الحزب السوري القومي الإجتماعي، الأمين أسعد حردان والإفتراءات

الأمين الدكتور ربيع الدبس

نَدَرَ ذكر الحزب السوري القومي الإجتماعي _ على الأقل في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة – من دون ذكر الوزير السابق والنائب الحالي أسعد حردان . لعلَّ ذلك عائد إلى كونه خامة قيادية نوعية ، ورائياً سياسياً ذا أفق ، ومناضلاً حزبياً فَرَضَ احترامه حتى على الذين لم يحبوه ولم يصادقوه ، بل على الذين حاكوا حوله الأساطير وربطوا اسمه بالمحاذير ...

ربما لأنه يُعتبر رمزاً عيْنيّاً للشجاعة والإقدام اللذين هما الوجه البهيّ لوديعة العطاء .

ويأتي الزّج باسمه في سياق عملية الكورة المبرمجة ضد الحزب السوري القومي الإجتماعي ، خصوصاً من قبل الإعلام الفئوي الكيدي الذي ينسب مزاعمه إلى مصادر أمنيّة أو قضائية مزعومة – ليطرح كثيراً من الأسئلة هذه بعضها السياسي ، والسياسي تحديداً :

1- هل ثمة محاولة لتدفيع الأمين أسعد حردان ضريبة نضال مديد ومقاومة طليعية للعدو الإسرائيلي؟ وبالتالي استهداف الحزب ذي المواقف المبدئية المعروفة من خلال استهداف مركزه وفروعه ومسؤوليه وأعضائه ؟

2- هل الإفتراء على الحزب المناضل وعلى كوادره المناضلة يضمر اتجاهاً إلى معاقبة الحزب الذي التزم عقيدتَه النهضوية ورفض الزأبقة السياسية ؟

3- هل يحاول بعض من في يَدِهِمْ سلطة الأمر الواقع محاسبة الحزب السوري القومي الإجتماعي على اضطلاعه الرسمي والشعبي والإجتماعي والوطني بدور صيانة السلم الأهلي ومشروع الدولة والتصدي لأخطار الطائفية في الداخل والصهيونية من الخارج؟

4- هل يتوهم دعاة التحريض وذوو الأحقاد الدفينة أن أمنياتهم يمكنها اختلاق حقائق أو قرائن جرمية غير موجودة أصلاً . وهل يظن الذين يذّرون الرماد في العيون أن الاستخفاف بمدارك الناس وفبركة التّهم الجاهزة مهمتان يسهل تحقيقهما بمعزل عن القضاء اللبناني الذي ما زال الحزب القومي يؤمن بصدقيته وعدالته ؟ وهو يريد أن يبقى على ثقة بقوى الأمن الداخلي المؤتمنة على سلامة المواطنين .

نعم الحزب السوري القومي الإجتماعي جزء تكويني من المعارضة اللبنانية الشريفة التي ترفض شرعنة الوصاية الإستعمارية وتسويغ العدوان الإسرائيلي وبالتالي إستعداء المحيط القومي ، تارةً باسم "المجتمع الدولي" وطوراً باسم الديمقراطية .

ان الديمقراطية لا تعني فرض النموذج الأميركي للنظام السياسي ولا التطبيع مع العدو المحتل ، ولا استنساخ القرضاي الأفغاني أو الدّمى العراقية .

ان الديمقراطية ثقافة ومناقب ديمقراطية أولاً ، ثم مشاركة الشعب في صنع حاضره والمستقبل عبر مؤسسات تمثيلية وغيرها من آليات الحكم .

والديمقراطية ليست يافطة رخيصة تُطرح في مواجهة حدث ما ... إنها حوار وطني عميق، مستمر ومتجدد يبني دولة ذات بوصلة سليمة ، لا تكاذب طائفي يعهّر الديمقراطية ويحنّط ميثاقها .

ختاماً ، نقول للحزب السوري القومي الإجتماعي الذي يحاولون ترهيبه واستدراجه إلى ردات فعل ، نقول للأمين أسعد حردان ولجميع أعضاء الحزب الأحرار بمن فيهم المعتقلون :

أنتم حزب الأمة وحدةً ونهوضاً .

أنتم حزب القضية القومية بل نبض القضية ...

القوميون الإجتماعيون معكم بإرادة لا تلين ، بعزيمة صراعية نشأوا عليها ، وإنَّ محاولات التجنّي على الحزب قد رفَعَت من معنويات الأعضاء ، العالية أصلاً . إن باني المجد يعرف ما عاناه من التعب كما يقول ابن خلدون . إن مرجل النهضة يغلي وإن هذه النهضة تزمجر كما يقول سعادة ، "الويل ثم الويل لمن يحاول الوقوف في طريقها" .