إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

 الحزب بين التشتيت والتفتيت

بشير موصلي

نسخة للطباعة 2005-01-05

إقرأ ايضاً


عنوان هذا المقال وحده يفسر مضمونه قبل قراءته . وقد سبق ان نشر في جريدة "الديار" عام 1992 . تحت العنوان ذاته. اما التشتيت فيقصد به الضربات الكارثية الكبيرة وما فيها من سجون وتعذيب واعدام وطرد من الوظائف وتهجير وتغريب .والتفتيت بالانشقاقات والانقسامات والتمرد على القرارات والاوامر بسبب مخالفتها للدستور والقوانين الدستورية , وعدم مراعاتها لمصلحة الحزب في معظم الحالات, عبر عشرات السنين الماضية والتالية لانقلاب عام 1962.


الانشقاقات العلنية ليست وحدها عنوان التفتيت ومظهره الفريد . بل ان الانقسامات الداخلية عبر تلك السنين بعد عام 1962 هي الشاهد الاكيد عليها .



المقصود هو الحزب السوري القومي الاجتماعي . والموضوع هو ما مر على هذا الحزب من احداث وكوارث , بدأت في الاعتقالات الاولى ايام الانتداب الفرنسي .( وكان فقدان مسودات كتاب , " نشوء الامة السورية " من اهم خساراته ). الاعتقال بحد ذاته وحجز الحرية والتعذيب والتشريد هو تحصيل حاصل وامر لا يتوقف عنده القوميون الاجتماعيون كثيرا , فهو لهم مثل جهار العروس يدخل في حسابهم لحظة يعقدون العزم على اداء قسم العضوية .


بعد اعتقالات ايام الانتداب وما نتج عنها , من غياب قسري لسعاده طوال فترة الحرب العالمية الثانية بكل ما عكسه ذلك الغياب من عرقلة في النمو ومن خلخلة في الفكر والادارة, جاءت فاجعة العام 1949 باستشهاد سعاده بعد اغتياله بأدوات السلطة والحكم , ملفوفة بورق سلفان موشح بعبارات العدالة و " القانون " الذي ما زال حزينا خجلا حتى اليوم .


انتهت تلك المجزرة الفاجعة , باغتيال سعاده مع ستة من رفقائه ما عدا الكسور من الذين قضوا تحت التعذيب , وباخصاب وانتشار للحزب من العام 1949 حتى العام 1955 , لم يتحقق له مثيل على مدى تاريخه حتى اليوم فكريا – ثقافيا عقائديا نظاميا اعلاميا . تلك كانت فكرة الخصب المروي بدماء سعاده والرفقاء , جسد وحقق فيها بالفعل والقدوة كل ما آمن به ودعا اليه , من اعتماد التضحية بدون حدود شرطا لانتصار قضيته .


وما ان لملم الحزب جراحاته او كاد , وبدأ يستعيد بعضا من القه ووهج الفترة تلك , حتى انقضت عليه نكسة العام 1962 , وكانت هي آخر الهجمات الجماعية في المخططات المعدة لابادة الحزب .


ماذا كان اثر وتأثير ورد فعل الفاجعة النكبة النكسة الردة وغيرها على الصف الحزبي ؟ وما هو الانطباع والنتيجة التي وصل اليها المخططون للقضاء على الحزب , ومن الواقفين وراء الكوارث تلك كلها ,والمدركين خطره وخطورته على مخططاتهم الرجعية من طائفية وعشائرية ومذهبية وسياسية كيانية واقليمية , فدبروا له حربا يستحيل ان يتقي شرها من يقع جزء بسيط منها عليه .



المظلــوم الكبيــــر  


حاربه الزعماء والدعاة العروبيين, على انه ضد العروبة , ليكتشفوا بعد خراب البصرة انه اصدق من عمل للعروبة الصحيحة بعيدا عن العروبة الوهمية .


وحاربته الرموز الكيانية , من انعزاليين , وطائفيين , ليكتشفوا بعد خراب بيروت (لبنان ) ,انه لم يكن عدوا للكيان اللبناني لانه اعتبر لبنان نطاق ضمان للفكر ليشع على من حوله ويعم نوره العالم العربي .


لم يكن حظه عند مشايخ المحمديين ,بأفضل من حظه عند اكليروس المسيحيين ولا هو كان على رأس الطاولة عند وجهاء الدروز . خاصمه الجميع , لانه كان العادل العامل لمصلحة الجميع يجمعهم في وحدة المصير ووحدة الحياة ووحدة الارض قبل ان يصعدوا الى الاعالي حيث يتجه هناك كل الى قبلته وكل الى مقصده ومبتغاه لدى رب العالمين في السماء .



وحده ضم جميع الطوائف فكان ضد الطائفية وهو لا طائفة معينة وراءه . وفي كل الطوائف من هو ضده , وفي كل الطوائف من هو معه .

اثر وتأثير ورد فعل النكبات والنكسات الكوارث الفواجع , انتج مزيدا من الصلابة لمن امتحنتهم النكبات ولم يقعوا في العار ,فحولت النكبات الاعضاء المجربين من اشخاص اقوياء الى اشخاص اكثر قوة وتمسكا بالعقيدة ادهشت بسالتهم كل من حقق معهم بالقضيب والكرباج باشراف عبد الحميد السراج بسلك الكهرباء في الحمام حينا , وفي المستودع حينا آخر , وبالنوم اياما على الواقف وبالتنقير على البطن بالجوع الزاحف ,وبالدولاب وبضرب القبقاب ,وبالصاج المحمى وبالمنفاخ المهوى , بالطرد والتسريح وتشويه السمعة والتجريح , وبمنع السفر وبفرض السهر , حتى اسقط الامر بيد المخططين , كيف لحزب ان يصاب بكل هذا الويل , وتقع عليه كل هذه المصائب ينمو ويتعملق , ويزداد بدلا من ان يتفرق اعضاؤه وينفضون عنه -  ظاهرة مثيرة للاستغراب والاندهاش .


وثبت بالبرهان الناصع ,وباليقين القاطع ان كل " حفلة " تنكيل وترهيب او تعذيب جماعية اعقبتها انطلاقة وانتشار ,تفولذ الايمان بعدها , وازداد الاستعداد للعطاء , والتضحية بسخاء . ظاهرة ولدت بطولات لم تقل اشراقا وتألقا عما سبقها .


هذه صورة مبسطة اشبه برؤوس اقلام تؤلف عنها كتب , و لكن الهدف هنا تحليل ودرس جوهر هذه الهجمة على الحزب بعد دعمها بوثائق المحاكم والتقارير عن التعذيب وحكايات البطولات في الاستشهاد وتحمل الآلام, رواها من قاموا بتنفيذ الهجمة انفسهم وهم من اصبحوا , وبعد فعل الندامة يقفون خاشعين كلما قابل او واجه احدهم قوميا اجتماعيا , سبق ان حقق معه او قام بتعذيبه-  لقد ربحنا الكثيرين منهم الى صفوفنا .

الهدف من هذا المقال , على ضوء ملامح تلك الصورة المضيئة عن نضال القوميين , هو الكشف عن الاسلوب الجديد والخطة المرسومة للقضاء على هذا الحزب , والتي تسير بشكل بطئ مواز لمخطط الضربات الكبرى القاصمة الكاسرة المحطمة , ولم تؤد الى ما يبتغون , فاعطوا الاولوية والاهمية للخطة الاخرى . الا وهي التفتيت من الداخل , عن طريق الافساد ودس المندسين والقضاء على الثقة بين الاعضاء وشرذمة الصف وزعزعة الايمان واحلال الشك محل اليقين .


التفتيت هو الهدف , والتفكيك هو الوسيلة فلا بد لتفتيت صفوف القوميين ,من تفكيك ارتباطهم بسعاده اولا , وبتاريخ الحزب مع سعاده ثانيا ,تارة بحجة محاربة النزعة الصوفية نحوه واطلاق عبارة الاصولية على التمسك بالعقيدة , وتارة تحت ستار التمسك بسعاده واحتكاره , وتارة باسم محاربة الجمــــود والخروج من القوقعــــة , وليس اقــــدر على تنفيذ مثل هـــكذا مهمــات مـــن " اللصوص ".الذين يتظاهرون بمطاردة الحرامي منادين صائحين الامساك به . فيتظاهرون ويغالون في محبتهم لسعاده . وبشدة ايمانهم بسعاده في جمل او عبارات او كتب او مؤلفات تدور في نطاق الامور العاطفية وظاهر السطور ,ليخفوا ما بين السطور وما هو مبيت ضده في الصدور .  


لا بد من فضح كل هذه الانماط , وكان وسيم الزين رائد محاربتها ,فجاءته التصفية الجسدية حاول غيره من بعده فجاءته التصفية العضوية .وجرب سواهم فجاءتهم الهجمة "الاشاعية" وستستمر محاولات كشف اوكار التخريب ,الظاهر منها والباطن , كشفا في العلن .ايا كان الثمن ,التصفية , ام العضوية , ام الاشاعة ,والاستعدادات جاهزة لمواجهة كل الردود .


ويقفز السؤال من بعض القوميين الاجتماعيين وكثير من الاصدقاء :


ـ اليس في نشر هذه الامور ,والاخذ والرد في سرد هذه المواضيع اضعاف لسيرة هذا الحزب ومسيرته ؟؟.


ويستقر الجواب : نحن ما نحن ,القوميين الاجتماعيين ,وصلنا الى ما وصلنا اليه من سمعة ومكانة لدى جميع ابناء شعبنا , باعتمادنا الحقيقة وسيلة للتخاطب مع شعبنا , وباعتمادنا الصراحة عنوانا لتعاملنا مع مواطنينا , والصدق في مواجهة مشاكلنا امام اعضائنا واصدقائنا .


سعاده لم يخف ولم يمنع نشر الانحرافات منذ بدأ أول انحراف وحتى آخر انحراف عاصره قبل استشهاده واغتياله ,كتب في الزوبعة وغيرها عندما كان في المهجر عن كل الذين سقطوا وعن كل الذين ظهرت انحرافاتهم واتخذت منحى تمرديا او تكتليا , وكتب في " النهضة " وفــي " الجيل الجديد " وفي جريدة " الشمس " وكل الصحف التي كانت تنطق باسم الحزب او كان الحزب يكتب فيها ,وفي كل الصحف التي كانت متداولة , كتب بصراحة عن كل هؤلاء الاشخاص , عمن انحرف منهم مناقبيا او اخلاقيا او حنث بيمينه او هاجم الحزب او او حاول تقسيم الحزب , لان سعاده وضع في حسبانه ان الاقبال على الحزب لن يقتصر على الصفوة الخالصة من الناس , المتطهرة والصافية , الخالية من الاغراض الشخصية , الحزب تأسس ليقبل في صفوفه كل من آمن بعقيدته واظهر استعداده للعمل لها والتضحية من اجلها , ممن توسم الحزب فيهم خلقا قومية وتربية سليمة وامكانية منتجة ومناقبية عالية بعيدا عن الانانية وحب الذات , تتقدم عنده تغليب مصلحة الامة , مصلحة المجتمع , , المصلحة العامة على مصلحته او مصالحه الفردية الانانية , الحزب نفسه هو وسيلة لتنمية الفضيلة والقضاء على الرذيلة ورفع مستوى المعرفة بمبادئ اصلاحية ومبادئ اساسية , تعمل على تثبيت سيادة الامة على نفسها باقامة نظام جديد يؤمن مصالحها عبر ايقاظ الوجدان القومي وحصوله , لوعي حقيقة هذه الامة .


لذلك فان الحزب سيصادف في طريقه تلك العثرات والعرقلات وسينتمي اليه من هم ليسوا اهلا للانتماء. ولا يضيره ان ينشر , هو نفسه , على الناس ما في هذه الامة من مثالب طرأت عليها بعامل التفسخ والانحلال والضعف المناقبي عبر من تسربوا الى صفوفه .


لذلك ايضا كان الجواب على السؤال الثاني: بأن التعرض الى هذه الامور علنا وعلى صفحات الجرائد ووفضحها وفضح اصحابها , انما ينعكس وانعكس ازديادا في الاقبال وازديادا في الصلابة والتمسك بها .


والغرض من هذه الدراسة هو الاضاءة على محاولات التفتيت من الداخل ليس التعرض لاشخاصه بالذات الا بقدر ما هي احداث التفتيت متصلة بالاشخاص , بل ولا وجود لها بدونهم , وحتى يعلم القوميون والوسطاء المصلحون ماذا يعملون , واي بلاء يجلبون , واية مكافأة يمنحون وغفرانا يقدمون لمن ساهموا في محاولة تهديم الحزب وعرقلة مسيرته .


 

أول تفتيـــــت منظـــــم  


بعد مرحلة التأسيس وقبل استشهاد سعاده اقتصرت مظاهر التفتيت والتخريب على بعض الافراد , ونادرا ما وصلت الى تجمع ثلاثة او اربعة اشخاص لا غير , كانت تذوب مع آثارها بمجرد اعلان اكتشافها وطردها من صفوف الحزب , ونشرها في الصحف , ولا مجال لتعدادها وذكرها , لان ذلك محله تاريخ الحزب , اما غرض البحث اليوم فهو محاولات التفتيت التي اخذت شكلا جماعيا ووقع فيها اشخاص كان لهم شأن في الحزب , وما جرى على الساحة لهذه الناحية بعد استشهاد سعاده وحتى السنوات الاخيرة الماضية قبل ان ينتفض الحزب ويطهر صفوفه , وتعود اليه لحمته وطهارته , وينطلق موحدا , قافلته تسير ...


