إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رحلات يومية إلي الفضاء

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-01-05

منذ عقود قليلة مضت، كان ركوب الطائرات حكرا علي الأغنياء وذوي النفوذ. لم يفقد ركوب الطائرات اليوم سحره فقط، بل فقد أيضا خصوصيته بعد أن أصبحت أسعار ركوب الطائرات في متناول الكثيرين، فهل يكون ذلك هو حال السفر في الفضاء ؟ سيكون كذلك إذا ما اقتحمت شركات معينة هذا المجال.


"إن هدفنا هو تحقيق ديمقراطية الفضاء "

هذا ما يقوله "مايكل ميلينج" المتحدث باسم شركة الأنظمة الفضائية في كاليفورنيا.

احتلت شركته عناوين الصحف العلمية، عندما عرضت نقل أحمال في حجم "علبة صودا"تزن 350 جرام في الفضاء، وإعادتها مقابل 99 دولار أميركي.


لا جديد تحت الشمس


سيتم نقل تلك الأحمال المعروفة باسم"العلب الفضائية" في الفضاء لمسافة لا تقل عن 100 كيلومتر، حيث ستمر بعدة دقائق من نقص الجاذبية، كما يمكن أن تتعرض للفراغ الكوني، عندئذ يعود الصاروخ (مركبة الإطلاق ما دون المدارية ) الذي يحملها إلي نقطة إقلاعه؛ حيث يتم تفريغ تلك العلب وإعادتها لأصحابها.

ليس هناك جديد في التكنولوجيا المستخدمة في هذا الخصوص؛ حيث يقول "دافيد ماستين" المدير التنفيذي للشركة :"أنه يجري إرسال مثل تلك العلب إلي الفضاء منذ أعوام، باستخدام صواريخ أصغر، كجزء من برامج تعليمية لتعليم الهندسة وعلوم الفضاء لطلاب المدارس الثانوية "ويضيف:" أما الجديد فهو رخص التكاليف الذي سيسمح لتلاميذ المدارس الصغار بإجراء تجارب كانت قاصرة قبل ذلك علي العلماء، وبميزانيات تصل إلي ملايين الدولارات".



من بين الحمولات التقليدية التي يتم إرسالها، بعض التجارب العلمية، مثل التليسكوبات الفضائية الخاصة بالهواة، وإجراء عمليات مسح لانقسام الخلية في حالة نقص الجاذبية، ومهام تصوير الأرض متعدد الأطياف لخدمة التجارب العلمية البيئية.

علي أن للفضاء ـ علي أية حال ـ جاذبية رومانسية بالنسبة لكثير من الناس ، و لك أن تضمن أن يكون في مقابل كل تجربة علمية يتم إرسالها إلي الفضاء، علبة صودا محشوة بأشياء رمزية.


يمكن إرسال أي شيء إلي الفضاء.


مما يعوق فكرة إرسال شيء إلي المجهول العريض، مثل وضع رسالة في زجاجة وإلقائها في المحيط، حقيقة أنه مهما كان الشيء الذي ستبعث به، فإنه سيعود إليك. بالتالي يكون بوسعك إرسال رماد شخص عزيز عليك إلي الفضاء، غير أن رحلته لن تستغرق أكثر من يوم وليس إلي الأبد. غير أن السيد "ماستين" يري أن هناك الكثير جدا، مما يمكن إرساله، ويقول في ذلك :


"طالما لن يؤثر ما تضعه في علبتك علي العلب الأخرى، وما دام غير مشع أو قابل للانفجار؛ فإننا سنقبله. بل إننا سنقبل إرسال حيوانات حية، لكن طالما تم إرسالها حية، فيجب أن نضمن عودتها حية، وأن يكون لإرسالها سبب علمي مقبول".

يتم إرسال الرحلات الفضائية أيضا إلي منطقة الغسق(التي تظهر فيها حمرة الشمس عند غروبها ) أي الفضاء ما دون المداري، الواقع في نطاق الغلاف الجوي، حيث من المتعارف عليه بصفة عامة، بدء الفضاء علي بعد 100 كيلومتر من سطح البحر.علي أنه لا يوجد ـ علي أي حال ـ حد مفاجئ ينتهي عنده جو الأرض؛ حيث يقل الهواء كلما ابتعدت أكثر عن الأرض. أما في الرحلات المدارية، حيث يتطلب الأمر مقاومة المركبة الفضائية للجاذبية الأرضية، تكون هناك حاجة للوصول لارتفاع 350 كيلومتر فوق سطح الأرض. بالتالي فإن عرض تنظيم رحلات مدارية يستغرق مزيدا من الوقت ويتطلب المزيد من الأموال والتكنولوجيا. من ثم فإن فرصتك في أن تبعث بعلبة صودا في إحدى تلك الرحلات سيكون علي الأرجح مكلفا، كما أنه لن يتم إلا بعد عدة سنوات.              


رحلات الطيران العارض:


تبدو الرحلات الفضائية ـ من الوجوه الأخرى ـ مشابهة بدرجة ملحوظة للطريقة التي تعمل بها رحلات الطيران العارض.ستبدأ الشركة في تسيير رحلات للعملاء في ربيع 2008 . تنوي الشركة تنظيم ثلاث رحلات يوميا، كما تستهدف أيضا وصول الاعتماد عليها إلي مستوي الاعتماد علي  الرحلات الداخلية. كما هو حال الطائرات، فإن الهدف النهائي يتمثل في نقل البشر وليس أحمالا في حجم علبة الصودا.يشرح  "مايكل ميلينج"  ذلك بقوله:

"إننا نخطط بالفعل لتوفير رحلات سياحية ما دون المدارية، تبدأ في حوالي عام 2009 ، بما يشابه تماما ما فعله "ريتشارد برانسون"، ومشروعه "المجرة العذراء".



في عام 2005 أعلن سير "ريتشارد برانسون" بدء أول رحلات فضائية ما دون المدارية، بصنع شيء أطلق عليه سفينة الفضاء ـ 2 ، والتي كانت وسطا ما بين نفاثة متقدمة وصاروخ .علي الرغم من الارتفاع البالغ لأسعار التذاكر حيث تصل إلي 200000 دولار أميركي، فقد حصل علي ما يوازي عدة ملايين من الدولارات من الحجوزات، بما يؤكد وجود طلب علي مثل تلك الرحلات.


 كما هو حال الطائرات، فإن من المتعين انخفاض أسعار مثل تلك الرحلات توازيا مع انتشارها. كما أصبح من الممكن الوصول إلي أي مكان في الأرض؛ فإنه يبدو أن السياحة الفضائية التي تصل قيمة تذكرتها إلي 50000 دولار يمكن أن تصبح التجربة التي يجب القيام بها بالنسبة للأثرياء الساعين للإثارة.في ضوء ما أصبح واضحا من أن السماء لم تعد آخر المطاف بالنسبة للمشروعات الفضائية الشعبية، فإن من الممكن أن يصل بنا الأمر إلي حد الملل من الرحلات الفضائية.علي أنه في ذلك الوقت سيكون قد أصبح لدينا طموحات جديدة، وكما يقول المثل السائر"لنصل إلي النجوم".



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024