شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-06-19
 

لقاء حواري حاشد مع السفير الروسي في بيصور بدعوة من منفذية الغرب

نظمت منفذية الغرب لقاءً حواريا مع سفير روسيا الإتحادية في لبنان الكسندر زاسبكين بعنوان "البعد الإستراتيجي للدور الروسي"، وذلك في قاعة الرابطة الثقافية الرياضية – بيصور، بحضور عميد الخارجية عميد الثقافة والفنون الجميلة منفذ عام الغرب، عميدة البيئة، العميد رئيس الندوة الثقافية، عضو المجلس الأعلى المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي وعدد من المسؤولين.

كما حضر قائمقام عالية بدر زيدان، الشيخ  سلمان النمر ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين نصر الدين الغريب، وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي بلال جابر، مسؤول منطقة الغرب في الحزب الديموقراطي اللبناني نديم يحيى، محمد الحكيم ممثلا حزب الله وعلي القاضي عن حركة أمل، غابي صادق ممثلا التيار الوطني الحر، مسؤول المكتب السياسي في تيار التوحيد شفيق باز، الأميرة حياة أرسلان، مدير عام الإستشارية للدراسات الإستراتيجية د. علوان امين الدين، رئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات الجبل، وحشد من أبناء منطقة الجبل والقوميين الإجتماعيين.

قدمت للحوار الرفيقة زينة حمزة عبد الخالق فرحبت بالسفير زاسبكين وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية والهيئات والفعاليات في المنطقة، لافتة الى ان هذا اللقاء ياتي في سياق القاء الضوء على دور روسيا المحوري في السياسة الدولية، خصوصا بعد دورها الحاسم في سوريا في الوقوف الى جانب دمشق في حربها على الإرهاب.

ثم كانت مداخلة للدكتور أمين الدين تناول فيها الدور الروسي في النظام العالمي الجديد، لافتا الى أن استخدام الفيتو الروسي لأول مرة في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية كان بمثابة بداية مرحلة جديدة في العلاقة الدولية، ما أعاد التوازن الى العلاقات السياسية الدولية بدلاً عن سياسة الهيمنة والآحادية القطبية.

خيرالله

وألقى منفذ عام الغرب فقال: إن الأمة السورية وحدة طبيعية واقتصادية تتمتع بدورة اقتصادية ووحدة شعبية واستراتيجية واحدة، وحدودها من جبال طوروس الى البحر الابيض المتوسط الى سيناء الصحراء وحتى الى خليج العجم او الخليج العربي - الفارسي، هذه البلاد واحدة تعاني اليوم ازمة، ونحن اليوم أمام مشهد قد يفضي الى تقاسم نفوذ جديد، ولفت الى ان الوحدة الاجتماعية بين الناس لو حصلت لما كانت هذه التقسيمات الداخلية وهذا التفسخ الداخلي الموجود في بلادنا".

ولفت الى أن روسيا باتت رقماً صعباً ولاعباً أساسيا في السياسة الدولية، بعدما أثبتت جدارتها في التعاطي مع الأزمات التي شهدها العالم بشكل عام وأوضاع منطقتنا بشكل خاص، وفرضت نفسها قوة أساسية في الحرب على الإرهاب بالفعل لا بالقول، ولفت الى أن موسكو تلعب دورها سياسيا وعسكرياً في المعركة ضد الإرهاب"، وقال: "العالم بات يقر بدور موسكو وقرار قيادتها ممثلة بالرئيس فلاديمير بوتين الذي أعاد التأكيد في خطابه الأخير الإستمرار بمكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه.

زاسبكين

السفير زاسبكين إستهل كلامه بالإشارة الى اللقاء الحواري السنوي الذي يجريه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الشعب الروسي، والذي تمحور حول الاوضاع الداخلية في سوريا، والوضع الاقتصادي والظروف المعيشية وأفق التطور الاقتصادي في روسيا، وكان جواب الرئيس بوتين ايجابيا على هذه الاسئلة والاشارة الى بداية النمو الاقتصادي خلال الفترة الاخيرة رغم الظروف المعروفة والصعبة نتيجة انخفاض اسعار المشتقات النفطية والعقوبات المفروضة على روسيا، وتابع: "لكن نحن من جانب آخر تعودنا على هذه الحالة منذ عهد الاتحاد السوفياتي والآن في عهد روسيا الاتحادية، وهذا ربما نتيجة النهج السياسي المستقل الذي تمارسه روسيا خلال 17 السنة الاخيرة بقيادة الرئيس بوتين، وهناك إجماع وطني روسي قائم بالنسبة للنهج السياسي الخارجي الذي تعتمده موسكو".

