إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الانسحاب الأميركي من اليونسكو.. سقوط القناع عن وجه العدو

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2017-10-14

إقرأ ايضاً


عكست خطوة الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت انسحابها من مُنظّمة الأمم المتحدة للتربيّة والعلوم والثقافة «اليونسكو»، الوجه الحقيقي للسياسة الأميركية المنحازة دوماً إلى كيان العدو «الإسرائيلي»، والذي قام بدوره بسحب سفيره من المنظمة احتجاجاً على قرارها بقبولها عضوية فلسطين فيها وعليه لا يمكن النظر إلى الانسحاب الأميركي «الإسرائيلي» إلا كتعبير واضح عن السياسة العنصرية الرافضة لكلّ خطوة تؤكد على وجود الدولة الفلسطينية وحقها في التمثيل ضمن اللجان والهيئات التابعة للمنظمات الدولية. وبات واضحاً أنّ السياسة العنصرية الأميركية تعزّزت مع وصول دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض، بعدما اعتمد على الخطاب العنصري المنحاز إلى اليمين الأميركي المتطرف الرافض القبول بالآخرين في محاكاة تصل حدّ التطابق مع الخطاب والأفكار، التي يقوم عليها كيان الاحتلال «الإسرائيلي» القائم على سياسة القتل وارتكاب المجازر وهدم منازل الفلسطينيين وتهويد قراهم ومدنهم منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا.

قرار اليونسكو الأخير القاضي بقبول عضوية فلسطين يأتي مكمّلاً للقرار الصادر عن المنظمة في تشرين الثاني من العام الماضي، والذي دحض مزاعم «إسرائيل» حول يهودية المسجد الأقصى وأسقط سيادة «تل أبيب» على المدينة المُحتلّة، كما أدانت «اليونسكو» أعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال، والتي تشكل استهدافاً واضحاً وصريحاً للمسجد الأقصى، بهدف طمس كلّ ما يمت للتراث الفلسطيني بصلة، وشكل القرار الصادر قبل عام دليلاً واضحاً وصريحاً على حيادية «اليونسكو» ورفضها الانصياع لإملاءات الإدارة الأميركية التي عاقبتها حينها بقطع المساعدات المالية عنها، لكن الخطوة الأميركية لم تؤثر على استقلالية ودور اليونسكو التي برهنت مجدّداً بأنها تقف إلى جانب القضايا المحقة، حيث أتى قرار قبول عضوية فلسطين نتيجة تصويت حيادي وشفاف للدول الأعضاء في المنظمة الأممية.

لقد أسقط الانسحاب الأميركي من عضوية «اليونسكو» قناع الحرية ودعم الشعوب الذي تحاول دوائر البيت الأبيض التستّر خلفه، في محاولة باتت مكشوفة لخدمة «إسرائيل» التي تُمعن قتلاً واحتلالاً وانتهاكاً وتهويداً للمدينة المُقدّسة، واقتحامات متواصلة للمسجد للأقصى والتي تندرج في سياق محاولة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.

كذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ خطوة الانسحاب من عضوية «اليونسكو» والذي يكشف عورة السياسة الأميركية المنحازة والداعمة للإرهاب، يتزامن وعمليات التصويت من أجل انتخاب مُدير عام جديد للمنظمة من بين المتنافسين الثلاثة، وهم: القطري حمد الكواري، والمصرية مشيرة خطاب، والفرنسية من أصلٍ يهودي أودريه ازولاي. وبحسب الخبراء والمطّلعين على كواليس السياسة الأميركية فإنّ الانسحاب الأميركي من اليونسكو في هذا التوقيت، يَصبّ في مَصلحة المُرشّحة الفرنسيّة اليهودية التي أعلنت عَدم تأييدها لتسييس مُنظّمة «اليونسكو»، ما يكشف انحيازها التام لكيان العدو، حيث أعلنت معارضتها للقرارات الصادرة عن اليونسكو والتي نَفت أيّ صلةٍ لـ «إسرائيل» واليهود بالمدينة المُقدّسة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024