شهدت بلدة "حينه" في جبل الشيخ حضوراً حزبياً جيداً، كان تحدث عنه الامين الراحل جميل العريان(1)، ويعرف عنه احد ابنائها الامين يوسف فضول(2).
يروي الامين جميل العريان ان الحزب "دخل الى بلدة حينة عام 1947، بشكل قوي وكان يتردد علينا الامين جورج بلدي(3) والرفيق يوسف اليازجي الذي كان يملك مكتبة وآلة للطباعة بالقرب من قصر العدل في دمشق. كنت اتردد عليه في مكتبته واستلم منه الكتب والمنشورات واعمل على نشرها، الى ان اقسمت اليمين على يدهما في "حينه" عام 1947.
" لم يكن في المنطقة وحدة حزبية بل عدداً من القوميين مثل الرفيق الياس الياس في "عين شعره"، الذي كان يتولى مسؤولية مفوض المفوضية فيها.
" بين العامين 1950 و1953 عيّن الرفيق رامز حنيف منفذاً عاماً لمنطقة حينة وكان صدر عليه الحكم في لبنان لمدة 4 سنوات لمشاركته في الثورة القومية الاجتماعية.
" تعاونت معه في عملية انتشار الحزب في قرى منطقة "قطنة"، خاصة ان وضعي المادي كان يسمح لي بالتفرغ للعمل الحزبي حيث كنت املك جراراً زراعياً لحراثة املاكي في وقت لم تكن السيارات متوفرة في تلك الايام، وقد اشتهر هذا الجرار باسم "تاكسي القوميين" او "تاكسي حرمون".
في الفترة بين سنة 1952 حتى 1955 ادخلنا الى الحزب ما لا يقل عن 50 رفيقاً، بينهم الامين يوسف فضّول، والرفقاء مخائيل الياس، بشارة بشارة، جدعان بشارة، يوسف حامد عيسى فضيلة ورفيق من ال صبيح،.
" في اول آذار عام 1953 أقمنا احتفالاً شارك فيه حشد كبير من الاهالي بشكل لافت، وقد ألقى كلمة المركز الرفيق اياد الموصلي(4) وكان الاحتفال في منزلي في "حينه. احييت وضع الحزب في بلدة "عين الشعره" وادخلت عدداً من المواطنين منهم الرفيق محمود جبر الذي تعيّن مديراً للمديرية "
*
من الرفقاء الذين نشطوا حزبياً في "حينه"، نذكر بتقدير ووفاء الرفيق جريس بشارة، الذي كانت وافته المنية في تشرين اول عام 2000.
عنه هذه النبذة:
• ولد الرفيق جريس بشارة (ابو نعمان) في قرية حينه عام 1929.
• انتمى الى الحزب في 23/10/1953.
• التحق بالخدمة الالزامية في العام 1949 ، ثم تطوع في الجيش الشامي برتبة صف ضابط. تخرج عام 1960 برتبة ملازم. تصدى مع رفقائه في سلاح الدفاع الجوي للعدوان الصهيوني في العام 1967، ونال وسام الشجاعة من الدرجة الاولى لإسقاطه طائرة معادية.
• شارك في حرب تشرين التحريرية عام 1973.
• بعد تقاعده من الجيش في العام 1975، التحق مدرباً مقاتلاً في صفوف المقاومة الوطنية.
• اقترن من السيدة نظيرة شلهوب وانجب منها 5 اولاد (نعمان، بسام، غسان، حسام وسلمى) وجميعهم اصدقاء للحزب.
• منح الرفيق بشارة وسام الواجب، وقد ورد في مطالعة هيئة مديريته على اضبارة ترشيحه بتاريخ 14/3/2000: "الرفيق جرجس بشارة مقعد منذ حوالي سبع سنوات ولليوم لم يتخل عن العقيدة القومية الاجتماعية وهو ضابط في الجيش الشامي وكان مثالاً للتضحية حسب افادات كل الرفقاء الذين كانوا معه".
