إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الاستحقاق الرئاسي: مبادرة <انتقالية> انقاذية أم سيناريو تصادمي؟

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2007-08-21

إقرأ ايضاً


تقول اوساط الرئيس بري انه من غير المنتظر ان تنتقل المداولات الجارية في الديمان وعين التينة من اطار الاستئناس بآراء الأقطاب والمرجعيات السياسية والروحية الى الغوص في لعبة الأسماء، ما لم يحصل تقدم جوهري في حل قضيتين تعتمدان في الأصل على عامل الثقة بين الأطراف، وهما موضوع الحكومة والرئاسة.

واذا لم يصر الى اقتناع الجانبين بأن أيا منهما لا يستطيع الاستئثار بادارة الملف الرئاسي، وان كل طرف يحتاج الى

الآخر لعقد جلسة الانتخاب بحيث تتعزز فرص الوصول الى رئيس توافقي، فإن الأزمة ستبقى تراوح مكانها. ومن هنا على الأرجح تريث رئيس المجلس في زيارة البطريرك انطلاقا من مبدأ يسلكه الأول، وهو عدم الاقدام على لقاء بهذه الأهمية وهذا المستوى ما لم يكن جازما في الوصول الى نتائج ايجابية تريح الوضع.

وتقول المعلومات ان العامل الأساسي الذي يجعل الرئيس بري غير متشائم حتى الآن هو اجتياز موضوع نصاب

انتخاب رئيس الجمهورية بتأكيد جهات خارجية وداخلية فاعلة على نصاب الثلثين، ما يعني ان هناك عنصر اطمئنان نسبي لجهة عدم مغامرة البعض في دفع الأمور عن الفريق الآخر نحو انتخابات غير شرعية ودستورية بنصاب النصف زائد واحد.

أما العامل الثاني الذي يستند اليه الرئيس بري هو الدعم والتأييد الشعبي المتنامي لتحركه.

وهناك عامل ايجابي ثالث يتمثل باعلان الدول المؤثرة على المستوى العربي والأجنبي ترحيبها بتحرك الرئيس بري

وتشجيعه، غير ان ذلك لم يقترن حتى الآن بمساندة ودعم ملموسين، الأمر الذي يفترض ان تقوم هذه الدول بخطوات من شأنها مثلا ان تلجم المواقف التصعيدية لصالح مساعي الحل.

وينقل عن الرئيس بري قوله "ليعلم الجميع أنني سأكون الأكثر تصلبا في تاريخ الجمهورية اللبنانية وربما سيترحمون(الأكثرية) على كل تسامحي معهم في المرحلة الماضية. اذا صحت المعلومات بأنهم سيعقدون جلسة بنصاب النصف زائد واحد، سيتعرفون على نبيه بري جديد وهم يجرون بذلك البلد الى مرحلة سياسية جديدة، وسأترك الوقائع تتحدث عن نفسها لاحقا".

ومع وجود أكثر من مؤشر على ان فرقاء النزاع في لبنان لن يتوصلوا، في حال من الأحوال، الى التوافق على رئيس جمهورية للسنوات الست المقبلة، فإن مبادرة الرئيس بري والتي ستأتي نتيجة مشاورات مع عواصم عربية ودولية، تقول برئيس انتقالي لمدة سنتنين، وهي المدة الكافية لكي تتبلور الأوضاع في المنطقة.

وتقول المعلومات ان هناك أكثر من جهة تدعم اختيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان ليكون رئيسا انتقاليا، بحيث

ان أحد النواب نقل عن بري اعجابه بالنموذج الموريتاني (القيادة العسكرية تولت السلطة موقتا لفترة انتقالية، نظمت في خلالها انتخابات عامة وكرست النظام الديمقراطي)، ولكن هنا من دون انقلاب وانما بانتخاب قائد الجيش انتقاليا، فلا يكون برتبة رئيس حكومة يشرف على الانتخابات الرئاسية كما كانت عليه الحال مع اللواء فؤاد شهاب (عام 1952 ) والعماد عون (عام 1988 ) وانما برتبة رئيس جمهورية.

أما في حال فشلت مبادرة الرئيس بري، فهناك سيناريو "تصادمي" مطروح على الشكل التالي:

ستنتظر المعارضة ما سوف تقرره الأكثرية وتحديدا قوى 14 شباط بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية، فإذا توصلت الى اتفاق على تسمية مرشح واحد من أركانها فإن المعارضة سوف ترد على ذلك بعدم حضور جلسة الانتخاب بغية تعطيل نصاب الثلثين، وسوف تستمر في موقفها هذا الى ان تسحب الأكثرية مرشحها وتوافق على الدخول في البحث عن مرشح تسوية او مرشح توافقي. أما اذا لم تتوصل قوى 14 شباط الى اتفاق على تسمية مرشح واحد وأدت كثرة المرشحين في صفوفها الى احداث بلبلة وانقسام، فإن المعارضة سوف تجري احصاء دقيقا لعدد الأصوات التي يمكن ان ينالها مرشحها سواء كان العماد عون او سواه من أجل كسب عدد من أصوات النواب المستقلين عن الأكثرية، وهي أصوات لا يمكن كسبها مع الاصرار على ترشيح العماد عون.

لكن لعبة تعطيل نصاب الثلثين قد تنتقل من المعارضة الى الموالاة وتحديدا الى قوى 14 شباط اذا تبيّن لها ان مرشح المعارضة قد يفوز في حال تعرضت الأكثرية للانقسام وتفرقت أصواتها.

لذلك يرى النائب نفسه ان نصاب أي جلسة لن يكتمل قبل ان يكون قد سبق انعقادها اتفاق على مرشح توافقي ينتخب

بشبه اجماع. فكما ان المعارضة قادرة على تعطيل نصاب أي جلسة يكون فوز مرشح الأكثرية مضمونا فيها، فإن الأكثرية تظل قادرة حتى في حال انقسامها نتيجة الخلاف على اختيار مرشح واحد منها، على تعطيل نصاب أي جلسة يكون فوز مرشح المعارضة مضمونا فيها. وهذا ما يجعل البعض يصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتسلم سلطة الرئاسة الأولى بالوكالة في حال تعذر التوصل الى اجراء انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري.

يدان تتنازعان لبنان، يد المبادرة والوفاق التي تمدها المعارضة، ويد التصادم والانقسام التي يلوح بها فريق 14 شباط بعضلات أميركية، فأي يد تنتصر في نهاية المطاف؟ اجابة تحملها الأيام القادمة ومصير مبادرة بري.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024