شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-10-18
 

الرفيق طارق غالب ابو النصر اليافي

قليلون جدا هم الرفقاء الذين سمعوا بالرفيق طارق اليافي ، ذلك انه قلما امضى سنوات حياته ، والتزامه الحزبي على ارض الوطن ، ثم كانت وفاته الباكرة ، وهو في مقتبل العمر وفي عز عطائه .

ماذا عنه ؟

ولد الرفيق طارق ابو النصر اليافي في مصر ، انما تسجل في سجل نفوس مدينته طربلس .

والده غالب ، كان من كبار تجار خيطان الغزل ، وأسس معامل للاقمشة في مدينة بومباي ، الهند .

درس الرفيق طارق في مدرسة الفرير في دمشق التي كان فيها يقطن خاله ابو الهدى اليافي .

بعد ان درس في دمشق ، تابع دروسه في الجامعة الوطنية في عاليه ، ثم في الجامعة الاميركية في بيروت .

عام 1941 بعد ان تخرج من الجامعة ، غادر الى الهند لمعاونة والده في اعماله .

قبل مغادرته ، عقد الرفيق طارق قرانه على ابنة عمه السيدة سعاد محمد اليافي .

ومن الهند تابع دراسة العلوم الاقتصادية والمصرفية بالمراسلة مع لندن .

فيما غادر والده الهند عائدا الى لبنان ، عام 1943 ، تابع الرفيق طارق اعمال والده مستمرا بذلك حتى العام 1951 .

في العام المذكور عاد الرفيق طارق الى لبنان ، بدعوة من الحزب ليخوض الانتخابات النيابية منفردا عن الحزب في مدينة طرابلس مستندا بذلك الى قوة الحزب ، والى مكانة عائلته وانتشارها .

مرة ثانية خاض الرفيق طارق الانتخابات النيابية ، مما جعله ينفق الكثير من امواله ، فانعكس ذلك سلبا على اعماله التجارية في الهند .

هذا ما اضطره الى توقيف اعماله في الهند ، وتأسيس مشروع زراعي في منطقة حماه بالاشتراك مع السيد خالد العظم الذي تـولى لاحـقا رئاسة الوزراء في الكيان الشامي .

بعد ذلك اسس مكتبا للاستيراد والتصدير في بيروت ، قبل ان يغادر الوطن مرة جديدة ، انما هذه المرة الى كراتشي ( الباكستان ) حيث اسس فيها مشروعا تجاريا .

يبدو ان المشاريع العديدة التي اسسها الرفيق طارق في لبنان ، الهند ، حماه وكراتشي ، امنت له الكثير من العلاقات الناجحة ، بفضل ما تميز به من دماثة اخلاق وحسن تصرف ، ومن رقي في التعاطي مع اصدقائه ومعارفه ، كما الذين تعاطى معهم تجارياً ومالياً .

عام 1955 انتقل الرفيق طارق الى بغداد ليتولى ادارة مكتب شركة طيران لبنان Air Liban .

بعدة قيام الثورة التي قادها عبد الكريم قاسم في العراق عام 1958 ، انتقلت عقيلته مع اولادها الى لبنان .

عام 1959 قدم الرفيق طارق الى لبنان لزيارة عائلته ، الا ان القدر كان في المرصاد ، فسقط بسكتة قلبية حادة اودت بحياته ، ولم يكن قد تجاوز ال 38 من عمره ، لتشهد طرابلس احد اكبر مآتم التشييع ، حيث سارت وراء نعش الرفيق الشاب طارق اليافي جموع كبيرة من المواطنين والرفقاء تطري على مزاياه وعلى ما تعرفه فيه من حضور لافت ، حزبيا اقتصاديا او اجتماعيا .

قبل ذلك كان الرفيق طارق تقدم باستقالته من شركة Air Liban بعد ان كان وقع عقدا للعمل مع فرع بنك انترا في سويسرا .

في فترة اقامته في مدينة بومباي ( الهند) تولى الرفيق طارق اليافي القنصلية الفخرية للبنان فيها .

رزق الرفيق طارق والفاضلة عقيلته خمسة اولاد : سامي ، وهو حـاليا مدير لاحد المصارف في لندن . عمر ، رجل اعمال في السعودية ، وثلاث بنات .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع