إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تداعيات سياسة ترامب المعادية للاجئين على الساحة الأوروبية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-11-02

DW - تبنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقف متشددة حيال الهجرة، خاصة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كيف يؤثر خطاب ترامب على سياسات الهجرة في أوروبا؟

تسببت الهجرة بـ"فوضى عارمة" هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي (24 تشرين الأول/أكتوبر). ووبخ ترامب الأوروبيين الذين يدعمون الهجرة غير الشرعية، قائلاً إنهم سوف يندمون على مواقفهم الداعمة للاجئين. "أقول لأولئك الذين يريدون ويدافعون عن الهجرة غير الشرعية: فقط ألقوا نظرة على ما حدث لأوروبا خلال السنوات الخمس الماضية". وأضاف ترامب أن الأوروبيين يتمنون لو بإمكانهم إعادة اتخاذ قرارهم من جديد.

مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس افراموبولوس حمل بشدة على تصريح ترامب: "بعد خمس سنوات من أزمة اللاجئين فإن حدودنا محمية وتدار بشكل أفضل من أي وقت مضى"، مضيفاً في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن الاتحاد الأووربي يمتلك استراتيجية شاملة وفعالة من دون أن يصبح قلعة (يمنع دخولها على الجميع).

في عام 2015، وصل مئات آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا عبر طريق البلقان من دول الشرق الأوسط كسوريا، التي تدور رحى حرب فيها منذ أكثر من سبع سنوات. واستجابت المستشارة الألمانية آنذاك لأزمة اللاجئين باستقبال أكثر من مليون طالب لجوء في عام 2015. وحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد دخل أوروبا منذ عام 2014 حوالي 1.8 مليون طالب لجوء.

تأثيرات على النقاش الأوروبي

"هذه ليست المرة الأولى التي يدلي ترامب بمثل تلك التصريحات"، يقول لارس لودولاف الباحث بشؤون الهجرة في "مركز دراسات السياسات الأوروبية" لموقع "مهاجر نيوز". وكان ترامب قد انتقد ميركل قائلاً إن استقبال اللاجئين في 2015 كان "خطأ كبيراً" وإن الألمان انقلبوا على قادتهم في قضية اللاجئين.

ويضيف لودالواف أن خطاب ترامب المتشدد يعمق النقاش الدائر في أوروبا حول قضية الهجرة. إذ يستفيد الساسة المعادون للاجئين من خطاب ترامب المتشدد ذاك.

موقف ترامب من اللاجئين هو جزء من نزعة عالمية. "ترامب وبريكست شجعا السياسات المعادية للاجئين، ليس في أوروبا فقط بل في آسيا وأمريكا أيضاً"، حسب ما يعتقد أندريو غيدز، مدير "مركز سياسة الهجرة" الإيطالي، في تصريح لـ"مهاجر نيوز". ويعتقد أندريو أن ترامب وشخصيات أوروبية أخرى معادية للاجئين كوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سيلفيني ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان هم جزء من حركة شعبوية دولية معادية للهجرة والعولمة.

مهما يكن من الأمر، يعتقد غيدز أن المواقف المعادية للاجئين تلك لا يحملها سوى قسم صغير من الأوروبيين. "لكن هناك بالتأكيد جزءا بسيطاً مسيساً ضد اللاجئين وقلقاً من التغيرات التي يظن أن اللاجئين سيجلبونها معهم".

أوروبا تسد العجز الأمريكي؟

تخطط إدارة ترامب لاستقبال 30 ألف لاجئ فقط العام القادم. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه في عام 2018 كان سقف العدد المسموح باستقباله من اللاجئين 45 ألفاً، إلا أن البلاد لم تستقبل سوى 22491 لاجئاً حتى الآن.

وقد أبدى غيدز شكوكه جواباً على سؤال فيما إذا كانت الدول الأوروبية ستستقبل المزيد لتغطية العجز: "عدد المهاجرين يستمر بالارتفاع، وسيزيد ازدحام الدول خارج القارة الأوروبية والولايات المتحدة بهم، إذا لم تتحرك هاتان الجهتان لاستيعابهم".

وسعى الاتحاد الاوروبي لإيقاف قدوم اللاجئين عن طريق التعاون مع دول مثل مصر وتونس والنيجر. ويتفق لارس لودلولاف الباحث بشؤون الهجرة في "مركز دراسات السياسات الأوروبية" مع نظيره أندريو غيدز، مدير "مركز سياسة الهجرة" الإيطالي، بالرأي أن موقف إدارة ترامب المتشدد لن يسبب أي تغير على سياسات الهجرة الأوروبية: "خفض عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة لن يضع على الأرجح أي ضغط مباشر على الاتحاد الأوروبي"، حسب لودولاف.

ويشير لودولاف إلى أن الاتحاد الأوروبي يستقبل لاجئين أكثر من خلال برامج إعادة التوطين التي تقوم عليها مفوضية اللاجئين والتي يتم من خلالها توطين اللاجئين الأكثر حاجة من سوريا والأردن إلى دول غربية. في عام 2017 شملت برامج إعادة التوطين حوالي 23 ألفاً. وختم لودولاف بالقول إنه في عامي 2018 و2019 سيزيد العدد بشكل طفيف وذلك كجزء من جهود المفوضية السامية للاجئين لفتح سبل شرعية أمام طالبي اللجوء.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024