إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مدير الـ FBI في بيروت شريك ولاية ترامب الثانية؟

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2018-09-24

إقرأ ايضاً


على وقع تصريح كثير الدلائل في السابع من الجاري غادر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، كريستوفر راي الولايات المتحدة قادماً الى الشرق الأوسط ليعقد لقاءات مباشرة مع المسؤولين اللبنانيين هو الذي فاجأ الرأي العام الأميركي بتصريحه الأخير البعيد كل البعد عن اتهامات سيقت ضد ترامب في مرحلة سابقة، كاشفاً أنه لم يتم اكتشاف «أي نية للتدخل» في التحقيقات الجارية، حول مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة. وكانت هذه التصريحات العلنية للمرة الأولى من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية حول تلك القضية، التي تتولى التحقيق فيها فرق من المخابرات والأمن القومي، يتولى رئاستها، روبرت مولر.

أما حسب المعلومات، فإن زيارة الضيف الأمني الأميركي الكبير الى لبنان فإنها زيارة أولى من نوعها له منذ أن خلف مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي المعروف خلافه الكبير مع دونالد ترامب في القضية عينها وغيرها حول الرؤية السياسية لترامب بشكل جذري.

قبل الغوص في مهمة راي تجدر الإشارة الى أن طرد جيمس كومي كان له الوقع الأكبر على تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، خصوصاً أن الملف الانتخابي الدقيق والتهمة التي لاحقت ترامب كادت تطيح العلاقة نحو المجهول بمجرد إقصاء ترامب عن مهامه، خصوصاً أن القضية تفاعلت بشكل كبير لدى الرأي العام الأميركي، لكن مغادرة كومي وحدها لم تكن كافية لإصلاح المشهد، بل إن عوامل رئيسية عملت صبّت في صالح ترامب وهي التزاماته تجاه إسرائيل. ومعروف ان الاخيرة هي التي كانت وراء الخضات المتلاحقة لدى البيت الأبيض وفريق عمل ترامب الذي جوبه بتعنت من اللوبي الأميركي اليهودي القابض على زمام الأمور، فارتفعت الخلافات الكثيرة ليس فقط تحريك الملف الانتخابي وطرد كومي ومستشار الأمن القومي وغيرهما، بل إن خسارة ترامب للرئاسة صار بلحظة من اللحظات قاب قوسين أو أدنى.

اليوم كل شيء مختلف وها هو ترامب يتوجّه نحو فرش أرضية حقيقية ومتينة للفوز بموقف جمهوري موحّد وقوي باتجاهه، ومن ثم نحو ولاية رئاسية ثانية. فالمشهد بات اوضح وتماسك فريقه أكثر من أي وقت مضى منذ تسلمه الرئاسة وما إعلان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي موقفاً بهذا الحجم تجاه روسيا إلا إعلان مباشر حول تسوية إسرائيلية لأوضاع ترامب بعد كل التقديمات بالمنطقة بنقل السفارة الأميركية الى القدس والتضييق على القيادة الفلسطينية وقطع التمويل عن الاونروا وصولاً الى طرد السفير الفلسطيني في واشنطن والدخول في دوامة طرح السياسة التطبيقية لما يعرف بصفقة القرن عربياً ومبادرة «السلام» أميركياً بين «إسرائيل» والفلسطينيين.


لكن وبالرغم من كل ذلك يبدو أن الملف الأكثر تأثيراً على تسوية أوضاع ترامب إسرائيلياً يتجسد بموقف إسرائيلي مؤيد للأمر الواقع الذي فرضته روسيا أخيراً وهو اعتبارها «وسيطاً» مناسباً في المنطقة بعد المتغير الجديد في سورية وفرضها مرجعية بدلاً من إيران بالنسبة لسورية. فكيف بالحال وأن التواصل مع إيران مستحيل والتوافق الدولي حولها خيالي بتعنت أميركي إسرائيلي واضحين. بالتالي فإن جزءاً من الاستقرار الذي بات يحيط بموقع ترامب هو نتيجة العلاقة مع روسيا وترويض «إسرائيل» تجاه ذلك، والاقتناع بميزان قوى جديد يفرض حلولاً أحلاها مر بالنسبة لتل ابيب إنما وجب السير بها تحسباً لأقصاها.

كريستوفر راي قدم الى لبنان بزيارة سريعة أحيطت بتحضيرات عاجلة ايضاً لم يسرَّب منها الكثير نظراً لموقعه الأمني الكبير، فيما بدا وبشكل قاطع أن الزائر الأميركي يحمل جدول عمل طارئ ودقيق تطلب الزيارة. وبهذا الإطار تتحدث مصادر متابعة لـ»البناء» ان الزيارة واقعة ضمن مفهوم التسوية القريبة جداً بين الأميركيين والروس حيال سورية ولبنان وراي جزء منها وأحد اللاعبين الماهرين باتجاه تبييض صفحة ترامب تجاه روسيا وتطبيع العلاقة معها من أجل ملفات المنطقة وأول مصالحها «إسرائيل». وتضيف المصادر «كانت لراي لقاءات رفيعة المستوى داخل السفارة الأميركية لبيروت وخارجها. وهي زيارات ذات طابع وخلفية أمنية بامتياز وللبنان جزء لا يتجزأ من هذا، خصوصاً بعد أن توازت الزيارة مع تحذير الخارجية الأميركية من اندلاع أعمال عنف وشغب فيه والزيارة عينها تأتي في ظل غياب حكومة في البلاد وهذا ما يضع أسئلة عدة».

الوضع الأمني في لبنان وإحصاءات حول تحرك الخلايا الإرهابية وتنسيق عودة النازحين والمبادرة الروسية والوضع في ادلب كلها ملفات صارت بحوزة الزائر الكبير الذي التقى الى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم. وهي الزيارة الأهم أمنياً ولوجستياً وسط إجماع على إيجابية الزيارة وإشادة بمواقف أميركية حملها راي لدعم لبنان وأجهزته الأمنية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024