وقال: "نطرح خلال كل هذه الفترة أجندة بناءة، ودائما ندعو الى الشراكة ونتخذ الاجراءات لذلك، نبادر في الاشياء الكثيرة بالنسبة لتطوير التعاون بين الدول خاصة مع الدول الغربية، ولدينا علاقات تاريخية مع الدول الاوروبية كما أننا نريد التعامل البنّاء مع أميركا وأضاف: "الغرب يريد الاستمرار في سياسة التوسع وخلال الربع القرن الأخير توسع في كل المجالات الجغرافية، باتجاه المجال الاورو - الاطلسي والشرق الاوسط والاماكن الاخرى، ونحن نشاهد هذا التوسع بالاشكال المتنوعة وبمجمل الاحداث خلال الفترة الاخيرة، وبالتالي تعمل روسيا في مجلس الأمن من أجل مواجهة هذه التطلعات الغربية نحو الهيمنة الغربية على العالم".

كذلك أشار السفير زاسبكين الى ما تتمتع به موسكو من قدرات عسكرية وسمعة جيدة على الصعيد الدولي، ومن هذا المنطلق نرى اليوم هجمة ضد روسيا أشمل مما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي، ونحن نتطلع الى الشرق الأوسط حيث كانت الصعوبات العربية خلال السنوات الاخيرة تقريبا بالاسلوب عينه الذي كان بالنسبة للاتحاد السوفياتي، فهذه المحاولات هي لاستخدام الاوضاع الداخلية لإستجلاب التدخل الخارجي وخلق المشاكل وزرع الفتن في هذه الدول، وتعرفون تطور الاحداث في الشرق الاوسط خلال هذه السنوات الأخيرة وكيف وصلنا الى المواجهة والصدام في سوريا".

 وأشار أنه "منذ اليوم الاول للاحداث كانت وجهة النظر الروسية انه يجب ايجاد الحلول عبر الحوار الوطني في كل دولة دون اللجوؤ الى التدخل الخارجي، ووقفنا بحزم فيما يخص سوريا بشكل خاص ولا نزال على الموقف عينه خلال كل هذه السنوات، وقد استطعنا ان نساهم في انقاذ وحدة الدولة السورية وانتقلنا الى الفكرة وتطبيقها في وقف الاعمال العدائية، والتأسيس لمسار اجتماعات استانة، والآن نحاول تطبيق فكرة تخفيف التوتر في المناطق، وفي الوقت عينه نواصل تنفيذ المهمة السياسية وهي تحرير الاراضي السورية من الارهابيين والقضاء على الارهاب، ونحن كما تعرفون في هذا المجال نتعاون مع الجميع".

وتابع: "المعروف ان الرئيس بوتين طرح مبادرة تشكيل التحالف الواسع المعادي للارهاب، فنحن منذ البداية  لدينا ولا تزال تساؤلات بالنسبة للمعنى الحقيقي للتصرفات الاميركية، والاطراف المتعاونة معها في الاراضي السورية، وهل هذه التصرفات رامية الى مكافحة الارهاب او هناك أهداف اخرى وخلفيات، والواضح ان محاولات منع تقدم الجيش السوري وحلفائه يدل على ماهية الأهداف،  ومن حيث المبدأ نعتبر كل التصرفات خارج التنسيق مع السلطات السورية غير شرعي، عندما ندعو الى تشكيل التحالف ننطلق من مبدأ الشيء الاجباري لكل الدول والاطراف وهو ان تفهم خطورة الارهاب، وانطلاقا من هذا يجب تحاشي الاعتبارات الاخرى للخلافات والمنافسة الاقليمية، ولكن ما يحدث شيء معاكس".

ولفت زاسبكين الى أنه "ليس هناك اي نتائج ايجابية من اللقاءت المحتملة بين الجانب الروسي والادارة الاميركية الجديدة، واستراتيجيا هذا الموضوع مفتوح ولا يمكن أن نبني التكهنات بشكل واضح بالنسبة للمرحلة المقبلة، ونحن طبعا سوف نواصل التعاون في اطار دول بريكس وشانغهاي مع دول مثل الصين والهند خصوصا حول سوريا، وبالطبع التنسيق قائم مع النظام في سوريا وجيشها والسلطات الرسمية وكل حلفائها، أما مسار استانة فسيبقى مستمراً، ونتمنى ان يكون هناك تعاون للاطراف الثلاثة الضامنة وان يكون هناك انضمام للاطراف الاخرى، وهذا مهم جدا بالنسبة لاهداف الحل في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط، وكما وقفنا منذ البدء وساعدنا في الحفاظ على وحدة الدولة السورية سوف نواصل هذا النهج ونرفض اعادة رسم الخطوط في هذه المنطقة"، وختم زاسبكين مؤكداً أن بلاده تقف ضد محاولات تشكيل الكانتونات الطائفية، وتؤيد بالديموقراطية التعددية وتعمل لتعميق مفاهيمها وتطبيقها في العالم".

بعد ذلك رد زاسبيكين على اسئلة الحضور. 


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع