شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2005-10-12
 

اليوم

عبد بصل

حين يرنّ صوتك العذب في دمي، يرتعش قلبي مثل وردة جورية في الشروق، وتحملني أنغامك الخمرية الى شواطئ بعيدة ملفوفة بالعطر والنسيم.. وحين تشرق عيناكِ بابتسامات الحبّ واللقاء، وتزهر العذوبة على وجنتيكِ في أمسيات همسنا الطريّة، تصير لي سماء زرقاء وقمراً أخضر وشراعاً بألف لون ولون.. وحين يقترب الوداع تمتلئ أعماقي بالحزن وتنغمر بيادري بالوحشة والمطر..

.. قلبي الآن مثل برج مهجور، تلعب فيه الوحشة.. أيها الفرح الطالع من عينيها، كألوان الشفق الذاهبة الى البحار الخضر، كألف ألف رفّ من الحمام الأليف الأبيض.. ها قلبي قد خرج لاستقبالك وفي فمه أغنية حلوة، كأشواق العائدين من الأسر.. قلبي الآن مثل غابة لوز في نيسان، تضحك فيه الجداول والشمس والعصافير,, فانشدي أيتها النجوم أناشيد الصفاء.. ورفرفي يا نسائم الحب في عالمي السعيد.. وانشري الطيوب.. فقد جاء الربيع الى قلبي من عينيكِ العسليتين.. فاعطني قلبك الكبير، يا حبيبتي.. واتركيني أسند رأسي على صدرك الجميل، الذي يعلو ويهبط كأمواج البحيرات الصغيرة..

أواه.. يا حبيبتي.. أيها النغم المخمور بالعذوبة والسحر ورائحة المعابد المقدّسة.. متى نلتقي كعصفورين صغيرين دون أن نشعر بأننا نسرق اللحظة،.. دون أن تحدّجنا العيون الجائعة.. ويلهبنا العشق ولا نستطيع إخماد نيرانه.. أما آن أن تمرّ على دنيانا نسائم الربيع الدافئة؟!.

أضيئي الشموع يا فاتنة،..فالمساء قد غمر الكون بالظلال الضبابية،.. لكن عيناكِ شمعتان أزليتان تضيئان بالأحلام ليل قلبي الموحش، وتزرعان سماء حياتي كروماً ودوالي،.. فأغنّي من أعماق أعماقي...

اعطني قلبك، أيتها الحبيبة.. ودعيني أُغرق في عينكِ عينيَّ لأبحر في عوالم الأساطير .. فأطير بكِ على بساط الريح نحلّق معاً بين الأرض والسماء.. فنختصر الزمن، ونعيد كتابة التاريخ من جديد..

أواه.. ما أتعس الحياة من دونك يا "غالية، وما أظلم الدنيا..

إن قلبي يرقص كشراع مسافر كلما فكرتِ بي.. فكّري بي قدر ما أفكّر بكِ.. لأنني كلما التقيت بكِ أرى أضواء الحب تشع في عينكِ الساحرتين، فأبحر إلى ما لست أدري.. ان الحب لا يعرف القيود.. انه أحاسيس تتحد وعواطف تتجاوب وتتفاعل.. وعيون تلتقي.. انه قلوب تخفق خفقاناً واحداً، لتخلق سمفونيات تتغذى بها عروق الوجود..

غاليتي.. قلبي موحش كشاطئ رملي مهجور، يتسكّع كعين الشمس على ضفة شاطئ منسي..في غمرة الطوفان.. حزيناً كالمطر، وكألحان ناي مبحوح.. وغريب كغجري مشرّد في المدينة الكبيرة أسير وحدي، متأبطاً حفنة من رماد أحلام أحلم بالحب والزوارق والرحيل الى برّ عينيكِ الآمن.. أيتها الترنيمة الأزلية في قلبي.. يا حبيبتي الصغيرة الحلوة.. يا فراشة ترفّ بين الهواء والنور والأقحوان.. سيري معي صوب الشفق الوردي.. لنهيم هنا.. بين المروج والمراعي والغابات.. ونجني من رحيق الشفاه شهداً.. حطّمي السدود والحواجز وانطلقي حرّة منعشة كنسيم الصبح في الربيع.. واتركي البركان الكامن في روحك المتوثبة الثائرة أن ينفجر ويطلق حممه الملتهبة قبل أن تهمد الثورة، ويجفّ المحيط..






 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه