إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

السعودية و أكراد العراق .. تودد تكتيكي و مصالح استراتيجية .

ربى يوسف شاهين

نسخة للطباعة 2018-08-20

إقرأ ايضاً


اقليم كردستان العراق الذي يعتبر منطقة ذو اهمية استراتيجية للعراق ، والذي يمتاز بحكم ذاتي "فدرالي" منذ عام 2003 يشهد خلافات كبيرة بين القوى السياسية ، واهمها الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه "مسعود البرزاني" ، هذه الخلافات تشكل قلقا للرأي العام العراقي وللتيارات السياسية العراقية لجهة النوايا المبيتة لهذه القوى السياسية المتزعمة لإقليم كردستان العراق.

" في الإقليم .. تجاوزات للحكومة العراقية المركزية "

ما يحدث في إقليم كردستان العراق يُقلق المسؤولين العراقيين ، فقد عقدت حكومة الإقليم صفقات واعطت تراخيص لشركات اجنبية دون موافقة الحكومة المركزية في العراق ، علاوة على استضافة الإقليم في مدينة "أربيل" وفداً سياسياً تجارياً من السعودية ، وكان قد اعلن "نيشرفان برزاني " بأن كِلا الجانبان قد ناقشا فرص التعاون والاستثمار في البلدين وذلك لتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية في جميع المجالات بما فيها الزراعة والصناعة والسياحة ، وقد اكدت بعض المصادر الإخبارية بأن هذا اللقاء قد نتج عنه عدة اتفاقيات لإقامة خط الطيران بين "أربيل" و"الرياض" وانه سيتم فتح البنك السعودي في المنطقة الكردية العراقية .

و هذا ما أثار قلق الحكومة في "بغداد" عن تحركات للرياض في "أربيل" ..

إن صمود القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي للقضاء على الإرهاب والإرهابيين من تنظيم داعش ، قد ادى إلى خسائر في البنى التحتية والذي بدوره ونتيجة لتدني الوضع الاقتصادي ، إن إعادة الإعمار يحتاج إلى دعم خارجي ، وتقدمت الحكومة العراقية بطلبات للمساهمة في تعزيز الاقتصاد العراقي وكان من بين الدول السعودية حيث أعربت حكومة الرياض عن استعدادها لتوفير مليار ونصف دولار للعراق في شباط 2018

ومع هذا الحكومة العراقية ابدت قلقها من تحركات للرياض في إقليم كردستان العراق ، وقد بدا ذلك بعد زيارة الوفد السعودي "لأربيل" ، وكان بأن أعرب "اسكندر فيوفيت" وهو نائب في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن قلقه من السعودية وتحركاتها في العراق قائلا: "إن السعوديين يعملون دائما على خلق الانقسامات وإيجاد الفجوات داخل الشارع العراقي" .

هذا القلق ليس جديدا ففي السنوات السابقة كان هناك الكثير من التوترات بين البلدين ، وذلك منذ نهاية حكم "صدام" 2012 ، إلا انه تم فتح السفارة السعودية في بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة و كان بعض المسؤولين العراقيين ينتقدون تدخلات المسؤولين السعوديين في الشؤون العراقية آنذاك .

وعليه ، و وفقا لتقارير إعلامية كردية ، فإن زيارة الوفد السعودي إلى الإقليم بدون علم الحكومة العراقية ، كانت بأمر من الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد السعودي وهذا ما أكدته التقارير على أن هذه الزيارة تَدخل في الشؤون الداخلية للعراق .

هنا ومن قراءة للمعطيات نجد ...

ان السعودية ومن خلال تحركاتها في إقليم كردستان العراق ، تسعى إلى تحقيق أهداف تل أبيب في الإقليم ، فالسعودية وتل أبيب يسعيان إلى تقسيم العراق ، خاصة و أن الكيان الصهيوني يدرك تماما أن العراق يعد حليفا لإيران و جزء من محور المقاومة الذي يقض مضجع الكيان الاسرائيلي ، لذلك كان التقارب الكبير بين السعودية واسرائيل ، وهذا ما شهدناه في الأيام السابقة فالمشروع الصهيوسعودي واحد وهو إضعاف هذا الإقليم ليكون نقطة الزلزال التي ستصدع العراق ككل .

إلا أن ما يحاول السعوديون فعله وخصوصا بعد الانتصار الكبير على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير العديد من المناطق ، هو خلق نزاعات جديدة ولكن هذه المرة داخل الدولة العراقية من خلال إطلاق خلاف وتباعد بين أربيل وبغداد.

" في المحصلة "

ما يجري الآن في الساحة العربية بشكل عام و بعد كسر أقنعة الوجوه المزيفة على مدار هذه الأعوام ، فإن كلا من سوريا وإيران و العراق وتركيا "ضماناً " لمصاحها الحدودية ، لن يسمحوا لهذا المشروع من النفاذ وذلك لحماية هذا البلد ، و مواجهة مشروع التقسيم الأمريكي السعودي الاسرائيلي في المنطقة ككل .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024