بعد استشهاد سعاده بدأت أول عملية تفتيت شرسة ومصدر شراستها كونها كانت أول مرة يحرض فيها رئيس مقال مستقيل بعض المنفذين العامين والقوميين , رفض انتخاب رئيس للحزب . مستغلا الثقة به موهما الجميع بأن قبول استقالته كانت نتيجة مؤامرة دبرت ضده متهما اعضاء المجلس والرئيس الجديد بأبشع التهم ليعود رئيسا بعد التهديد بالسلاح , ويقبل ان يكون جميع اعضاء المجلس المتهمين اعضاء في المجلس الاعلى يشاركون في انتخابه المدونة نتائجه سلفا . وهكذا عبر اللعب على الالفاظ ومخالفة الحقيقة والاستغلال , بالاستغلال لثقة القوميين الاجتماعيين تمت محاولة التفتيت الاولى . قام بها عبد المسيح وقد احاط نفسه بهالة الخلافة لنفسه وقبلناها ببراءة . رغم ان الاحداث الغت وجودها الحقيقي حتى اليوم . كان من ابرز مظاهر الهالة التي غذاها , انه فرض قسما خاصا على كل قومي اجتماعي قضت المصلحة الحزبية ان يلتقي به ويتعامل معه , عقب وصوله سرا الى دمشق , وتضمين القسم عدم بوح المقسم بالا يبوح بوجود عبد المسيح بدمشق , وقد رفض عدد من الرفقاء المسؤولين اداء هذا القسم وكان أول الرافضين الامين العزيز نوري الخالدي .


عدا عما احيطت به سيرة عبد المسيح حول شدة اخلاصه وبطولاته . فالاخلاص وحده ليس هالة . والعمل البطولي ( ان وجد ) ليس وحده هالة تميز فردا واحدا ليصبح معلما من المعالم التاريخية البطولية لاشخاص الحزب . وما لم تكن البطولة مؤيدة بنكران الذات والعطاء المستمر والتحرر من الانانية تبقى لقبا مجردا لا ينتج اثرا ينعكس على الجماعة , على الحزب , وبالتالي البطولة والبطولات في هذا الحزب , لانه حزب الابطال والبطولات المميزين .


عرفنا الكثير من قادة الحزب ممن ذاقوا كل ما في السجون من مرارة وعذاب قبل الاستقلال وبعده عـبر عشرات السنين , فالدكتور عبد الله سعاده ورفقائه وقفوا وقفة عز في السجن ( بصرف النظر عن صحة او خطأ ما ارتكبوه ) . وتحمل مسؤولية ما قام به , فاستحق لقب الرجولة والبطولة المؤيدة بصحة العطاء .


والامينة الاولى وعصام المحايري ورفقاؤه وقفوا وقفة عز وكرامة في المحاكمات ودافعوا عن الحزب , بينما هرب صاحب القرار يوم وقعت الكارثة وتوارى , واوقع الحزب تحت وطأة نكبة لا يزال يدفع ثمنها حتى اليوم , عدا عن تراجع وخسارة في امور لا يمكن ان يعوضها الزمن . تاركا القوميين يتخبطوا في السجون لامر يجهلونه واستغل الخصوم هذا الامر لتصفيتهم بما اعطاه هو لهم من مبرر امام الشعب فكان لهم ما ارادوا .


 

القصـــــــــد   


ليس القصد تجريد احد من تاريخ نضاله في الحزب وانما القصد ان ندرك بأن ما يقوم به أي مناضل ,هناك من  سبقه وقام بمثله او بأفضل منه كثيرون غيره . وبفرض قيامه بكا ما قيل فان تاريخ أي مسؤول او عضو لا يمنحه امتيازا يغفر له اساءاته الى وحدة الحزب او يمنع محاسبته او مساءلته.


لقد تمكن صاحب القرار جورج عبد المسيح بهالته ان يجمع المنفذين في الحزب ويؤلبهم على قرار السلطة عبر نقله بدون " دقة" وبدون امانة ما كان يدور في اجتماعات المجالس العليا عام 1954 من خلال تعليله للطريقة والاسباب التي ادت الى قبول استقالته , فاوجد حالة من الانقسام والبلبلة كانت أول نذير بالخطر تنبه له بعض العقلاء في الحزب .


كان عبد المسيح أول من استخدم سلاح منح رتبة الامانة لاسباب خاصة . فتم منح واحد وثلاثين رفيقا رتبة الامانة . تسوية لمشكل كان قائما وانقاذا لوضع كان يهدد بانقسام , لا يمكن للصف الحزبي ان يقبله .


هذا الكلام لا يعني ان من منحوا رتبة الامانة في ذلك الوقت لا يستحقونها , فالامر هنا ليس موضع تقييم , ولكنه يثبت حقيقة تاريخية هي انها رتب منحت خارج الوقت والظروف والجو الطبيعي الملائم لها , فكانت حلا لاشكال اكثر مما كانت تحقيقا لما انشئت من اجله رتبة الامانة , وفي ذلك يقول الامين مصطفى عبد الساتر وهو واحد ممن منحوا الرتبة يومها :

 


ادانــــــــــة  


(( طالما ساءلت نفسي , بعد ذلك , الم يكن من الاوفق نبذ فكرة التسوية سنة 1945 وعوضا عن ذلك اتخاذ موقف صلب حازم من عبد المسيح ومحازبيه , في حال خروجهم عن النظام حتى ولو ادى الامر يومذاك الى شق الحزب ؟ الم يكن ذلك جنبنا المشاكل الكثيرة , وفي طليعتها عمليات تصفية الحزب في الشام التي انزلت بنا خسائر فادحة هيهات ان تعوض ؟ الم يكن من الافضل فقء الدمل من ذلك الحين . مهما كان النتائج ؟؟.


اني اميل الى ادانة تصرفنا سنة 1954 لان سيئاته كانت اكبر بكثير من حسناته , ربما لو جرى الامر بعكس ما حصل لكان لذلك تأثير كبير لا على الحزب وقواه في الشام وفي لبنان فحسب , بل على مجرى الامور السياسية كلها في بلادنا )) وفيما يلي اسماء الامناء الذين منحوا الرتبة في جلسة المجلس الاعلى بتاريخ 24 ت 1 1954 , كما جاءت في التعميم وقد اعطاني الامين عبد الساتر نسخة عنه وفيما يلي نصه :


(( تبلغكم رئاسة الحزب المقررات والاعمال التي اتخذها المجلس الاعلى الموقر في جلسته المنعقدة بتاريخ 24 تشرين الاول 1945 .


اولا – اقالة الامين جورج عبد المسيح من رئاسة الحزب وانتخاب الامين عصام المحايري رئيسا خلفا له .

ثانيا – مرسوم بمنح رتبة الامانة الى الرفقاء الآتية اسماؤهم :


اسكندر شاوي – جورج صليبي – انعام رعد – سامي خوري – كامل حسان – هاجم  فلوح – فريد عطايا – يوسف قائد بيه – حسن جمال – ابراهيم يموت – عيسى سلامة – مصطفى سليمان – فارس معلولي – فؤاد شواف – احمد حمود – فاضل كنج – مصطفى عبد الساتر – محمد امين ابو حسن – سعيد شهاب الدين - - نائل نديم – يوسف دعيبس – جبران جريج – عبد الكريم الشيخ – منير الحسيني – اسد الاشقر – جورج بلدي – محمد يوسف حمود – محمد مصطفى العريضي – هشام شرابي – محمد راشد اللاذقي .


ثالثا – مرسوم بزيادة عدد اعضاء المجلس الاعلى الى خمسة عشر عضوا .


رابعا – قرار بتعديل المادة الرابعة عشرة من الدستور التي تنص على وجوب حل المجلس

الاعلى نفسه في حال اقرار أي مشروع تعديل للدستور بحيث جاء التعديل الذي اقره المجلس يلغي النص السابق وينص على ما يلي : (( للمجلس الاعلى ان يقر تعديل الدستور باكثرية ثلثي اعضائه )).


