إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لقاء باسيل ــ المعلم قاعدة بيانات شرعية للتنسيق

هتاف دهام - البناء

نسخة للطباعة 2017-09-26

إقرأ ايضاً


وضع التنسيق اللبناني السوري لعودة النازحين إلى سورية على السكّة. فلقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شكّل قاعدة بيانات شرعية للتواصل الرسمي بين الحكومتين، يؤكد قطب سياسي بارز لـ «البناء». فهذا الاجتماع مثل إشارة انطلاق لمرحلة جديدة قد تستتبع، بعد زيارتَيْ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لفرنسا والفاتيكان، بحراك على أعلى المستويات اللبنانية السورية، واللبنانية – الإيرانية.

جاءت المبادرة اللبنانية الباسيلية تجاه الوزير السوري لتفعيل الاستراتيجية المضادة لاستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية، يقول القطب نفسه. فاللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك التنسيق والتعاون السياسي والاقتصادي، وغير ذلك من المجالات في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها الساحة السورية وانتصارات الجيش السوري على الإرهاب.

بادر باسيل بلقائه مع المعلم، بحسب القطب السياسي، إلى الالتفاف النوعي على كلام الرئيس دونالد ترامب أنّ «أميركا تفضّل توطين اللاجئين في دول الإقليم المحيطة ببلادهم». لقاء تجاوز بمفاعيله السياسية مشهدية زيارة الوزراء حسين الحاج حسن، غازي زعيتر ويوسف فنيانوس إلى دمشق. فظهّر موقفاً انعطافياً في مسيرة العهد. بالنسبة للوزير العوني، عودة النازحين تتمّ بالتنسيق مع الحكومة السورية، ولا ضرورة لضمانات دولية لهذه العودة. فالأمم المتحدة شجّعت على اندماج النازحين في المجتمعات التي نزحوا إليها حتى إعطاء الجنسية، ولدينا مشكلة معها في هذا الموضوع.

كلّ ذلك يرتبط بسلسلة مواقف لرئيس الجمهورية، قبل اللقاء وبعده، أمنت الغطاء السياسي والرسمي لرئيس التيار الوطني الحر، وأسّست لدينامية جديدة دينامية أكدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته الأخيرة لجهة ضرورة تفعيل التعاون بين الدولتين لعودة النازحين وما سبق ذلك من تنسيق في معركة الجرود بين الجيش اللبناني من جهة، وحزب الله والجيش السوري من جهة أخرى.

إنّ بداية إجهاز الجيش السوري على تنظيم داعش، كانت رافعة لخطاب الرئيس عون. فالمنطقة تعيش على ضوء انتصارات الجيشين السوري والعراقي تحوّلات كبرى، فضلاً عن أنّ الانخراط الأميركي في أزمات المنطقة بات إلى حدّ ما في حالة انكفاء، لا تراجع، يرى القطب نفسه.

دفع كلّ ذلك، رئيس الجمهورية بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، إلى تأكيد أنّ «الحرب في سورية باتت قريبة من وضع أوزارها، وأنّ بوادر الحلّ السلمي بدأت تلوح في الأفق وننتظر نجاح المفاوضات»، مشدّداً على «ضرورة تنظيم عودة النازحين إلى سورية، لا سيما أنّ مناطقهم باتت آمنة وعلى الأمم المتحدة العمل على ذلك، و لبنان لن يسمح بالتوطين مهما كان الثمن».

ويبدو أنّ الرئيس عون سيترجم مواقفه أفعالاً لتأمين العودة الآمنة للنازحين قبل عام 2018، كما قال في حديث لمجلة valeurs actuelles الفرنسية خاصة أنّ ما طرحه الرئيس الأميركي لا يضرب نهج العهد فقط، بقدر ما يتهدّد الكيان اللبناني. فمواقفه تمثل تذويباً للهوية الوطنية اللبنانية والتوازنات الهشة المكوّنة للكيان، سواء على الصعيد الديمغرافي أو على الصعيد السياسي، وحتى على الصعيد الأمني.

لقد كان خطاب ترامب في الأمم المتحدة نقطة تحوّل في ما يُسمّى اهتمام المجتمع الدولي بملف النازحين. فدحض مسؤوليته عن عودتهم، وأثبت بالقرينة أنّ واشنطن تعمل منذ الأساس على الاستثمار السياسي على النازح السوري. لا أجندة فعلية لتخفيف الأعباء عن كاهل الدول المستضيفة لهؤلاء، يقول القطب السياسي. فأجندتها الفعلية تقوم على منظومة مصالح مالية وسياسية تستثمر على إبقائهم حيث هم، بالإضافة إلى شبكة مكاسب مالية بين الأمم المتحدة ومؤسّساتها من جهة، وبين المنظمات الاجتماعية العاملة في الدولة المضيفة للنازحين من جهة أخرى.

ضرب منطق ترامب مقاربة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي حاول من موقعه المسؤول، تبرير كلام رئيس أكبر دولة في العالم عن التوطين، بالقول إنه سياسي بامتياز. محاولة التبرير، وفق القطب نفسه، فشلت، لا سيما أنّ الشيخ سعد لا يزال متمسكاً بمقولة إن لا عودة للنازحين إلى سورية من دون ضوء أخضر من الأمم المتحدة.

وسط هذا المشهد، ستبقى ردات الفعل الداخلية على التقارب اللبناني السوري من دون جدوى. العنوان الأساسي لزيارة الحريري الأخيرة إلى موسكو، كما يؤكد القطب نفسه، كان ترتيب موقعه في المشهد الجديد للمنطقة. لذلك، اضطر رئيس الحكومة أن يهضم مشهد لقاء المعلم باسيل – الجعفري، رغم الاعتراض الصوتي لوزير الداخلية نهاد المشنوق. اعتراض أشبه بمحاولة تظهير لأزمة المشنوق، الذي اختار الإعلان عن عدم مرافقة الرئيس عون إلى باريس، خلال لقائه مع جمهور بيروتي بالذات، في ضوء ما يتردّد أنّ رئيس تيار المستقبل لا ينوي ترشيحه إلى الانتخابات النيابية في بيروت.

لكن الثابت، وفق القطب السياسي، أنّ حدود الاعتراض لن تتجاوز التصريحات الإعلامية لبعض مكوّنات الحكومة (المستقبل، القوات، الاشتراكي ). ولن تتخطّاها. الحكومة باقية وغير مهدّدة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024