ الزهراني أنصار الكيانية والحياد، مدّعي الغيرة على لبنان ومصالحه، الذين وضعوا كلّ رهاناتهم على المجتمع الدولي والأنظمة الرجعية العربية، الى أن يتوقفوا عن رهاناتهم الخاسرة، فلبنان لم يتحرّر إلا بإرادة شعبنا وبطولات مقاومتنا وصمود جيشنا.

لهؤلاء نقول: كفى رهانات خاسرة، فمليارات النفط العربي تعطى لأميركا، وأميركا تصرف المليارات على “إسرائيل”...! في حين لو أنّ هذه المليارات وزّعت على العالم العربي لما بقي فيه جائع وفقير، وما أكثرهم بين المغرّر بهم.

كما أضاف: زعيمنا سعاده قال “إنّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن أن يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمّة بفضّة من اليهود... إنّ لنا في الحرب سياسة واحدة هي سياسة القتال، أما السياسة في السلم فهي أن يسلّم أعداء هذه الأمّة بحقها ونهضتها”.

ونحن نقول اليوم انّ «الخطر على سورية هو خطر على لبنان وعلى فلسطين وعلى العراق، وكلّ كيانات الأمة، فالمعركة واحدة والعدو واحد والمصير واحد، ومستقبل هذه الحرب سيحدّد مستقبل لبنان والمنطقة بأسرها. فتعالوا الى محور المقاومة الذي أثبت أنّ قوة لبنان في معادلة جيشه وشعبه ومقاومته.

وختم منفذ عام صيدا ــ الزهراني موجهاً التحية بمناسبة عيد التحرير، وحيّا الصرفند وأهلها وشهداءها وفي مقدّمهم الشهيد العميد الأمين محمد سليم، وشهداء المقاومة بمختلف انتماءاتهم الفكرية والحزبية، كما وجّه التحية لشهداء الجيشين اللبناني والشامي، والى كلّ الشرفاء الذين يدعمون قضيتنا، والتحية لكلّ مقاوم وجندي، لكلّ مواطن على امتداد ساحات المواجهة، تحية لكم يا أبطالنا في نسور الزوبعة ترتقون شهيداً تلو الشهيد على طريق النصر».

بدوره ألقى رئيس بلدية الصرفند علي خليفة كلمة لفت فيها الى انّ الدكتور يونس هو كالشمعة التي تذوب نفسها من أجل أن تنير درب الآخرين، فهو بلغ قمة السخاء في عطائه.

وطالب بضرورة إصدار القوانين التي تنظم عملية وهب الأعضاء، ومكافحة تجارة السوق السوداء وتعميم ثقافة وهب الأعضاء.

من جهته تحدث رئيس اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء د. محمد جواد خليفة عن تجربته في مجال وهب الأعضاء، عارضاً للقوانين المعمول بها في معظم البلدان المتحضّرة، وتطرّق الى الإنجازات التي حققتها اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء.

كما أشار الى أنّ هذه اللجنة لم يجر إقرارها رسمياً بسبب الخلاف على تحديد الهوية الطائفية لرئيس اللجنة، لعدم وجود لجنة مشابهة على قاعدة الستة وستة مكرّر، لافتاً الى أنّ اللجنة كان بإمكانها أن تكون ذات فعالية كبيرة فيما لو أقرّت وصرفت الموازنات اللازمة لها.

ممثل وزير الصحة الدكتور جوزيف الحلو أشاد بالدكتور شوقي يونس ومناقبيته مثيناً على عمله الإنساني المميّز الذي شكل فخراً للجسم الطبّي ككلّ، ودعا اللبنانيين الى التمثل به مشدّداً على أهمية تعميم ثقافة وهب الأعضاء، وذكر عدة حالات أنقذت حياة أشخاص كانوا محكومين بالموت.

وقال إنّ من يرفض أن يهب أعضاءه بعد الوفاة عليه أن يتذكر وهو على قيد الحياة انه قد يحتاج الى كلية أو عين أو كبد أو قلب، وأشار إلى بعض هذه الحالات حيث تمنّع فيها الأهل عن وهب أعضاء لمحتاجين، ومن ثم وقع بعضهم في التجربة.

ختاماً ألقى الدكتور الرفيق شوقي يونس كلمة شكر فيها الحزب السوري القومي الاجتماعي ووزارة الصحة والبلدية وأهالي البلدة والحضور، معرباً عن تقديره لهذه اللفتة التكريمية.

كما تسلّم الرفيق يونس من نائب رئيس الحزب وسام العطاء الذي منحه إياه رئيس الحزب تقديراً لعطائه الإنساني المميّز، كما تسلّم عدداً من الدروع التكريمية تقديراً لدوره وعطائه الذي لا يمكن أن يوصف...


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024