إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الانتخابات النمساوية: ثقل جديد لـ"فوبيا المهاجرين" في أوروبا؟

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-10-16

DW - أصداء تجاوزت حدود النمسا بعد فوز المحافظين بزعامة وزير الخارجية الشاب سيباستيان كورتس، في الانتخابات البرلمانية. السياسي الشاب الذي انتقد سياسة ميركل للهجرة، تعهد بأنه "سيحارب من أجل التغيير".

فاز حزب الشعب المحافظ النمساوي، الذي يتزعمه وزير الخارجية سيباستيان  كورتس /31 عاما/، في الانتخابات البرلمانية بنسبة 31,6  بالمئة من الأصوات، وتلاه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه المستشار كريستيان كيرن، بنسبة 29,9 بالمئة، وفقا للتوقعات النهائية في ليلة الانتخابات، ما يشير إلى احتمال عودة اليمين لتسلم المستشارية ضمن تحالف محتمل مع اليمين القومي.

وأشارت التوقعات أيضا إلى حصول حزب الحرية اليميني المتطرف، بزعامة هاينتس-كريستيان شتراخه، على 26 بالمئة من الأصوات. ومن المقرر أيضا أن يتم تمثيل حزب الليبراليين الجدد وحزب قائمة بيلتس اليساري في البرلمان بنسبة 5,1 بالمئة و 4,3 بالمئة على الترتيب. وتراجعت الأصوات لحزب الخضر لتصل إلى 3,9 بالمئة، ومن المرجح أن يفقد  مقاعده التشريعية.

وكان كورتس تسبب بالدعوة إلى إجراء هذه الانتخابات المبكرة، واضعا بذلك حدا لعشر سنين من حكم ائتلاف عريض مع الاشتراكيين الديمقراطيين برئاسة المستشار كريستيان كيرن. وبما أن كورتس لم يستبعد أي خيار، فإن قيام ائتلاف بين حزبه المسيحي الديمقراطي وحزب الحرية اليميني المتطرف يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا.

وقال كورتس إنه مستعد لمنصب المستشار مضيفا أمام أنصاره "أقبل هذه المسؤولية بتواضع كبير" وتعهد بـ"تطبيق نوع جديد من السياسة في البلاد" مؤكدا: ""أستطيع أن أعدكم اليوم أنني سأحارب من أجل التغيير في هذه البلاد بكل ما أوتيت من قوة".

 وتسلم كورتس وزارة الخارجية منذ عام 2013 وكان في خريف العام 2015 أحد أوائل الزعماء الأوروبيين الذين انتقدوا سياسة الهجرة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ويعتبر أنه كان له الدور الكبير في السعي لإغلاق ما بات يعرف بطريق البلقان للمهاجرين. كما طالب بخفض المساعدات الاجتماعية للأجانب، إلى حد دفع اليمين المتطرف الى اتهامه بـ"سرقة" برنامجه. وفي حال نجح كورتس في تشكيل ائتلاف، فسيصبح الزعيم الأصغر سنا في أوروبا متقدما على رئيس الحكومة الأيرلندية ليو فارادكار (38 عاما) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (39 عاما).

ويرى الخبراء أن أصداء فوز كورتس ستتجاوز حدود النمسا، إذ قال راينهارد هاينيش، أستاذ العلوم السياسية في زالسبورغ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن هذا الفوز سيجعل اليمين الشعبوي في ألمانيا، يشعر بالمزيد من القوة والتأكيد على مواقفه تجاه قضية اللاجئين، بالرغم من أن الطرف المنتقد لسياسة اللجوء والهجرة في النمسا استعمل نبرة "أكثر اعتدالا" من حزب البديل من أجل ألمانيا، بحسب الخبير.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024