شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-09-24 |
الحديث عن النووي السوري |
بدأت الولايات المتحدة فجأة ومن دون مقدمات ، حملة إعلامية محمومة لتوجيه تهمة السعي لامتلاك أسلحة نووية إلى سوريا . وقد تولى القيام بهذه الحملة مجموعة من السياسيين الكبار في وزارتي الخارجية والدفاع ، حيث أعلن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون التسلح أندرو سيميل ، أن سوريا باتت مدرجة في قائمة أمريكية للدول المشتبه في أن لها أنشطة نووية سرية . أما وزير الدفاع روبرت غيتس فإنه لم يكتفِ باتهام سوريا ، بل أضاف إليها كوريا الشمالية ، إذ قال : إن التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية سيمثل مشكلة للولايات المتحدة . لكن لماذا هذا الاتهام الأمريكي المفاجئ لسوريا بالسعي لحيازة التقنية النووية ، ولماذا تم ربط كوريا الشمالية بهذا الموضوع ؟. الواقع هناك حالة عداء كبيرة بين سوريا والولايات المتحدة منذ أن غزت هذه الأخيرة العراق عام 2003 ، ذلك أن سوريا وقفت ضد هذا الغزو ورفضت أن تقدم المعونة والمساعدة للجيش الأمريكي . ولم تتأخر الإدارة الأمريكية في الردّ على هذا الموقف ، فجاء وزير الخارجية كولن باول آنذاك إلى سوريا محملاً بجملة مطالب يتعين على النظام فيها أن يلبيها . وتتمثّل هذه المطالب في حلّ حزب البعث الحاكم ونشر الديمقراطية ، ورفع اليد عن المقاومة في لبنان وفلسطين ، ومنع تدفّق المقاتلين إلى العراق والمساهمة في بناء دولة عراقية جديدة . لم تردّ سوريا على المطالب ، فاندفعت الولايات المتحدة إلى معاقبتها ، فقام الكونجرس بإصدار ما يسمى "قانون محاسبة سوريا" عام 2004 ، كما تم رفع الغطاء الأمريكي عن الوجود السوري في لبنان . فاضطرت سوريا إلى سحب جيشها من هناك بداية عام 2005 . كما عملت الولايات المتحدة عن طريق وكلائها المحليين ، على زعزعة استقرار سوريا والتعامل مع معارضيها . وقد ردَّت سوريا على هذا التضييق الأمريكي عليها ، بتوثيق علاقاتها مع روسيا والصين ، وقامت بعملية تحديث واسعة لجيشها ولأسلحتها الدفاعية والهجومية . وفي صيف عام 2006 ، دفعت الولايات المتحدة إسرائيل للقيام بهجوم على لبنان بهدف احتلاله ومن ثم محاصرة سوريا . ولكن هذا العدوان فشل بسبب صمود المقاومة في لبنان ، فأصبح الموقف السوري قوياً ، وأضحى الموقف الإسرائيلي والأمريكي الغربي ضعيفاً . ولأن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء فرصة لسوريا ولا لغيرها من الدول العربية في التفوّق على إسرائيل وتطويق مشروعها الصهيوني ، وإنهاء النفوذ الغربي المستمر في منطقتنا منذ انهيار الدول العثمانية عام 1918 ؛ كان لا بدّ من مواصلة الهجمة على سوريا بهدف حرفها عن مسارها أو تخريبها . ولذلك يتم اتهامها الآن بالسعي لامتلاك أسلحة نووية . والملفت أن الولايات المتحدة اتهمت كوريا الشمالية بمساعدة سوريا في هذا المجال ولم تتهم إيران القريبة . ولعلها فعلت ذلك لأن إيران لم يثبت حتى الآن أنها تحوز أسلحة نووية . أما كوريا الشمالية ، فهي دولة نووية ولها علاقات قوية مع سوريا منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق . ولا شك أن الاتهام الأمريكي لسوريا بالسعي لامتلاك التقنية النووية ، سوف يتصاعد في المستقبل أملاً من الولايات المتحدة في أن يقتنع مجلس الأمن الدولي فيعمل على إصدار قرار لإرسال لجان تفتيش على الأسلحة في سوريا . ومن ثم تتولى هي إدارة عمل هذه اللجان كما فعلت في العراق. ولكن هذه الرغبة الأمريكية بعيدة عن التحقق بسبب وجود روسيا والصين حليفتي سوريا في مجلس الأمن . |
جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |