إلى وليم بحليس 5

أنطون سعادة

الحزب السوري القومي

مكتب الزعيم

رفيقي العزيز وليم ،

كتابك المؤرخ في 4 يناير الماضي ومعه قائمة أكلاف الكتاب تسلمته في حينه. وأجبت عليه في كتاب مسهب في 22 من الشهر عينه قبيل سفري الى مدينة كردبة. ثم تسلمت كتابك الثاني المؤرخ في 27 يناير وفيه تقول أنك لم تتسلم جواباً مني على كتابك الثاني فلخصت جوابي الأول إليك في جواب ثان أرسلته في 12 فبراير الماضي. ولم أعد أتسلم منك شيئاً. ولم أتسلم شيئاً من أخي ادوار بعد كتابه الأول مع اني أرسلت إليه جوابي الأخير إليك. فترجح عندي أن كتبي فقدت بطريقة من الطرق وان دلك أوجد تردداً عندك في العودة الى الكتابة. وأعود الآن فأعطيك أهم ما يلزم:

جنون الخلود:

اقترحت أن يكون طبعه على نفقة بعض المتبرعين الآخرين كبيت أسعد مثلا، وأن يضيف فؤاد مثل مبلغ اجرة الطبع فيحصل من ذلك مبلغ يمكنني من شراء مطبعة "للزوبعة" وتكبيرها وزيادة أوقات صدورها فتصير هامة وضرورية لجميع الجوالي. وبواسطة المطبعة يمكن طبع الكتاب المذكور ثم طبع كتب أخرى بتوفير كبير مع نأمين قوة الجريدة الضرورية، وسألت اذا كان جورج يرغب في بيع أحرف الماكنة.

الفاخوري:

قلت اني لا أجد وقتاً للمماحكات وأمراض الأفراد النفسية وكل ما أريده هو أن أخاص من المشاكل السقيمة التي لا وقت عندي لمعالجتها. فاذا كان الفاخوري يهتم بنفسه قبل كل شيء فالأفضل افهامه ما يطلبه منه الواجب.

مسألة كلام غالب:

قلت أن غالباً يحب فؤاد ويقدره ولا اعتقد انه عنى تجريده من مواهبه. وكل ما ارى انه جرى هو استعمال تعبير عادي ناقص لاداء معنى عملي. فالذي أراه ان غالباً قصد القول انه بما ان اختصاص فؤاد هو المال والشؤون المالية وبما ان اهم ما يطلب الآن، عدا عن الآراء التي يساعد بها كثيرون، هو المال الذي يساعد به قليلون. وانه ينتظر ان يساعد فؤاد في هذه الناحية قبل غيرها لانها ضمن دائرة عمله واختصاصه.

كنت سررت لعزم فؤاد على زيارة بوانس ايرس، ولكني علمت انه تأخر. ثم لم أعد أعلم شيئاً.

في أول مارس جرى احتفال هنا يصل خبره في الجريدة. وقد وردتني برقية تهنئة من ريو وكانت الوحيدة. عدا رسالة اراهيم الى الجريدة، من البرازيل.

المال والاشتراكات:

كلفتك اجراء كل معاملة لارسال المال الموجود معك كله. ويمكن ذلك بواسطة السيد أنيس الراسي فأكرر ذلك وأن يصير الارسال بسرعة. وأطلب منك التشديد في وجوب دفع الأعضاء شهرياتهم وارسال ما يجمع كل شهر من جميع الاشتراكات الى هنا لسد النفقات. اتمنى ان تكون والعائلة بخير.

سلامي القومي الى الجميع

ولتحي سورية

في 12 مارس 1942

التوقيع