إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مديرية أوتاوا المستقلة تحيي ذكرى استشهاد سعاده

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-07-13

أحيت مديرية أوتاوا المستقلة الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم، باحتفال أقامته في مكتبها، بحضور مدير المديرية وأعضاء الهيئة، وعدد من أعضاء المجلس القومي، وجمع من القوميين والمواطنين.

استُهلّ الاحتفال بالنشيد السوري القومي الاجتماعي والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لشهيد الثامن من تموز ولأرواح شهداء الوطن، ثم كلمة تعريف جاء فيها:

في ذكرى استشهادك يا زعيمي.. إليك... تهاجر طيور الوطن الضائع... ويضيء القمر صفحات الزمن المنسيّ.

أيّها الساكن مراتب العواصف والريح، وأعالي المجد والروح، أبيت إلا أن تكون نسراً، شامخاً محلقاً، في زمن استباحت فيه طيور الليل السماء، وأقامت في أحلامنا، كل تلاوين الإباء والكبرياء.

لقد تناسوا قيمنا المجتمعية والأخلاقية، تآمروا على الحياة الجديدة، التي نعمل لأجلها، وعلى الإنسان الجديد الذي ينمو في داخلنا.

أضاف: وعيك المبكر الزاخر بالعطاء والتضحيات، المكلل بالعز والغار، استمدّ عزيمته من الإيمان والالتزام بقضية أمة، تكالبت عليها ثعالب الأرض، وأفاعيها وأراخين الطوائف والمذاهب باسم الدين في كل اتجاه.

هذه الاستقامة في زمن الارتهانات، وهذا الولاء في زمن التبعية، وهذا الأمل في زمن اليأس، جسّدته بفكرك وحراكك المستمرَّيْن في جسد النهضة، مقولة صراع دائم، لقيام الحياة الجديدة، ودعوتك لإعادة بعث أمة بأسرها، ظنّ أعداؤها باستحالة نهضتها، حدّدت لها في تعاليمك ومبادئك أساس مسيرتها، وسبل تحقيق غايتها، وكتبت أبجديتها بدمك وعمّدتها بشهادتك.

ثم ألقت الزهرة ريم حمود كلمة الأشبال تحدّثت فيها عن حياة سعاده منذ ولادته حتى استشهاده، وعددت المحطات الأساسية في حياته، ووعيه المبكر واستشرافه الأحداث والأخطار المحدقة بوطنه.

كما أضاءت حمود على كيفية تأسيس سعاده للحزب ودخوله السجن، وإعلانه الثورة القومية الأولى وصولاً الى استشهاده فجر الثامن من تموز من العام 1949.

ولفتت إلى أن سعاده جسّد وقفة العز بموقفه البطولي خلال مواجهته قرار الإعدام، وأعطى الأجيال القادمة دروساً في الإباء والعز والكرامة، وختمت معاهدة سعاده باسم الاشبال بأن يتخذوا مبادئه نهجاً لهم، ومن تضحيته قدوة لهم في الحياة.

رواية وفيلم حدّثني الكاهن الذي عرّفه

من جهته تلا مدير المديرية مقال (حدثني الكاهن الذي عرفه) للاديب الرفيق سعيد تقي الدين، ومن ثم تمت مشاهدة الفيلم الذي يحمل العنوان نفسه، والذي يروي لحظات الزعيم الأخيره قبل استشهاده.

واختتم الاحتفال بكلمة لناموس المديرية قال فيها:

لا يمكن اختصار ليلة الثامن من تموز في لحظة وداع وفراق وتأمّل، كما أرادها أولياء السياسة والسلطة في ذلك الزمن الرديء، أرادوها ليلة يستجدي فيها البكاء والنحيب في أوهامهم، أصحاب النفوس الضعيفة والخيال المبدع والمشاريع المشبوهه أعداء الوطن والأمة، والمتآمرون منهم والمتصهينون.

وتابع: "لسنا هنا في هذه الليلة لإعطاء دروس في البطولة والفداء والشهادة، لأنها حقاً فعل إيمان فينا وفعل عطاء، ولأن جراحنا جراح أعزاء لا جراح ضعفاء، فنحن مؤتمنون على مسيرة هذه النهضة وهذا الفكر باعتباره قناعة راسخة وأسلوب حياة دائم نمارس البطولة فيه بأرقى مراتبها.

لقد صُوّر لبعض السياسيين المفلسين عن جهل في ما ترمى إليه الدعوة القومية الاجتماعية من خير وحق وجمال، أنهم بتآمرهم تمكنوا من القضاء على منبع هذه النهضة وزعيمها، ولقد اكتفوا بما كانوا يصرّحون به ويعملون من أجله من تدجيل وتلفيق لا يمثل الا ما في نفوسهم المريضة وعقليتهم الإلغائية، في هذا الوطن الضائع الذي يبحث عن هويته وسيادته وكرامته".

وأضاف: "لقد تناسى أصحاب السياسة النفعية صدق العقيدة القومية وفعل الإيمان والبطولة فيها، التي جسّدها أفرادها في محطات عدة، الذين حاولوا بدعوتهم تفكيك هذه المنظومة الاجتماعية المريضة السائدة والسياسية العرجاء التي يحكم باسمها طبقة من الفاسدين والمكلفين والمرتهنين، في دوائر التآمر الداخلي والخارجي رقاب العباد والناس في قالب تغلب عليه صفة الكذب والمخادعة والانتقام، لقد غاظهم كيف يمكن لهذه النهضة أن تنتصر على العقلية الرجعية وتنشر الفكر الجديد".

وتابع: "لقد أرعبهم تكاتف الناس في وحدة اجتماعية مشتركة لا فرق في الدِّين والمذهب بين أفرادها داخل المجتمع الواحد. ولقد أدهشهم ما حصل ليلة الثامن من تموز حين قال الزعيم لجلاديه شكراً. في هذه الليلة تجلّت البطولة المؤيدة بصحة العقيدة بأبهى صورها، إنها دلالة واضحة على معاني التضحية في أوضح تجلياتها وعن معنى العطاء في أبهى معانيه والشهادة في مشهديّتها الأسطورية.

كما أشار بالقول: "ليلة الثامن من تموز ليست فصلاً من فصول الصراع الدائم بين الحياة والموت، إنها خيار واضح بين الذل والعز، بين الخنوع والكرامة وبين الاستبداد والحريّة.

إنها وقفة من وقفات العز التي أرادها انطون سعاده أن تكون مثالاً تحتذي بها الأجيال القادمة، في معنى البطولة والشهادة من أجل الحياة الجديدة، في سبيل قضية ظنّ أعداؤها أنها أصبحت من الماضي وفي دفاتر النسيان".

وختم قائلاً: "إنها وقفة عز ضد الأباطيل، ونصرة للحق أمام التلفيق والتزوير، إنها إحياء للكرامة امام الذل والهوان، إنها تمثل دفاعا عن حياة أمة بأسرها".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024