خامسا- قرار المجلس الاعلى حلّ نفسه استنادا الى المادة الرابعة عشرة نفسها من الدستور التي اقر المجلس الاعلى اجراء تعديل عليها .


سادسا – قرار المجلس الاعلى بدعوة الامناء لاجتماع يعقد يوم الاحد الواقع في 31 ت  ,1954 لانتخاب مجلس اعلى جديد بدلا من المجلس المنحل ))


كانت رتب الامانة الوحيدة التي منحت في ظروف طبيعية عادية لمستحقيها بعد استشهاد سعاده  هي رتبة امانة لكل من الامينين عبد الله محسن وعصام المحايري عام 1953 . وبعدهما  لنوري الخالدي .


فما هو المغزى المستخلص من تمرد جورج عبد المسيح في ذلك الوقت على قرار المجلس الاعلى بقبول استقالته ثم اقالته و " استعادته " الرئاسة تحت غطاء دستوري اسما وشكلا , اغتصابي فعلا وتنفيذا .


المغزى انها شجعت على التمرد واغتصاب السلطة ,واضعفت احترام الدستور , وفتحت الباب امام منح رتبة الامانة لمن هبّ ودب , ولمن نط وشط , كما انها هيأت الارضية ,وسمدت التربة للكارثة المقبلة عام 1955 بتشديد قبضته ,بسيطرته على قرار الحزب . فاوصلنا واوصل عائلاتنا واوصل الحزب بأجمعه والكيان الشامي بمجمله ومن بعده المنطقة كلها الى كارثة وتحولات وتبدلات ما كانت لتحصل وتتم بالشكل السهل الذي وصلت اليه لولا اغتيال المالكي عامة والاسلوب الذي اتبع في اغتياله خاصة وعلى مرأى ووجود اكثر من عشرة آلاف متفرج كانوا يحضرون مباراة في كرة القدم بين منتخبي الجيش السوري والمصري . واستغل الاغتيال كما لم يستغل اغتيال في العالم من حيث نتائجه المحلية والمحيطة وكان نصيب الحزب فيه الاكبر.



المحاولة الثانية  


الحزب وحده كان الضحية ,هيأوا له الضربة قبل ان تنفذ عملية الاغتيال الغبية تلك وقد قال فيها الامين عبد الساتر ما يلي : " وحتى هذه الشرارة , الاغتيال التي يسأل عنها , من قام بها وحده دون معرفة او رأي المؤسسات الحزبية كشفت الايام والحوادث اللاحقة ان اصابع اعداء الحزب في دمشق لم تكن ايضا هي بعيدة عنها بل اشتركت فيها باشكال متعددة ولو بطرق غير مباشرة " .وفي مكان آخر يقول الامين مصطفى عبد الساتر " كانت عملية اغتيال المالكي عملية اغتيال للحزب ".


وهنا يرد السؤال : لماذا كل هذا الذهاب بعيدا واتهام تلك المرحلة وتصنيفها في باب محاولة تفتيت الحزب ؟ .

والجواب هو كيف نفسر ان قائدا اراد ان يحل نفسه محل الزعيم في كل شيء على الاطلاق .. وبلغ من البطولة والعبقرية كل هذلك المدى والهالة يترك على طاولته وبدون أي حذر او مبرر وفي جو مشحون معلوم ضده وضد الحزب , الرسائل التي عرفت برسائل " هشام شرابي " . وقد انتهت دراسة موضوعها وصنفت . وحتى لو لم تنته , ونظرا لخطورتها فانها عوملت باستهتار , حتى كانت من اهم ما صودر من اوراق عبد المسيح ومن على طاولته وكانت تودي برقاب بعض المسؤوليين من المعتقلين .


ولنسمع الامين مصطفى عبد الساتر يقول في هذا الموضوع ما يلي : " لا اعرف لماذا احتفظ عبد المسيح بعد ذلك بهذه الرسائل لتقع بعد اشهر في ايدي المخابرات الشامية التي استعملتها , بعد تحريفها وتأويلها شتى التأويلات , في حربها الدعائية الشرسة التي شنشتها على الحزب ( هنا يجب ان نتذكر ما جاء في مذكرات الامينة الاولى جولييت المير سعاده بعد اكثر من عشر سنوات على كتابة هذا المقال ).


وبالفعل فقد تم استغلال تلك الرسائل بشكل بشع وبعيد عن الحقيقة وبسبب وجودها بين ايدي تلك الطغمة الحاقدة على الحزب استطاع عملاء السراج وفلوله ان يؤلبوا الرأي العام ضد الحزب وكأنه المتعاون مع امريكا , رغم ان الحزب رفض كل ما جاء في تلك الرسائل من آراء , واعلن بعدها في بيانه السياسي الشهير المعروف باسم " الوضع السياسي " مواقف مناقضة ومعاكسة لمقترحات هشام شرابي ,وفي مقدمة ما اعلنه الحزب " رفضه المشاريع الامريكية المطروحة على الساحة لانها لا تخدم الا مصالح امريكا وحدها ".


بعد مصرع المالكي وحسب معرفة شاهد عيان بقي عبد المسيح في مكتبه اكثر من ثلاث ساعات على الاقل فلماذا لم يقشقش ويكنس كل ما كان على مكتبه قبل مغادرته وبعد ان عرف ان اصبع الاتهام بدأ يتجه نحو القوميين , ورجوت المسؤولين الموجودين المغادرة فورا . قبل ذلك بساعات قليلة ودون أي تحضير مسبق , ولمجرد ظهور أول اشاشعة عن اتهام الحزب بعلاقته بمقتل المالكي.


رفيق واحد بمفرده . وصل مركز الحزب وحطم كل الابواب المقفلة ,وكنس كل ما فيه من مستندات حيث جابت الوثائق الآفاق واجتازت التلال حتى حطت رحالها بمركز الحزب في بيروت .


لماذا ترك عبد المسيح مذكراته في مكتب الجريدة مع وثائق واضابير كانت تشكل حملة على الحزب باساءة استعمالها بالطريقة ذاتها التي اسيء بها استعمال رسائل هشام شرابي , لولا انه تم انقاذ وثائق الجريدة بعمل بطولي بعد اشهر من الحادث .

 


المحاولة الثالثة  


العام 1957 وبعد حادث المالكي ولجوء قيادة الحزب الى لبنان , اعاد عبد المسيح اجواء 1955 معه الى لبنان والمجلس الاعلى وبشكل اشد خطورة هذه المرة مستغلا انشغال الحزب في صراعه بمعركة وجود مع عبد الحميد السراج , ابقت موضوع اتهام عبد المسيح بالتورط في اغتيال المالكي ضمن المؤسسات العليا , حتى لا يستغل ضد رفقائنا في الشام . ويقول الامين عبد السساتر في هذا الصدد : (( ان عبد المسيح اقام تكتلا سافرا ضمن الحزب للانقضاض على السلطة ..... وان الذين تحمسوا لعبد المسيح في ازمة 1954 كانوا في طليعة معارضيه في العام 57 )) فقد قام بتشكيل حزب ضمن الحزب ما لبث ان انكشف امره فاقيل من المسؤولية واقصي عن الحزب وانتخب الامين مصطفى ارشيد " رئيسا " فرد على اقالته بتشكيل حزب لنفسه يحمل اسم الحزب وانضم اليه عدد كبير من الاعضاء قارب نصف الحزب فكان له ايضا شرف أول من رفع على الساحة يافطة ثانية تحمل اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي . ترى الا تستحق وحدة الحزب وتماسكه , التضحية بموقفه موقفا , حتى لو فرضنا انه كان على حق مئة بالمئة, والمجلس اعلى ظلمه ؟. لكان صان الحزب ووحدته مضحيا بعواطفه كمل فعلت ام الولد امام سليمان الحكيم.؟


بعد اشهر قليلة عاد جميع الاعضاء الى حزبهم ما عدا فئة قليلة من الرفقاء اخذت تتناقص حتى لم تعد تشكل عدديا رقما يؤخذ في الحسبان ,


والذي لم  يوجد له تفسير حتى اليوم , هو كيف قبل رفقاؤنا في تنظيمه ان يكون مكتب حزبه واقامته في قلب منطقة نفوذ القوات اللبنانية والكتائب في عز اوج القوات والكتائب وسيطرتها واغتيالها عشرات الرفقاء وتهديم بيوتهم في تلك المنطقة . مجرد كونهم اعضاء بالحزب .


اذا لم يكن هذا هو التفتيت بعينه , ترك المستندات والوثائق ليحاكم بموجبها الرفقاء ,ومحاولة شق الحزب , ومحاولة سلخ الاعضاء عن جسمه والحاقهم بجسم آخر والتصرف بقرار الحزب دون علم الحزب , وزج الحزب في التهلكة واستغلال عواطف القوميين وثقتهم. مهما كانت الاسباب والنوايا. (الحزب يحاسب على الاعمال والنتائج ولا يلتفت الى النوايا ).


اذا لم يكن هذا كله هو من قبيل التفتيت فكيف يكون تفتيت الحزب اذن , وهنا ايضا فشلت محاولة المخططين لتفتيت هذا الحزب الجبار , الذي لو مر على حزب غيره جزء مما مر عليه من كوارث وملاحقات واغتيالات واعدامات وتشويه وحملات اعلامية ظالمة خلال عقود كاملة , لتفتت وتلاشى .عدا عما اصابه من انشقاقات من داخله نفسه.

الزمان الرديء   


اواخر الخمسينات ورغم تأثير اغتيال غسان جديد الذي اعقبه غياب سعيد تقي الدين عن الساحة وما تبع ذلك من صعوبات بعد احداث السويس ومع انتشار الناصرية , بدأ الحزب يستعيد الكثير من حالته النظامية , في كادراته واتصالاته حتى وصل مجددا الى الخط الاحمر من جديد , فادخل في اتون محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1962 , وكان المضحك فيها اكثر من المبكي بناء على ما قرأناه بقلم ابطالها على مدى السنين وعلى مدى ما جرى في المحاكم , وما سمعناه من رفقاءنا الذين شاركوا بالتنفيذ , ومن الذين استقبلناهم بعد ساعات وايام من فشل الانقلاب .


فاثبت الحزب مرة اخرى ان البطولة والتضحية والعطاء هي السمة البارزة في اعضائه. فقد كانوا في السجن مثالا للاخلاق والسلوك وفي توعية المساجين وتنظيم حياتهم وفق برنامج وضعه الامين منير خوري .وبصرف النظر عن طبيعة الانقلاب وصحة القيام به ام عدمه فهنا ليس محل تقييم الانقلاب . فان قادة الانقلاب البارزين تحملوا مسؤوليتهم عن الانقلاب بشجاعة ورجولة .


بعد انتهاء السجن والافراج عن القوميين في لبنان كان الحزب في الكييانين غائبا رسميا وتنظيماته سرية ومحدودة النشاط والحركة فيما الانعزالية اصبحت في اوجها , والجبهة الوطنية على اشدها , والحزب غائب , فاشاعوا بين الصفوف الافكار المشوشة ,واطلقوا بدعة النقد الذاتي التي استخدمت بالونات لادانة "الماضي" , واي ماض يدينون ؟. واي ماض هو المقصود .؟


انه" الماضي" الذي وقف فيه القوميون الاجتماعيون في الشام ولبنان في زمن واحد يواجهون بعيونهم البريئة مخارز عبد الحميد السراج وكان بعض الشيوعيين في الشام يشرفون بشكل خاص على التحقيق في الشرطة العسكرية عبر عبد المجيد جمال الدين , وفي بعض القرى والمدن يسهلون لرجال الامن الوصول الى مخابئ الرفقاء الذين حموهم ايام الشيشكلي وخبأوهم في بيوتهم .


هنا ليتذكر ذاك القيادي الذي كان في موسكو وهو رئيس للحزب في زيارة حزبية , جواب مندوب الحزب الشيوعي الروسي ردا على قوله للمسؤول القومي , " بأننا نعتذر عن مواقفنا ( موقف الحزب القومي ) في الماضي وانتقاداتنا لمواقف موسكو بدون فهم وتقدير صحيح لدورها " فأجابه المسؤول الشيوعي :" بل ان موسكو هي التي كانت لها مواقف خاطئة من القضية الفلسطينية والقضايا القومية ايام ستالين . وكان موقفكم منها هو الصحيح في الدفاع عن مصالح بلادكم ".


حصل كل ذلك تمهيدا وتزلفا " للتقدم " وللتمسح باليسار اللبناني الفلسطيني , واليكم بعض ما كان يقع على القوميين خلال ذلك الماضي المطلوب ادانته .

عبد الحميد السراج" بطل قومي عربي " وهو يد الرئيس عبد الناصراليمنى ونائبه في " القطر الشمالي " وهو اذن بهذه الصفة مغفور له ان ينكل بالقوميين ويسحقهم ويسحق عائلاتهم ويهدم مدارسهم عن بكرة ابيها ( الناس تبكي عليها حتى اليوم ) , وكان على القوميين ان يديروا له خدهم الايسر , وان يطلبوا منه بعد خمسة عشر عاما الغفران لقيامهم بالدفاع عن انفسهم ضد طغيانه ومجازره .


لم يسأل نفسه أي واحد من انصار السراج ومؤيديه والباكين عليه لماذا تم اعتقال جميع القوميين في سورية في يوم واحد وبعد اغتيال المالكي بساعات . وجرى التنكيل بهم باشع اسلوب عرفه التاريخ في المنطقة الى الآن , فاذا كان الغرض هو ملاحقة قتلة المالكي , وعددهم بالعشرات مهما بالغنا. فما هي الغاية من اعتقال اكثر من عشرة آلاف شاب لم يبق في سورية سجن مدني او عسكري الا وضمهم حتى اسطبلات الخيل التي كانت ملحقة بالثكنات الفرنسية بما فيها الجامعة السورية ومهاجع الجنود في مركز المحروقات ( امام المريديان بدمشق اليوم ) عدا عن عشرات الاقبية , جميعها كانت تستضيف كل هؤلاء الالوف المتهمين بقتل المالكي , حتى المسافر في الجو بالطائرة الى فرنسا للتخصص اعاده السراج بعد اقلاع الطائرة في الجو واعتقله (د. ادوار هواويني ). طاردوا محمود نعمة الى بيروت ووضعوا له تحت مخدته اصبع ديناميت قضى على الطفل ابن اخيه وشخصين آخرين , وفي النبي عثمان وبعلبك وراشيا ومشغرة نسفوا عشرات البيوت , وفي بيروت فجروا ترامواي بكامله وقتلوا جميع ركابه للقضاء على قومي واحد كان  بين الركاب و نجا باعجوبة وبرجل مقطوعة . كل هذا جرى مع ان الحزب كان مرخصا ومجازا وشرعيا حتى تاريخ اغتيال المالكي .


