إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

آلاف المحتجين في شوارع الجزائر في يوم الانتخابات الرئاسية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-12-13

رويترز - خرج الآلاف إلى شوارع الجزائر العاصمة ومدن أخرى يوم الخميس مرددين هتافات "لا للتصويت" ومطالبين بالحرية فيما نظمت السلطات انتخابات رئاسية تعتبرها الحركة الاحتجاجية مسرحية تهدف إلى إبقاء النخبة الحاكمة في السلطة.

وليس من المتوقع إعلان نتائج رسمية يوم الخميس لكن أربعة من المرشحين الخمسة، وكلهم مسؤولون بارزون سابقون، قالوا إما أنهم فازوا في الانتخابات أو سيخوضون جولة إعادة.

وفي العاصمة هرع رجال الشرطة لتفريق مسيرات المحتجين بالعصي لكنهم تراجعوا مع وصول المزيد من المتظاهرين. وبينما كان شرطي يحاول أن يلقي القبض على شاب عمره في حدود 25 عاما صاح الشاب "نحن أحرار".

وترى الحكومة المدعومة من الجيش، وهو أقوى عنصر على الساحة السياسية، أن التصويت هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والنظام بالبلاد بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة في أبريل نيسان. ويقول المتظاهرون إن الانتخابات التي تُجرى لاختيار بديل له لا يمكن أن تكون شرعية ما دام الحرس القديم بقي ممسكا بزمام الأمور.

وقال مسؤولون إن 33 في المئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 1600 بتوقيت جرينتش، أي قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع. وقد يشكك المحتجون في الأرقام الرسمية.

وفي وسط الجزائر العاصمة أدلى البعض بأصواتهم يوم الخميس بينما كان أفراد الشرطة يجوبون شوارع المدينة راجلين وفي مركبات. وحلقت طائرة هليكوبتر في السماء.

* "لن أُصوت ضد بلدي"

قال عزيز جبالي (56 عاما) الذي ذهب للإدلاء بصوته في مركز اقتراع قرب مكتب رئيس الوزراء "حان الوقت لأن يعبر الجزائريون عن آرائهم بطريقة سلمية".

لكن جميل فرجي، الذي كان بين المحتجين في شارع ديدوش مراد في العاصمة الجزائرية، أخذ يلوح براية مكتوب عليها "أنا جزائري ولن أُصّوت ضد بلدي".

وفرجي (27 عاما) عاطل عن العمل ويشارك في الاحتجاجات منذ شهور. ومثل كثير من المحتجين حمل زهرة ليظهر أن الاحتجاجات سلمية. وبدا التردد واضحا في أفضل الأحوال على آخرين لم يشاركوا في الاحتجاجات.

من هؤلاء سالم بيري وهو مدرس كان جالسا في مقهى رئيسي قال إنه مقاطع، وأضاف "ما فائدة التصويت؟"

وقال كامل مومني (36 عاما) الذي كان ينتظر سائق سيارة أجرة للتوجه لطبيب الأسنان إنه لم يدل بصوته منذ سنوات "ولن أغير رأيي اليوم".

ويتنافس في الانتخابات خمسة مرشحين هم عبد المجيد تبون وعلي بن فليس وكلاهما رئيس وزراء سابق وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة السابق ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد العضو السابق في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني.

وسيواجه الفائز منهم اقتصادا في وضع صعب حيث سيتسبب تراجع عائدات النفط في خفض معدل الإنفاق العام بنسبة تسعة في المئة العام المقبل.

وأظهرت لقطات مصورة نُشرت على الإنترنت متظاهرين آخرين في وهران وقسنطينة ومدن أخرى. وفي منطقة القبائل، وهي مركز رئيسي للاحتجاجات على النخبة الحاكمة، دمر محتجون صناديق الاقتراع في مدينة بجاية وخرجوا إلى الشوارع في بلدة حيزر وهم يهتفون "لا للتصويت" بينما كانت مراكز الاقتراع مغلقة.

وقال شاب عاطل عن العمل وابن مزارع ويدعى عيسى عيت مهند (22 عاما) إن الشباب في المنطقة يرون الانتخابات "حيلة" من السلطات لتبقى في السلطة مضيفا "الحكومة فاسدة. يجب القضاء عليها بشكل أو آخر".

ومع ذلك يؤيد بعض الناس في بلدة حيزر الانتخابات، وبينهم مقاتلون إسلاميون سابقون تخلوا عن السلاح بعد الحرب الأهلية ويؤيدون العمل مع السلطات حاليا.

وقال واحد منهم ذكر أن اسمه يحيى "كنا نتحدث عن دولة إسلامية دون انتخابات في التسعينيات، وانتهى بنا الأمر بحرب أهلية".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024