إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من يعلّم من؟!

عبد بصل

نسخة للطباعة 2005-01-29

إقرأ ايضاً


المفارقة المدهشة، هذا التناسخ في العقلية الأميركية ـ الصهيونية، من حيث الرؤى والأسلوب وطريقة "المعالجة"، للبدع التي يسوقونها كنموذج، عن "ديموقراطيتم الحضارية؟!".

فالعدو الصهيوني في فلسطين، يقوم باقتلاع أشجار الزيتون المعمّرة ويجرف المنازل ويغتال المواطنين ويشردهم من أراضهم وبيوتهم.

وهل تفعل أميركا غير هذا في العراق؟ ولكن، بفارق بسيط أن الضحية هي أشجار "الكينا" المعمرة على جوانب الطرقات، وعلى مساحات ومسافات طويلة، حيث قامت القوات الأميركية باقتلاعها، من مبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا"، وكونها تحمي المقاومين العراقيين خلف جذوعها العملاقة وتذود عنهم، وتضللهم بفيئها الهادئ، فهي إذا مقاومة ضدّها. وحقّ عليها ما حقّ على شعب العراق ومقدراته، الاغتيال… ولكنه اغتيال سافر وعلني، نفّذ بدم بارد. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طاول المنتزهات والحدائق بعد أن حوّلوها الى قاعِ صفصاف.

وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع، بما فيه المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والى ما هنالك من تسميات أكثر من أن تحصى وتعدّ. إلا إذا كانت تلك المؤسسات، قد حذفت من قاموسها، إنساننا، واعتبرته، غير الإنسان الذي ينتمون إليه، هذا إذا استثنينا "دول العالم الحرّة؟!."

إن عصرنا هذا، لهو أكبر أكذوبة في التاريخ. حيث تم تزويره وتشويه حقائقه، واغتيال قيمه، حتى صار عصراً هشّاً ومهمشاً وقد اقتصر دوره على الأميركان واليهود حيث وحدهم، ومن يدور في فلكهم، يسوسون البلاد والعباد، بـ "سادية" مفرطة، تعبّر عن نفسية دونية معقدة وجشعة. ويحاولون أن يتصنعون العظمة عبر أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكونها.. هذه حضارتهم. بئس المعادلة، بين حضارة بنيت على المبادئ والقيم الإنسانية، وكانت هادية للأمم، فشرّفت أبنائها، وبين حضارة "الكاو بوي"، و"الهمبرغر"، وحضارة الغزو والاغتصاب وسلب مقدرات الأمم،.. وكل هذا باسم العدالة الدولية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب.. وفبركة اللوائح السوداء، والإشارات الخضراء والبرتقالية والحمراء، في أوقح كذبة انطلت على العالم أجمع. ومع هذا.. تحاضر في العفاف.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024