المهم ان هذا بعض ما كان يواجهه الحزب من سلطات دمشق نعيد ذكره لاعطاء فكرة عن تدني اسلوب من ارادوا ادانة ذلك الماضي الحزبي بالشكل الذي لجأوا اليه وكل واحد منهم كان غارقا الى اذنيه بخيره وشره ويسموه انحرافا .


 

عند الاغبياء   


من الطرف الآخر كان هناك كميل شمعون رئيس الجمهورية ونظامه محسوب عند الاغبياء حليفا للحزب . وهو لم يكن كذلك بل اعتبر حليفا لمجرد انه كان على خلاف مع عبد الناصر والسراج أي ان خصم خصمك – حليفك , اما في الحقيقة فلم يكن هناك أي تحالف وقد كتب سعيد تقي الدين عن ذلك بوضوح واثبت محاولات غدر شمعون بالحزب , وعن تلك المرحلة يذكر الامين عبد الساتر :


ومن المؤكد ان فؤاد شهاب كان مرضيا عليه من الامريكيين اولا , ومن عبد الناصر ثانيا . واصبح مقبولا في المرحلة الاخيرة من كميل شمعون نفسه .ومما لم يكن خافيا ان الرئيس شمعون كان , بعد استحالة التجديد لرئاسته , يفضل الحل الشهابي على سائر الحلول , على ترئيس ريمون اده او سليم لحود او فرنجية . وبخاصة على تعريض انتقال السلطة الى القوميين الاجتماعيين .تلك كانت ايضا مشيئة الامريكيين التي نفذها ( مورفي ) .


لم يكن بين كميل شمعون والقوميين الاجتماعيين تحالف كامل في تلك الحوادث , كما يتصور البعض , اسد الاشقر رئيس الحزب في تلك الفترة , كان ومازال . يؤكد ان شمعون لم يكن راغبا فعلا في تدخل قوي للقوميين الاجتماعيين , لانه كان يهدف اولا وآخرا الى الاستعانة بالامريكيين غير ان الحزب قد وجد نفسه في موضع استحالة الوقوف على الحياد بعد ان اخذت الفئات الثانية مبادرته الاعمال العدوانية – كان في طليعتها محاولة نسف منزلي في بعلبك ثم نسف منزل علي نزها في النبي عثمان – وما تلا ذلك من اعمال تدرجت حتى الوصول الى الهجمات المسلحة على القوى والمراكز القومية الاجتماعية , ان الحزب بعد ان وجد نفسه في هذا الموقف رأت قياداته آنذاك انه , طالما ليس من القتال بــد , ان تفرض الحزب فرضا في الميدان للدفاع عنه ولمحاولة اغتنام الفرصة للوصول الى السلطة , كانت المساعدات الحكومية له تافهة وضئيلة , كان يفرضها على الدولة فرضا . كما لم توفره قوات الدولة احيانا من اعتداءات على مراكزه ومسلحيه . بالرغم من حاجتها الملحة اليه .


ويؤكد اسد الاشقر ان انزال الامريكيين في الضبية كان موجها , في الدرجة الاولى ضد القوات القومية الرئيسية المتمركزة في المتن الشمالي .وان عراكا كاد ينشب بين الفريقين عندما تقدمت قوات امريكية نحو تلال ديك المحدي , جرى تداركه في اللحظة الاخيرة .وقد شهدت بنفسي تحركات قومية كانت تهدف الى القيام بمحاولة مسلحة للانزال الامريكي لتسجيل موقف مبدئي رافض لهذا الانزال وللتدخل الاجنبي .وقد حيل دونها في اللحظة الاخيرة ايضا في الوقت ذاته الذي حال فيه التدخل الشخصي للواء فؤاد شهاب دون قيام محاولة مماثلة من بعض العسكريين " ( انتهى ).


بعد كارثة الشام وما تلاها من انشغال الحزب في حربه المصيرية مع السراج الذي وضع اموال الدولة كلها لتحقيق اغراضه , طرد السراج الى غير رجعة ودخل باب سجن المزة الواطء مطأطأ رأسه مثل بقية عباد الله من المساجين الآخرين .


مرحلة ما بعد المالكي , مرت اذن بأحداث 1958 في لبنان التي انتهت على الطريقة اللبنانية " لا غالب ولا مغلوب " بين مستغلي الطوائف بالمقلوب. واعقب ذلك هدوء متوتر حذر توفرت فيه فسحة صغيرة للحزب التقت فيها الى شؤونه الداخلية فعاد وشد الانظار نحوه مجددا بنشاطاته. فتحركت شهوة الانتقام ضده بتحرشات شتى في عهد الرئيس شهاب فجاء الانقلاب الفاشل المشؤوم ليقدم الحجج والذريعة للمتربصين بالحزب ,لانزال ضربة لا تقوم بعدها له قائمة . ولم يكن قد انهى نقاهته من كارثة المالكي عام 1955 . وليقطع الانقلاب الصلات بين القوميين وقياداتهم ويعيدهم الى العمل في الانفاق . بعد ان احرقت الكتب والمطبوعات والمقالات , وغابت المحاضرات والندوات , وبدأ الضياع مجددا. وما ان انتهت فترة نقاهته بعد الافراج عن المعتقلين حتى بدأ الحزب يلملم جراحه ويبحث عن مصادر التفلت , ومصادرة القرار فجرب اكثر من حل واكثر من وسيلة من ملكارت الى دوفيل وغيرها من المؤتمرات انتهت الى قوانين دستورية وغيرها من القرارات لم تراع فيها فلسفة دستور الحزب , ولا شموليته واحاطته بالوضع الفاسد السائد في شعبنا وفي بعض الحزب .وكان كثير من المنتسبين للحزب في تلك الفترة من المؤمنين بالعقيدة ايمانا صادقا صحيحا ولكن المسافة ابتعدت بينهم وبين الدستور وفهمه فهما صحيحا , وبينهم وبين النظام . ولم يتعرف معظمهم على الاسس الحزبية السليمة ولا على التقاليد الدستورية والانضباطية الجامعة للصفوف الناظمة للعمل بسبب طبيعة الظروف التي كانت قائمة في الوطن كله , وبسبب نوايا من وضعوا تلك القوانين وفصلوها على قد مصالحهم . ووسط هذه البلبلة الداخلية وليس مسؤولا عنها فترة محددة بالذات لانها امتدت وتبدلت عبر سنوات طويلة , تأثرت بافرازات حرب الوجود مع السراج , ونتائج انقلاب 1962 وما احدثه عبد المسيح قبل ذلك من اشكالات في الصفوف .وسط هذه البلبلة كان جو لبنان مشبعا بالمد الناصري والدعم الليبي , والسيطرة الجنبلاطية على الساحة الوطنية والغارات الاسرائيلية على المخيمات الفلسطينية , والتعاون الفلسطيني الوطني في اوجه بمواجهة التمكن الانعزالي بعد حادثة اوتوبيس عين الرمانة وفي كل هذه الاجواء والصف الحزبي المنفلش وتقربا من المنظمات الفاعلة على الساحة البيروتية سياسيا وعسكريا بدأ بعض القياديين يصرحون ويزعمون تعريبهم للحزب وادخال الاشتراكية فيه . واظهروا بتصريحاتهم بهتانا ان الحزب كان ضد العروبة وانهم هم " عربوا الحزب " وكان الحزب يمينيا وانهم هم الذين " يسروه " فاصبح يساريا وانقسموا في لعبة العبث بالخطاب الحزبي , سياسيا وفكريا . حسب الاجواء والانواء ومتطلبات المنابر وسهولة المعابر , وكأن سعاده لم ينادي بالعروبة الواقعية محاربا العروبة الوهمية .


من الواضح ان موقفا شائنا من هذا النوع ما كان ليمر على القوميين بسلام ولذلك سوف ينقسمون حوله , وبذلك يضعف من كانوا في اليسار فيجري التعامل معهم كأتباع , وهو ما حصل بالفعل , ولن يستطيع من تبقى في مواجهتهم ان يفرضوا شيئا على الساحة .وبذلك يتلاشى الحزب ويتفتت من جديد .


 

بين المقاومة والعملاء  


الحرب الاهلية اللبنانية القذرة لم تكن يوما او ابدا حربا طائفية , وانما اتخذت الطائفية ستارا لاخفاء اغراض الحرب الحقيقية التي كانت حربا بين الادوات الاسرائيلية لتحقيق هدف اسرائيل في ضرب المقاومة الفلسطينية التي تساندها وتؤازرها القوى الوطنية , وما كان للحزب فيها ان يقف متفرجا في صراع بين العملاء لاسرائيل وبين المعادين علنا لاسرائيل , والمقاومين مخططاتها سواء اكانوا ينتمون الى طوائف معينة ام كانوا علمانيين وايا كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم طالما ان المعركة هي قومية الاساس .


لا يمكن الفصل بين ما كان يحدث في الحزب ويحيط به , وبين ما كان يجري حوله من احداث هو معني بها في الصميم , فلا هو قادر وفق امكانياته وكادراته وماليته الضعيفة مجاراة الاحداث بالزخم المطلوب والالتفات في الوقت نفسه الى البناء الداخلي فكريا , ثقافيا , نظاميا , واقتصاديا ولا هو يقبل ان يقف موقف المتفرج ويرسل شباب الحزب وقواته ليقفوا بين الكتائب والقوات اللبنانية وبين المقاومة الوطنية والمقاومة الفلسطينية , وكأنه يقف على الحياد بين فئتين في حرب طائفية كما حصل عام 1936 يوم وقف بين النجادة والكتائب .

 

تفسير الحلم  


تفسر المنام ووقع الانقسام . اخطر انقسام مر في تاريخ الحزب , هو الانقسام الفعلي الوحيد . كان انقسامان بين المؤمنين بالعقيدة الصحيحة الواضحة وبين المحاولين الانحراف بالحزب نحو " اليسار " . الطافي على الساحة الطاغي على الاحداث , رغم ان الحزب , في الاساس لا يمت الى اليمين , او اليمينية بأية صلة , ولا يستطيع احد ان يزايد عليه في اجتماعيته ( اشتراكيته ) البناءة . فكان الانقسام بين من يحافظون على ثوابت عقيدة الحزب ومرتكزاتها كما وضعها سعاده , وبين من يعملون على صبغها وطلائها بما يحقق لهم مكاسب فردية في كراسي الصف الامامي امام عدسات التصوير وفوق منابر الخطابة وعطايا حلفاء الساحة , رغم ان جمهور الصف الذي كان معهم كان مخلصا في نواياه مشوشا في رؤياه كما سيأتي .


خطر الانقسام كان في وقوعه اثناء غياب الوعي الصحيح للفكر القومي الاجتماعي الضابط لكل تفلت , وقد بينا عوامل غياب وضعف ذلك الوعي وهي الضربات المتلاحقة والنكبات المتزاحمة والتشريد المتسلسل وعدم توفر الفرص لالتقاط الانفاس , فلا تأتي كارثة الا وآثار سابقتها واعباؤها لم تبرأ بعد , مما كان يزيد في فعاليتها وخطورة نتائجها . لذلك كان اكثر ما يسود الوسط الحزبي هو الحماس والعاطفة والعصبية الحزبية , مما اضعف القدرة العامة على التفريق في : أي من الجانبين هو على حق ؟. وكان لابد من اتخاذ خطة مضادة لمواجهة نتائج الانقسام الخطيرة . وتفويت الفرصة على من يستفيدون من تفتيت الحزب , فلم يكتب لمخطط التفتيت هذا ان يستمر بالنجاح الموعود , لان سيف الوعي والشعور العميق بالمسؤولية , قطع رأسه بفعل نهضوي اصيل , وقدوة في نكران الذات تجلت بحل الطرف الآخرلتنظيمهم الحزبي والالتحاق " بالحزب " بدون شروط معيدا اليه وحدته ولحمته التي يدفع الصف القومي وحده ثمن ونتائج آثارها السلبية ( وهي الحالة الوحيدة في تاريخ الحزب لالغــاء الانشقاق بهذا الاسلوب).


 

اللحمـــــــة  


تم التوحيد , وعاد الحزب برئاسة الامين الدكتور عبد الله سعاده موحدا وبدأ معظم القلقين على مستقبل الحزب العمل على ترسيخ العقيدة وبناء النفوس وفق التربية القومية الاجتماعية , وانتشرت الندوات الاذاعية في المتحدات وفي المخيمات . وازدادت فرص تعرف الصفوف الى بعضها .


ملاحظة : (من اجل سلامة وحدة الحزب وعدم نكأ الجراح تم حذف مقطع من هذا المقال يتضمن تفاصيل مرحلة ما قبل الانشقاق عام 1986) .

اصدرت السلطة التنفيذية في الحزب بما لها من صلاحيات دستورية قرارا باعلان حالة الطوارئ الحكمية وتبعا للدستور نفذت المؤسسات الحزبية القرار الحزبي والتزمت باحكام الطوارئ .


فرد المجلس الاعلى على قرار السلطة التنفيذية بانتخاب رئيس جديد للحزب وتعيين منفذين عامين لمنفذيات لم يعد لها وجود على الارض تحت ذريعة ان المجلس الاعلى اقال الرئيس وانتخب غيره , وهذا مستحيل حدوثه في ظل حالة الطوارئ التي يجب الغاؤها اولا عملا باحكام الدستور والمؤسسات. ولم يثبت حتى اليوم انه جرى تبليغ رئيس الحزب اقالته قبل اعلانه حالة الطوارئ الحكمية ...بل العكس ثبت ان الاقالة جاءت بعد الاعلان .


الحرب الاهلية انتهت , ولم يبق في الساحة سوى عون " بطل التحرير " . وبدأ دور الحزب يبرز على الساحة , وعاد يلامس الخطوط الحمراء من جديد , وعاد " يلبك " المخططين بعدما اوجدوا له كوارث نجا منها . فعاد قويا وتوحد . فلا بد من العمل لتفتيته تفتيتا لا قيام بعده ولا دواء ينفعه ؟؟..قادهم البحث عن العلة والسبب الى انها في القومي الاجتماعي وعقيدته . وان ما يربطه بعقيدته هو ايمانه بامته وبباعث نهضتها سعاده " فلنبدأ بتفتيت العلاقة بين سعاده واعضاء الحزب ". كان هذا اخطر من كل ما سبقه من مخططات وابشع من كل ما رسم من تخطيط , يحتاج فضحه الى عناية فائقة والى بيان المستندات وتظهير النيكاتيف وتلوين المناظر بلونها الطبيعي .


عادت روح الحزب وتماسكه الى صفوفه وشعر من شاركوا في مؤتمر عام 1988 كيف عم الصفاء وساد النقاء .


فغابت الكتل والمتكتلون واصبح الصف الحزبي متماسكا وهذا لم يمنع تطلع الرفقاء بحزن لغياب رفقاء لهم اعزاء , ابعدهم جرثوم التضليل , وان كان اكثرهم عاد فيما بعد الى الحزب .


كانت نتائج المؤتمر ودراساته وتوصياته لعام 1988 تقضي بالغاء كل ما طرأ على الدستور الاساسي الذي وضعه سعاده من نصوص غريبة عن عقيدة الحزب وعن دستوره وعن مرتكزاته المستمدة من العمق التاريخي لامتنا .


وفي الوقت ذاته بدأ دور الحزب يبرز على الساحة الامنية والسياسية , اللبنانية والعربية والدولية , كواحد من القوى الفاعلة في الساحة اللبنانية تجلى انتشارا في المناطق المغلقة , وفي تحالفات محلية معتبرة وتوثقت عرى تحالفه مع الشام . واصبح الحركة المتقدمة الوحيدة الفاعلة في الكيان اللبناني لا تستند الى طائفة او عشيرة او منطقة – يبدو ان الخطوط الحمراء بدأت تضيء مجددا – ها هو الحزب امام الخط الاحمر من جديد .

من جملة من حضر مؤتمر عام 1988 كان صفا رفقة المسؤول في الولايات المتحدة الامريكية وشارك في جميع انشطة المؤتمر ولقاءاته وترأس اللجنة الادارية مقررا لها .


وفجأة اصدرت نشرة القومي مع كل التقدير لمعظم اشخاصها . كانت النشرة هي اداة التفتيت الجديدة , وهي اخطر ما تفتق عنه ذهن المفتتين من خطط بالنسبة لاسلوبها و " لغتها " ونوعية مواضيعها التي لم يكن معظم كتابها يدركون مخاطرطرحها بذلك الاسلوب . وان مخططات تحطيم الحزب عبر الضربات الكبيرة في عامي 1955 و 1962 . كانت بحجم الكارثة ومع ذلك فشلت وتابع الحزب مسيرته بصلابة اشد , وانتشارا اوسع . ولان خطة تفتيته الاخرى من الداخل " بالنوايا الحسنة " ام بالنوايا الخبيثة . لم تنجح رغم انها اعطت نتائج كانت افضل بكثير من نتائج الكوارث الضخمة التي شقت الحزب بعد كارثتي المالكي عام 1955 وانقلاب عام 1962 دون ان توهن عزيمة اعضائه او تؤثر على وعيهم واعطت نشاطه زخما اشد .


التفتيت من الداخل . ترك في اضعف الحالات , بصمات على جسم الحزب اقلها فقدانه بعضا من شبابه وكادراته الجيدة , في الهزات والشرودات التي وقعت اعوام ( 954 – 957 – 974 – 987 ) . ومع ذلك استمر في مسيرته ونشر دعوته رغم كل المعيقات , وعلى الدوام . يضم اجيالا في نضارة العمر من الخامسة عشرة الى العشرينات اشبالا , فتيانا , وفتيات , فعادت اشارات الانذار باقترابه من الخطوط الحمراء تومض من جديد .


كل ما هو من مخططات التفتيت من الداخل , كان يصيب القسم العلوي من البناء , وفي اقصى الحالات تأثر به السطح وحده مخلفا سحابات من الدخان. اما البناء نفسه فبقي شامخا كناطحات السحاب . يبدو من بعيد ويدركه التائهون كما المنارة ترشد السفن . اذن فلينسف البناء من الاساس,من القاعدة .


ولكن المشكل هو ان اللبنة التي تشد القاعدة وتربطها وتستعصي على الحل والانحلال . هي العلاقة بين سعاده والاعضاء وبين الاعضاء والدستور . بين النظام واتمام الواجب , فلا سبيل لضرب الحزب بفعالية الا بتفتيت هذه العلاقة عبر توجيه الضربة الى القاعدة – الى – الاعضاء مباشرة الى تلك العلاقة .


حاول المصلحون ان يظهروا عبر مجلتهم , انهم الوحيدين المطالبين بالاصلاح .وقاموا بسرد بعض ما مر به الحزب بعد استشهاد سعاده , وحددوا اسباب الانحراف والاخطاء وكل ما رافق مسسرة الحزب من مشاكل وعراقيل وكوارث .


والحقيقة ان عشرات بل مئات من اعضاء الحزب قاموا وقالوا الشيء نفسه بمن فيهم الكثيرين من القيادات التي هاجمتها النشرة . ولا يزال هناك حتى اليوم من يعمل بصمت وهدوء وضمن النظام وبشكل فعال للمطالبة بتحقيق اصلاحات كثيرة , وبعضها مما كانت تصدره النشرة مركزة على الدستور ومخالفته من قبل المسؤولين .


الدستور ليس قميص عثمان , وكما تعودنا دائما وسنبقى على هذه" العادة الرذيلة " تلوح وسنبقى تلوح بالدستور لكل من يحاول التلاعب بمصير هذا الحزب , باسم الاصلاح ام باسم التوحيد , فما الذي ينظم العلاقة ويضبطها بين القوميين انفسهم من جهة وبين الحزب من جهة , غير الدستور , وما الذي يوجه مسيرة الحزب ويضبط عمله غير الدستور . وما الذي يحدد الحقوق والواجبات غير الدستور , واين توثق عقدنا مع سعاده خارج الدستور .


ان محاولة تهديم احترام الدستور والعمل بنصوصه مهما طرأ عليه من تعديلات سيئة , هي محاولة لتحطيم الحزب نهائيا , لان التعديلات تتبدل او تلغى , اما اذا عودنا اعضائنا ورفقائنا على عدم احترام الدستور مهما كانت الحجج فسيترسخ في تربيتهم هذا السلوك , ولن يبقى في الحزب مكان او منزلة لاحترامهم .


والقومي عندما يحترم ويتعامل مع مسؤول ليس في مكانه المناسب ولا هو يستحق المسؤولية , فانه يحترم المسؤولية التي يحملها الشخص ويتعامل معها وليس مع شخصه , لانه سيتبدل او يستقيل او يقال ان عاجلا او آجلا ويبقى الاحترام للمسؤولية وحده القيمة التي لا تتبدل فكم من مرات وقفنا واحترمنا حامل رتبة امانة لا يستحق حتى عضوية ا

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024