إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشاعر الرفيق محي الدين الفيل

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-10-04

في الجزء الثاني من مذكراته يقول الامين عبدالله قبرصي ، وفي معرض الحديث عن الحلقات الاجتماعية التي كانت تنظمها منفذية السيدات في اواخر الاربعينات ويحضرها سعاده ، انه ، وفي احدى تلك الحلقات في منزل الرفيق وفيق عضاضة في الاشرفية ، ألقى الرفيق محي الدين الفيل قصيدة حماسية شعبية " فيها حرارة الايمان وصدقه وصوته العالي الا انها ليست في سكبها وبلاغتها من الشعر الذي يروق للشاعر الرفيق محمد يوسف حمود " الذي كان القى بدوره قصيدة في الحلقة الاجتماعية ، فانتقدها بشيء من القساوة .

يوضح الامين عبدالله ان سعاده ، بعد ان انصرف لارتباطه بموعد سابق ، ارسل له رسالة طالبا اليه ان يتلوها عنه . " اذكر من الرسالة ثناءه على الرفيق محي الدين الفيل معتبرا شعره صراعياً ثورياً يجب ان يشجع لا ان ينتقد . تلوتها وعقبت عليها مؤيداً لأني بالفعل كنت ولا أزال أؤمن بالشعر الذي يهز اعماق النفس ويحفزها للعطاء والفداء والنضال حتى التضحية العظمى .

لم ألحظ اي استياء من شاعرنا محمد يوسف حمود لان احكام سعاده حاسمة لكل جدل " .

وفي حديثه عن تلك الحفلات الاجتماعية " التي كانت تفتتح بالنشيد الرسمي وكان يسمح فيها التدخين ، وتناول الشاي مع قطعة حلوى " يقول الامين جبران جريج في الجزء الرابع من " مع انطون سعاده " انه في حفلة اجتماعية اقيمت في منزل الرفيق عبدالقادر فاخوري عند " الحرش" ألقى الرفيق محي الدين الفيل قصيدة جميلة اتبعها محمد يوسف حمود ( الشاعر ، الامين ، عميد الاذاعة ، عضو المجلس الاعلى ) بقصيدة اجمل صفق الحضور لهما كثيرا .

ومضت سنوات كان فيها الرفيق محي الدين الفيل ناشطاً في منفذية بيروت ، ومرة اخرى نقرأ له قصيدة نشرت في مجموعة شباط 1949 من النشرة الرسمية ، ضمن تغطيتها للاحتفال الذي أقامته منفذية بيروت في 31 تشرين اول 1948 عند ضريح الشهيد ابراهيم منتش في الغبيري ، منها الابيات التالية :

" لا تقل مات فما مات الشهيد

إنما الميت شعب كالعبيد

ساقه الجزار يبغي ذبحه

فحنى العنق وأعطاه الوريد

يا شهيداً لم يذق طعم الردى

قبل أن فتّح ابواب الخلود

كل جرح سائل منك فدى

موطن الأحرار سورية ، نشيد " .

لوحق الرفيق محي الدين الفيل اثر نشره قصيدة ثورية بعنوان " تيوسها " فاضطر الى مغادرة بيروت الى بلدة السلطان يعقوب حيث تولى فيها ادارة مدرسة البلدة .

عام 1955 اقترن من السيدة آمنة عبدوني ورزق منها اربعة اولاد . وافته المنية عام 1974 ، ووري الثرى في جبانة بلدة السلطان يعقوب . وكان الرفيق محي الدين ولد في المصيطبة عام 1916 .



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024