*
نشرت مجلة "صوت النهضة" في عددها بتاريخ 16 تشرين الثاني 2000 نص الكلمة التي كان القاها الامين عادل طبري(4) في حفل تأبين الرفيق بشارة في بلدته "حينه" بتاريخ 20/10/2000:
" ابا نعمان. ايها الرفيق الغالي. يا شيخ الشعراء وقدوة المناضلين، يا تلميذ سعاده العظيم، يا رفيق سناء محيدلي ووجدي الصايغ وعمار الاعسر وخالد الازرق وخالد علوان وكواكب الشهداء، ومن بينهم الشهيد الطفل محمد الدرة.
يا ابا نعمان، أيها المناضل حتى على فراش الالم والمرض، صدق فيك قول المعلم بأن "أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تنتظر كل ذي نفس كبيرة فينا..." كما ان طريقنا طويلة وشاقة، لأن جميع قوى الشر الغاشمة، من يهود الخارج ومن يهود الداخل، يتربصون بأمتنا ويتآمرون على شعبنا ووطننا، ولا يكون لنا انقاذ إلا بالعزيمة الصادقة والبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.
يا رفيقي، نعلنها باسمك، وبمواقف العز التي وقفتها في ساحات النضال والصراع، أننا نؤمن ايماناً مطلقاً بأننا حماة الضاد وسيف العالم العربي وترسه، ونسعى لانشاء جبهة عربية تشكل سداً منيعاً في وجه المطامع الاجنبية.
ابا نعمان، اهديك في عليائك هذه الابيات:
انا مغرمٌ عَصَفَ الهوى بفؤادي وهواي ليس بزينبِ وسعادِ
عفواً عيون الفاتنات فمهجتي وَلْهى، مدلّهةٌ بحب بلادي
أحببتها وأنا فتيٌ يافع وأحبها والعزم في أبرادي
اسخو عليها بالدماء زكية وبِخَفقِ رايتها يطيب جهادي
فإذا حييتُ، حييت فيها شامخاً وإذا قضيتُ فحبذا استشهادي
إيهِ بلادي، يا خميلة نرجس طِيْبَ الهوى والسحر والامجاد
يا للجمال على بنيه محرماً بل موئلاً للاجنبي المرتاد
هبّوا بني قومي فقد طال الكرى وفلول غدرٍ أمسكَتْ بوهادِ
خُطّوا على التاريخ آيات العلا فالمجد والتاريخ يوم جهاد
حُلّوا التنابذ بينكم، وتوحدوا أفلا ترون على الحدود أعادي
شحّذوا السيوف ليستبيحوا أرضكم وسيوفكم ترتاح في الاغماد
فمغارة الميلاد ترقب زحفكم والمسجد الاقصى هناك ينادي
سيروا الى تحرير أقدس بقعة من شر عدوان وكيد فساد
لتهلّ في أفق الفخار بنودنا ويزغرد الاجداد في الالحاد
*
هوامش:
(1) يورد الامين جميل العريان في تقرير له بتاريخ 22/12/1998 ما يلي:
" كنت يومذاك أقيم في قرية حينه قضاء قطنا حيث كنا نملك اراضي زراعية، يعمل عليها فلاحون، وجراراً زراعياً. وكان لنا في تلك القرية ثلث املاكها انا وأعمامي شبلي العريان واخوته وبعضاً من اقاربي الذين كانوا من قرية عيحا قرب راشيا الوادي".
(2) تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، محلية ومركزية وهو رفيق مثقف عقائديا وواع قومياً اجتماعياً، يقطن حالياً بلدة كفرشيما.
(3) تولى مسؤولية منفذ عام دمشق. غادر الى كولومبيا مستمراً على التزامه الحزبي خلَفً الامين عبد الكريم الشيخ في مسؤولية مندوب مركزيـ، وبقي ناشطاً الى ان وافته المنية. تميّز بمناقبه، وتفانيه في سبيل القضية السورية القومية الاجتماعية. كان ركناً في الجالية السورية، مسؤولاً عن فرع "الفياراب" في كولومبيا.
(4) انتقل الى لبنان بعد احداث المالكي عام 1955. نشط اذاعياً، خاصة في مناطق الجنوب. اسس مدرسة "التنشئة الوطنية" في الشياح. شقيقه الامين الراحل بشير الموصلي.
| 
نسخة للطباعة