إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مقدمة..بمناسبة الأول من آذار

عبد بصل

نسخة للطباعة 2005-03-04

إقرأ ايضاً


الأول من آذار، بالنسبة لنا، هو عيد الولادة،.. ولادة قائد ومعلم، عبّد للأجيال طريقاً للحياة والانتصار،.. راسماً معالم وطن، لشعب أرسى للحضارة بنياناً شامخاً يتيه على العصور.

عفوك آذار.. إن تعتب علينا، فأنت محقٌ،.. وإن تغضب، فحري بك ذلك،.. وإن تتبرأ ممن باعوك بثلاثين من الفضّة، فأنك جدير بهذا،.. فلا تطلب الغفران لهم، لأنهم يدرون ماذا يفعلون.

عفوك آذار،.. إذ كسرنا الطوق وخرجنا الى الـ "لا مكان" وضِعنا في التفاصيل التي يسكنها الشيطان،.. فاختلفنا على جنس الملائكة، ولم نزل،.. نفتش عن أمة خارج الزمان والمكان خارج دائرة المعرفة، وخارج منطق البحث المجدي..

عفوك آذار.. وعفوك سعاده،.. فنحن الضعفاء، لا نحتاج للقوّة التي علمتنا إياها.. وما لنا ولوجه التاريخ كي نغيّره؟!.. من نحن؟. و"هنا لا نسأل السؤال الذي سألته، وأجبت عليه.."، بل من نحن؟.. التي لم نتعرّف إليها بعد ولم نفقه لها معنى،.. لأننا لم نزل نهجّئ حروفها، ولم نستطع أن نفكّ رموزها وطلاسمها،.. ولم نصل إليها بعد. وحتى لا يعتب الجهل علينا، نحسب بأنك،.. لربما كنت تقصدنا كشعب حي، لأمة حيّة.. إذ أن رهانك، كان مترعاً بالإيمان واليقين، وطافحاً بالعزيمة والتصميم وأنت تتخيل الصفوف البديعة النظام ... لتكون الإرادة التي ستصنع القضاء والقدر الذي لا يرّد...

عفوك يا زعيمي،.. إن تكلمنا بوضوح، بعيداً عن الكِبر والمكابرة، وبعيداً عن منطق النعامة التي تدفن رأسها بالرمال، وهي تحسب أنها بعيدة عن الخطر الذي يدهمها.

ويحزننا، أن نقف أمام دماؤك ودماء الشهداء، التي رسمت خارطة الوطن،.. ونرى أصحاب الغايات الشخصية والنفعية من أبناء شعبنا، يبيعون أنفسهم لقاء وعدٍ (عرقوبيٍّ)، في سلطة أو جاه،.. أو لقاء حفنة من الدولارات،.. فيسعون لمحو خطوطها..

يا زعيمي، إن سألتنا عن سلاح النفط الأنترنسيوني الذي لم يستعمل بعد؟! يخجلنا أن نجيبك أنه لم يعد ملكاً لنا، بعد أن صار يصبّ في خزانات أميركا والكيان اليهودي...

وان الخطة اليهودية النظامية في فلسطين، لم يعد هنالك من خطة نظامية معاكسة لها.. ولا من يخططون. وإنما هناك تطبيع و"سلاااام"،.. ينعمون به.. وأن أميركا التي سقطت من عالم الإنسانية الأدبي، ها هي اليوم تؤدّب الشعوب والأمم وتفرض نفسها ديّاناً على العالم من دون وازع أو حسيب؟!..

أما قيام الجبهة العربية المتراصّة والمنيعة التي ستشكّل سداً في وجه المشاريع التفتيتية للمنطقة؟.. تذكرنا بـ "نعمة النسيان".

يا زعيمي لا يحزننك الألم الذي يعتمل في صدورنا، جرّاء ما يحقيق بنا وبأمتنا، فنحن أبناؤك الذين تعاقدنا معك على هذه القضية التي آمنت بها، وآمنّا... بأننا لم نزل في موقع النضال، ونثق بأنك رأيت منذ تاريخ طويل، حال ما آلت إليه أمتنا، حيث قلت لنا بـ "أنكم ملاقون أعظم انتصارات لأعظم صبر في التاريخ"، وها نحن نعاني ذلك الصبر، علّ يكون النصر قريب...




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024