باكرا رحـل ، وخسرت النهضة رفيقا مملوءاً بالمناقب ، فواراً بالذكاء ، دفاقا بالحيوية ورائعا بحضوره .

من نابية ، البلدة المتنية ، طلع ، ليسطع في الحزب ، ليس فقط في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية- وقد كان من ابرز الرفقاء فيها ، ومن اوائل الذين كان لهم اليد الطولى في العمل الحزبي الطالبي من العام 1967 وصاعدا ، انما في كل المجالات حيث تسنى له تولّي المسؤولية الحزبية فيها ، فكان مديرا ، وناظرا للاذاعة ، ومنفذا عاما في منفذية الطلبة كما في منفذية المتن الشمالي ، ومفتشا في عمدة الداخلية .

كان اداريا حكيما ، ومذيعا باهرا ، ومحدثا لبقا ، تمتع بذاكرة مذهلة ، وتعددت مواهبه ومزاياه فلم يكن يتولى مهمة والا ويبرع فيها ، ومسؤولية الا ويعطيها من عقله وقلبه ووجدانه وحيويته ، فينجح .

محب ، ضحوك ، اصيل في اعماقه ومناقبه ، كنت تطمئن له اذا صادقته ، وتأمن ظهرك منه ان ابتعدت عنه ، وتستمر تحبه ان تجادلت معه في رأي او قناعة .

فهو لم يكن يخاصم ولو قسا . ولا يقف عند نقيصة لديك بل يعالج ويصحح ويمسك باليد ليسير معك نحو الاعلى .

لو استمر حيا ، لكان الآن من ابرز الذين يتولون المسؤوليات الحزبية المركزية ، لكانت بلدة "نابية " شهدت حضورا متميزا للحزب السوري القومي الاجتماعي ، كما كانت يوم انتمى والده النرفيق ميشال خوري سالم ، وسطع ، ولكانت المتن الشمالي فرحت بمسؤول يندر ان نجد مثله في كل حين .

ولد الرفيق يوسف سالم في نابية في 1/01/1947 وتوفي في 5/02/1973 اثر مرض ، فاقيم له مأتم حزبي حاشد في بلدته " نابية " .