شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-09-17 |
مؤتمر بوش للسلام |
دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش ، الدول العربية "المعتدلة" وإسرائيل إلى عقد مؤتمر للسلام في واشنطن في نوفمبر المقبل من أجل إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين . ولم يدعُ الرئيس الأمريكي سوريا ولبنان وهما المعنيتان أساساً بالسلام إلى هذا المؤتمر ، لأن سوريا ، وفق تصوره ، دولة متطرفة . أما لبنان ، فإنه لم يستقر بعد ومازال يتأجرح بين التطرّف والاعتدال . والدول العربية المدعوة جميعها دول حليفة للولايات المتحدة وبعضها يقيم علاقات مع إسرائيل . ولم يحدد الرئيس بوش لهذا المؤتمر جدول أعمال ، بل ترك الأمر مفتوحاً حتى تجتمع الوفود العربية والإسرائيلية وتتصافح وتتعارف ، ومن ثم يخرج المجتمعون ببيان ختامي يوضح ما توصلوا إليه في أحاديثهم الودية . وهذه الأحاديث لن تتطرق ، بشكل مؤكد ، إلى إيجاد حلّ نهائي للاحتلال الصهيوني للأرض العربية ، ولا إلى إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين في كل بقاع الدنيا ، بل إنها ستتركز على ما تراه الولايات المتحدة وإسرائيل أنه عدو مشترك لهما وللدول العربية المعتدلة . وهذا العدو يتمثل في قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة العربية والإسلامية ، والتي أصبحت تشكّل خطراً حقيقياً على المشروع الصهيوني الغادر ، وعلى المشروع الاستعماري الأمريكي . حيث إن هذين المشروعين يعيشان الآن أسوأ أوقاتهما بسبب فشل إسرائيل في عدوان تموز عام 2006 على لبنان ، وبسبب الفشل الأمريكي المستمر في العراق . وتدعي الولايات المتحدة وإسرائيل أن مصالحهما ومصالح ما يسمى دول الاعتدال العربية واحدة . ومن هنا ، فإنهما تريدان أن تأخذا هذه الدول إلى تبني مواقف وسياسات عدائية ضد المقاومات العربية والإسلامية ، بدعوى أن هذه المقاومات لا تستهدف أمريكا وإسرائيل فقط ، بل إنها تسعى أيضاً إلى تدمير هذه الدول وخاصة إذا فشل المشروع الأمريكي بالكامل في العراق واضطر الأمريكيون إلى سحب جنودهم المنتشرين هناك . وتستخدم الولايات المتحدة وإسرائيل ما يسمى العامل المذهبي لتوتير الأجواء لإعطاء كلاهما صفة المصداقية . ولاشك أن الركون للأكاذيب الأمريكية والإسرائيلية ، ولصوت الحقد الطائفي ، سيدفع بهذه الأمة إلى المزيد من التشرذم والتمزق ، لأن حرف الصراع من كونه صراعاً بين العرب والمسلمين المظلومين ، والمطالبين باسترجاع الحقوق في فلسطين ، وجعله صراعاً بين العرب والعرب من جهة ، والمسلمين والمسلمين من جهة أخرى ، يخدم أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة العربية . ومن أجل تفويت الفرصة على الأعداء المتربصين شراً بهذه الأمة ، ينبغي إصلاح البيت العربي ودفن نزعة الحقد الطائفي البغيضة ، كما ينبغي الاستمرار في تحديد أن إسرائيل هي العدو الأول والأخير لهذه الأمة . ويجب مخاطبة العالم بصوت رجل واحد وليس بأصوات كثيرة لا عدّ لها ولا حصر . لأن العالم ينظر إلينا كشعب واحد ، وإذا استطاع العرب الترفّع عن الصغائر ، وإذا استطاعوا تعميق الشعور بالرابط القوي الذي يجمع بينهم وهو الأصل المشترك والتاريخ المشتركة واللغة الواحدة المشتركة . فعند ذلك لن يستطيع عدوهم الصهيوني أن يغدر بهم ، أو يضحك عليهم ، وسوف يثبتون وجودهم كأمة تستحق الوجود في هذه الأرض . |
جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |