شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-09-10
 

الرفيق يوسف سلامة

في 27/11/2000 انتصر الداء العضال على الرفيق يوسف سلامة فانطفأ بعد صراع مرير واجهه ببطولة وعنفوان ، اشار إليه الامين شبلي بدر في مقالة له في الديار (25/11/1999) :

" قرأت مقالك في صحيفة يومية ، وعلمت ما كان بعضه خافياً عليّ في ما تعانيه ايها الصديق والرفيق الحبيب .

" لا انكر انني عشت للوهلة الاولى مشتت الحواس والادراك بعد قراءتي ما كتبت حول معاناتك مع المرض لسنين عديدة ، ولا انكر ايضاً انني ضعفت امام كلماتك المؤثرة فدمعت عيني ولم اكن اصدق انك صاحب تلك الكلمات ، لولا معرفتي بأسلوبك الكتابي المميز بصدقه وصراحته والتزامه وسخريته ، حتى من القدر الذي يحتم علينا اشياء لا حول لنا فيها ولا قوة .

" ايها الانسان المجبول بحنين الامة والوطن ،

ايها المشرق فكراً وادباً ونقداً واصلاحاً ،

هي كتاباتك تشهد ، ولا لأحد عليك منّة إلا ما غرفته من معين الزعيم وتراث الامة ، ومن الحياة حلوها ومرها ، ومعاصرتك للمرحلة الاولى من تاريخ الصراع النهضوي ، المضني والمؤلم في اكثر مراحله والمفرح حيناً آخر .

" ما اقل الفرح في حياتنا لولا فسحة الامل والتشبث بما تعلمناه بأن الحياة (حياة الامة ، حياة المجتمع) وقفات عز وعطاء .

ما عرفتك إلا رجلاً قوياً باسماً تهزأ بكل صعاب الدنيا ، في سبيل تحقيق ما آمنت به من مثل عليا وقيم تساوي وجود الانسان نفسه ."

*

نعاه حزبه بالبيان التالي :

" ينعي الحزب السوري الاجتماعي الى الامة ، الاديب الرفيق (الدكتور) يوسف سلامة ، الذي توفي في السويد عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً ، وللرفيق يوسف سلامة مجموعة من الكتب والمقالات ، منها " حدثني ي. س قال ... " و "شرفنا لنخطف انفاسك" ورواية " وداعاً رياح التفاؤل" ، وقد اصدر مؤخراً عن دار نلسن مجموعة الاعمال الكاملة .

انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي منتصف الاربعينات عندما كان طالباً في الجامعة الاميركية ، وكان في استقبال سعادة في مطار بئر حسن عام 1947 ، واعتقل بعد حادثة الجميزة الشهيرة لمدة اربعة اشهر ، ثم تابع دراسته في جامعة شيكاغو ، وجورج تاون ، حيث حاز على شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد . اسس وأدار مصرف أنترا في الولايات المتحدة الاميركية ، وقد استقر بين بيروت وأسوج ، حيث وافته المنية هناك في 25/11/2000 بعد صراع بطولي مع المرض . متزوج من السيدة " غولي " وله منها ابنتان ."

ورثاه الشاعر الامين غسان مطر وقد كان من اصدقائه المقرّبين بقصيدة حملت عنوان " مضى صاحبي " :

مضى صاحبي

كان طفلاً جميلاً

في يده المفرداتُ

فيقطفها زهرة زهرةً

ويُنسقُها لتصير ربيعاً

ويرمي بها

في حقول الكلامْ

مضى ضاحكاً ..

كلما اتعبته المسافةُ

غنَّى لها

واستعاد مواويلَه

وحكايا فتوحاته

والهدايا التي

كان يحظى بها كل عامْ

مضى هادئاً

فرّ من قبضة الجسد المرّ

وانساب بوحاً رقيقاً

واقفل شباكه مثل ساحرة

تتفيأ اسرارها تحت جنح

الظلامْ

لم يكن حوله غير غربته

عندما كبر الشوق

في روحه

سال حتى ارتوى

وأضاء الحنين

يديه فلفّهما تحت خديه

وانحدرت دمعةٌ

وتنادت رفوفُ الحمامْ

مضى صاحبي

وانا مثله أتحيّن

موتاً انيقاً

كأن أتسلَق قمة شوقي

ويشتعلَ العرشُ تحتي

ويشتعلَ الله فوقي

وتلسعني زهرة

في دمي .. فأنام ..



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع