إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نظام جاليليو الأوروبي للملاحة بالأقمار الصناعية المدعوم من الصين يهدد الاحتكار الاميريكي لنظام GPS (جي بي إس)

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-01-04

تناول وزراء النقل الأوربيون أمس القضية الشائكة بشأن المكان الذي سيستقر فيه المركز الرئيسي الإداري لنظام "جاليليو" الأوروبي للملاحة بالأقمار الصناعية. وفي هذا الصدد، أعربت الحكومة الهولندية عن رغبتها في أن تكون مدينة نوردويك ـ المجاورة لمركز أبحاث وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس إيه) مباشرة ـ مقرا للمركز الرئيسي، لكن الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي أمثال جمهورية التشيك، يريدون أخذ نصيبهم من الكعكعة الأوروبية أيضا. لذا، لماذا تحتاج أوروبا إلى نظام جاليليو، وما هي أهمية المركز الرئيسي هذا؟


في الحقيقة، كل ما يقوم به نظام الملاحة الخاص بالسيارات هو التقاط الإشارات من أربعة أقمار اصطناعية على الأقل تدور حول الأرض. وعن طريق تلك الإشارات، يستطيع الكمبيوتر الموجود بالسيارة تحديد موقعها وإظهار خريطة للسائق توضح له موقعه أو موقعها.


اميركا ستفقد احتكارها لنظام الملاحة GPS (جي بي إس)


أقمار اصطناعية


وهذه الأنظمة متوفرة للبيع بالفعل بما يقرب من مائتي يورو، حيث يمكنها استيعاب الإشارات المجانية التي ترسلها الأقمار الاصطناعية الخاصة بالنظام الأميركي لتحديد المواقع العالمي بالأقمار الاصطناعية (جي بي إس). لذا، لماذا ترغب أوروبا في إطلاق 30 من تلك الأقمار في الفضاء بتكلفة تصل إلى نحو 3.6 مليار يورو؟


"المسألة بسيطة للغاية"، هذا ما قاله مايكل فان بال، المتحدث الفني باسم مركز أبحاث وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس تي إي إس) بمدينة نوردفايك، مضيفا: "لن يستخدم العملاء التجاريون البارزون نظام (جي بي إس) الأميركي مطلقا، لأنك لا يمكن أن ترجع إلى الوراء؛ فبإمكانك أن تستخدم هذا النظام، لكنك لن تحصل على ضمان واحد للخدمة، وكذلك لن تستطيع المطالبة بأي شيء أو الشكوى من هذا النظام، فضلا عن أنه نظام عسكري يتحكم فيه البنتاجون".


وقد أبدت واشنطن انزعاجها من مقترح جاليليو الأوروبي، حيث رأت أنها ربما لم تفقد احتكارها لهذا السوق وقدرتها التجارية الكبيرة فحسب، بل ومصالحها الاستراتيجية العسكرية أيضا، فقد استخدمت الولايات المتحدة نظام "جي بي إس" لتوجيه قنابل ذكية من مسافات شاسعة إلى أهداف بعينها.


الصين


ولم تنل إعجابهم أيضا فكرة استثمار الصين ـ على سبيل المثال ـ لنحو 200 مليون يورو في نظام جاليليو، مشاركة بذلك في هذا النوع من التكنولوجيا. وبشكل عارض، ستكشف أوروبا في وقت لاحق عن القنوات "المشفرة" و"غير المشفرة" التي ستستطيع الصين الدخول عليها. وفي أشد الحالات، يمكن لواشنطن أن تبطل عمل نظام جاليليو بشكل دائم بقطعها للإشارات التي يرسلها القمر الاصطناعي.


لكن مايكل فان بال يركز في المقام الأول على الإمكانات غير العسكرية التي يمكن أن يقدمها جاليليو للعملاء البارزين للقطاعي العام والتجاري. وستستخدم أوروبا ـ على سبيل المثال ـ هذا النظام أخيرا لإدارة حركة مرور القطارات، مما يعني أن القطارات الأكثر سرعة يمكن أن تسلك نفس الطريق في وقت واحد بطريقة آمنة.



ويؤكد بال قائلا: "وتمتاز إشارات جاليليو بأنه أكثر قوة من إشارات الأنظمة الأخرى، لذا فهي توضح لك موقعك بدقة أكبر. ومن ثم يمكن أن تعمل في الغابات، حيث لايمكن للعديد من إشارات نظام "جي بي إس" المرور حتى عبر أوراق الأشجار!"


تحت التجربة


وبمجرد إطلاق الأقمار الاصطناعية الأربعة التي تم تجريبها عام 2008، وإخضاع النظام كله للتجربة، سينتهي بذلك العمل التطويري لوكالة الفضاء الأوروبية. وبعدها سيبدأ المركز الرئيسي الجديد ـ هيئة الإشراف على جاليليو (جي إس إيه) ـ في مراقبة إطلاق الـ 26 قمرا الباقين والعملية بأكملها ابتداء من عام 2011 على وجه التقريب.


ويعتقد هاري جروين، عمدة مدينة زاندفورت، الساحلية الهولندية أن يكون مقر المركز الرئيسي في المجمع الفضائي ـ الذي لم يتم تشييده بعد ـ بجوار الـ (إي إس تي إي سي).


وبالرغم من ذلك، لا يعتقد جروين أن فرصة هولندا في ذلك كبيرة، حيث إن تلك البلد الحريصة اقتصاديا، تسهم بالقليل نسبيا في وكالة الفضاء الأوروبية.


ويحتج النقاد بأن كل يورو تسهم به هولندا يعود إليها بثلاثة تقريبا نتيجة للأنشطة التي يقوم بها مركز أبحاث وكالة الفضاء الأوروبية الكائن بمدينة نوردفايك.



تلك الحقيقة معروفة لبقية دول أوروبا أيضا، لكن من المحتمل أن يكون هناك مغزى أكبر في الحجة القائلة بأن الدول الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي ينبغي اختيارها ايضا مقرا لوكالة أوروبية كهذه. ولذا، بدت براغ ـ ظاهريا ـ أكثر الأماكن المرشحة احتمالا.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024