شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2023-04-12 |
الرفيق ايلي سعادة |
عندما تعرّضت منطقة النبعة لمجازر من قبل "الكتائب – القوات اللبنانية" انتقل عدد من الرفقاء الى منطقة المصيطبة من بين هؤلاء من استقر في منازل الرفقاء، أمثال الرفيق محمد الحاج وعائلته الذي أقام في منزل الرفيق نبيل خيرالله (البرنس كما كان يدعى في منطقة بحمدون). القسم الأكبر من الرفقاء انتشر على سطح البناية التي كان يقيم فيها الأمين هنري حاماتي وانضم إليه في السكن منفذ عام النبعة الرفيق علي حمزة . هذا الحضور من جانب رفقاء النبعة اوجد حالة عسكرية لافتة في منطقة المصيطبة وخاصة في محيط مكتب المديرية في شارع بشير جنبلاط الذي شهد حضوراً متقدماً للحزب على الصعيدين: أ. الثقافي الاجتماعي التربوي، لجهة الحلقات الاذاعية . الرحلات. المعارض الحرفية بحيث ان مكتب المديرية كان يشهد باستمرار حضورا لافتا للرفقاء والمواطنين. ب. عسكري عبر إقامة عدد جيد من الرفقاء في المكتب ليلاً، فضلاً عن حضور مكثف لرفقاء ومواطنين من مختلف مديريات الحزب في بيروت، اذ كنت كمنفذ عام لبيروت اوعزت الى كافة المديريات بالحضور اليومي الى مكتب مديرية المصيطبة وهذا ما جعل الخصوم في تلك المنطقة يهابون الحزب ويحسبون له الف حساب. من الرفقاء الذين حضروا من منطقة النبعة، اذكر بحب كبير رفيقين تميّزا باخلاقهما وبتفانيهما الحزبي. الأول الرفيق عبد الاحد موسى(1) المعروف باسم "أبو رعد". وكان تولى مسؤولية مدرب المديرية متمتعاً بالجرأة والخبرة القتالية والكثير من الحكمة والوعي. اما الرفيق الثاني: فهو ايلي سعادة الذي كان سابقاً متأثراً بما يسمى تنظيم عبد المسيح إلا انه تأثر إيجابا بالعمل اللافت في مديرية المصيطبة فكان هو العنصر الأساسي في المكتب لجهة السهر ليلاً(1) ومتابعة الاشبال والمواطنين، ترتيب الاجتماعات الاذاعية(2)، تنظيم المعارض الى نشاطات أخرى كنت اشرت إليها في مناسبات أخرى، وآمل ان اتحدث عنها لاحقاً داعياً رفقاء المديرية الذين عاشوا تلك المرحلة ان يكتبوا بدورهم ما يعرفونه. منذ تعرفت على الرفيق ايلي سعاده، لفتني باخلاقه القومية الاجتماعية، وبوعيه العقائدي، بتفانيه بحيث اني كنت اوليه كل الثقة وبات من بين أكثر الرفقاء أخوة لي وصديقاً. كل الاعمال في مكتب المديرية كان يتابعها الرفيق ايلي بكل تفانيه مقيماً علاقات ممتازة مع المحيط ومع المواطنين والاشبال. تميّز الرفيق ايلي سعاده في تجسيده لمناقب النهضة واذكره قائماً بكل جهد في ترتيب آثار سعاده مع الرفيق حسام موسى(3)، بحيث ان الآثار الكاملة التي صدرت عن مؤسسة سعاده للثقافة يعود الفضل الكبير للرفيقين ايلي وحسام. ما من مرّة إلا وكان الرفيق ايلي سعاده حاضراً في كل عمل حزبي. لم اعرف رفيقاً يضاهيه متابعة ثقافية وملبياً للكثير من حاجات الحزب في هذا الحقل، محتلاً هذا القدر الكبير من الثقة من جانب جميع الرفقاء الذين تعاطوا معه. اذا كان يصح ان نطلق تسمية "راهب" على احد الرفقاء فان الرفيق ايلي هو اكثر الرفقاء الذين يستحقون هذا اللقب. يسرّني اني كنت من بينهم، ولذا اشعر اليوم بحزن كبير على رحيله . تبقى يا رفيق ايلي في ضمير رفقائك في مديرية المصيطبة وفي كل مكان عملت فيه، وتبقى بالنسبة لي الأخ والصديق والقومي الاجتماعي المثالي. هوامش: (1) عبد الاحد موسى: اقترن الرفيق ابو رعد بالرفيقة خلود ابنة الرفيق المناضل أنطون كرة بت (2) السهر ليلا: كانت احدى المواطنات زوجة لرفيق تقول لي: "شو هذا الرفيق ايلي الظاهر ما بنام، كل ما وعيت بالليل بشوفه قاعد حد الشباك وعيونه في كل مكان". (3) الاجتماعات الاذاعية: اذكر ان المديرية كانت تستضيف أمناء ورفقاء لتقديم شروحات عن الحزب تاريخا وثقافة وحضوراً. من بينهم على ما اذكر الأمناء عبدالله قبرصي، هيام محسن، والرفقاء هنيبعل عطيه، جان دايه (4) حسام موسى: رفيق من الجنوب السوري، انصرف والرفيق ايلي سعادة الى ترتيب الاثار الكاملة التي صدرت في أجزاء وهو رفيق يتمتع بالسوية الثقافية اللافتة وبكثير من اخلاق النهضة.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |