|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
المحامي الرفيق عادل عيتاني | |||
| |||
من العائلات البيروتية ، التي كان لها شأنها في تاريخ الحزب ، ومن أبنائها انتمى رفقاء عديدون ، هي عائلة العيتاني . أحد هؤلاء كان الرفيق المحامي عادل عيتاني . في سنوات العمل السري انتمى المحامي الناشئ عادل عيتاني قي رأس بيروت على يد زميله الرفيق ممدوح خضر ، الذي بدوره كان انتمى بواسطة الرفيق وفيق الحسامي . لم يطل الوقت "حتى أصبح مديراً في محلته" ، إلا أن الأمين جبران جريج الذي أورد ذلك لم يوضح اي مديرية تولى الرفيق عادل مسؤوليتها ، وإن كنا نرجح انه لا بد ان تكون في منطقة رأس بيروت . عرف الرفيق عادل الذي قضى باكراً بنوة قلبية وفي أوج شبابه ، نشاطاً حزبياً جيداً في أواسط الثلاثينات . الأمين عبدالله قبرصي يذكر الرفيق عادل عيتاني من بين الرفقاء الذين يشير إليهم بالقول : " لا يجوز ان نطوي المرحلة السرية من التأسيس دون ان نذكر بعض المناضلين الأحياء او الذين طواهم الموت الجسدي والذين سيظلون في مسيرة هذه النهضة ما دامت مسيرتها مستمرة وصاعدة . لنذكر من نتذكرهم على الأقل .. " كان يمكن ان يعتقل الرفيق عادل عند انكشاف امر الحزب لولا حكمته وتنبهه ، هذا ما يوضحه الأمين عبدالله قبرصي في كتابه " عبدالله قبرصي يتذكر " يقول : " باكراً ، يوم السبت 16 تشرين الثاني 1935 ، نزلت الى السوق التجاري لأكمل معدات العرس من ملبس ومشرب . وبدأت أبتاع من محلات كرم ، في شارع ويغان ، الكفوف البيضاء وربطة العنق والقميص المنشاة ومحرمة الجيب الحريرية ، وإذ برفيقنا الفقيد عيتاني يمر من هناك مهرولاً وإذ لمحني صاح بي : أين أنت ؟ الزعيم في السجن . " إذن الزعيم في السجن ، لسبب ما ، فلنسارع الى اول سيارة تاكسي ولنهبط على مركز الحزب ، في شارع فوش ، في المبنى الذي لا يزال قائماً حتى الآن (هل ما زال قائماً !) بمقابل بنك لبنان والمهجر ، حيث يقوم فندق امبريال ، في مقر الشركة – الستار : الشركة السورية التجارية . " نزلت من السيارة وأنا أفكر قلقاً بأمر العروس والعرس وباقة الزهر التي اشتريتها ، ووضعت فيها بطاقة باسم انطون سعاده ، انطلقت عدواً باتجاه مكتب الحزب متسلقاً درج السلالم أربعاً أربعاً وورائي الأستاذ عادل عيتاني ، أكثر تؤدة وانضباطاً . " أمام الباب يقف شرطي . شرطي ، لماذا ؟ ولكني لم آبه به . كنت أنتقي حقيبة المحاماة ، وكأنني فارس الفوارس ، يهابني الكبير والصغير ، فحقيبة المحامي مرعبة لكل ذي بصيرة ولو كان شرطياً ، ودخلت بلا تردد . أما عادل ، فاستمر ، بهدوء وحكمة ، يتسلق الدرج الى ان وصل الى الطابق العلوي حيث فندق امبريال ، ونـزل في الفندق فيما نزلت انا في مهب الريح ! " لاحقاً عندما أفرج عن الامين عبدالله قبرصي – الذي كان يتولى مسؤولية عميد الدعاية والنشر – كان يحمل مرسوماً من سعاده بتعيينه نائباً للزعيم ، وبناء على ذلك عين بتاريخ 26/11/1935 لجنة تنفيذية برئاسة صلاح لبكي وعضوية كل من الرفقاء زكريا لبابيدي ، رفعت زنتوت وعادل عيتاني . لذا كان الرفيق عادل عيتاني من بين الرفقاء الذين نشطوا واستجوبتهم المحكمة المختلطة . عن ذلك نشرت جريدة النهار في عددها بتاريخ 24 كانون الثاني 1936 عن استجواب عدد من الرفقاء ، بينهم عادل عيتاني . يورد الامين جبران جريج في الجزء الثاني " من الجعبة " ما يلي : " ... ومن نشاطات المدير المحامي عادل عيتاني ادخال صديقه منير الحسيني الذي يقول : " كنت وعادل عيتاني من المدمنين على زيارة الفنان مصطفى فروخ في محترفه القريب من مسكننا في رأس بيروت ، وكنا نتبادل الأحاديث والأبحاث والمناقشات عن الاوضاع التي تجتازها بلادنا فكانت النتيجة أنه وجدني قابلاً للانضمام الى صفوف النهضة السورية القومية الاجتماعية فكان ان انتميت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي على يده وكان شاهد القسم طالب الطب الرفيق جورج صليبي " . كان يمكن للرفيق المحامي عادل عيتاني ان يرتفع في المسؤوليات الحزبية وأن يكون له حضوره الحزبي نظراً لما كان يتمتع به من مزايا تؤهله لذلك . انما كان القدر اسرع فخطفه باكراً ، لتخسره عائلته وحزبه وأمته ، انما ليستمر في ضمير حزبه وذاكرته الى جانب المناضلين الأوفياء ، والشهداء الابرار الذين سطروا لحزبهم تاريخهم النضالي العظيم ".
|
|||
جميع الحقوق محفوظة © 2024 |