شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-11-09
 

الرفيقة نايفة نجار حمادة و الرفيق عدنان حمادة

عرفتها في اوائل السبعينات من القرن الماضي عندما رافقت جثمان زوجها الرفيق عدنان حمادة الذي قضى غرقا بعد ان انقلب المركب الذي كان يقلّه وآخرون في الخليج العربي .

ثم كنت التقيتها كلما زارت مركز الحزب، واسأل عنها لاطمئن خاصة بعد تعرض وحيدها علي للخطف وهو في الرابعة عشرة من عمره وكثيرا ما كانت الرفيقة زهرة حمود تخبرني عنها، عملا في جريدة " السفير " ونفسية، وهي تعاني اللوعة، والحزن يقتات من عافيتها واحلامها وفرحها ، وكل ثانية من نهارها وليلها.

الكلمة عنها التي كنت نشرتها في العدد السابع من " صوت النهضة " في 1/2/2002 تحكي عن الرفيقة نايفة نجار حمادة، رفيقة، ارملة، واما عاشت اللوعة ثانية ثانية الى ان انهت عذابها في اول العام 1998 .

* ترى في علي، طفلها، صورة حبيبها الذي اكله سمك القرش في بحر ابو ظبي. تربيه ثانية ثانية . تتذكر زوجها الرفيق، الشاب، الدافق ايمانا ومحبة، الذي كان يحترمها كثيرا، يحبها كثيرا، ويعمل ليبني معها عائلتهما القومية الاجتماعية .

ويشب علي، وهي ترعاه بالعين والنظرة والقلب ودفق الحب الكبير .

يشب ذكاءً ونباهة واخلاقاً، مثلها يشرب العقيدة جرعة جرعة. مثل ابيه يحترمها كثيرا، يحبها كثيرا، ويحاول ان ينسيها روح زوجها، التي بقيت تحوم حولها وتحيطها بذكراه .

ويكبر علي، فتعطيه كل حياتها، كل اعماقها، كل حاضرها، كل مستقبلها، كل دفقة من وجودها .

يأتي يوم يخطف فيه علي، والحرب مجنونة. تتصل، تدور، ترفع شكاويها، ترجو، تبكي. لعل. لعل. وتنتظر.

دماؤها دموع. تنتظر. تتصل. تدور. ترجو. لعل. عسى. تنتظر.

ترى هل كان يسمع علي في أي مكان هو، بكاء أمه. صلواتها. رجاءها يعلو ويرتفع، ويقطع الحواجز والمسافات لعله يصل الى أي وجدان؟

انتظرت نايفة طويلاً. ذكرى ولادة علي تقترب. انتظرت. حلفت ذات يوم: لن أبقى يا علي وأنت في أي مكان آخر.

رغم ألمها الهائل بقيت نايفة رفيقة تحيا إيمانها في الأعماق. في محيطها، كما في جريدة "السفير" حيث عملت، أو في بلدة زوجها، القماطية، تؤدي المهمات الصعبة في الحرب الصعبة.

وبقيت تنتظر. لعل ابن الرابعة عشرة يعود الى أمه. لعله يعود ليضيء العتمة في قلبها ويشعل البسمة.

أصدقاؤها حاولوا. رفقاؤها حاولوا. كل من عرف وتعرّف الى لوعتها حاول وحاول.

كانت تنظر إليهم، تبتسم، تصمت، تبتسم، تحصي الثواني ومع كل صباح تنتظر صباحاً أزهر منذ اربعة عشر عاماً وليدها البكر، فتقف عند صورته فوق الطاولة: سنلتقي يا علي، وتهبط مع الدموع دموع.

وفي ذكراه رحلت.

تلك هي الرفيقة نايفة النجار حمادة. ابنة شمسطار وزوجة الرفيق عدنان حمادة.

الى الذين عرفوها وتعرّفوا عبر لوعتها، كم كانت جراحها كبيرة، وكم تعذبت، نسوق هذه الكلمة وفاء لها، لعلّها تعرف اننا ما زلنا نذكرها وفي قلوبنا، مثلها، لوعة.

الرفيق عدنان حمادة

في عددها، رقم 37 تاريخ السبت 2/10/1971 نشرت "البناء" تحت رسم للرفيق عدنان حمادة الخبر المفجع التالي:

"غيّب الموت وجهاً مناضلاً هو الرفيق عدنان علي حماده الذي قضى في أبو ظبي إثر حادث تعرض له أثناء قيامه بعمله، وسينقل جثمان الفقيد الى مسقط رأسه القماطية حيث يوارى الثرى في مدافن العائلة.

والبناء التي آلمها المصاب تتقدم من والدي الرفيق الفقيد ومن السيدة عقيلته وأشقائه وعموم آله بأحر التعازي والبقاء للأمة"

وفي العدد 40 تاريخ 23/10/1971 نشرت "البناء" وصفاً للاحتفال التأبيني الذي أقيم للرفيق الفقيد في بلدته "القماطية"، قالت فيه:

"أقيم في النادي الحسيني في القماطية –قضاء عالية- بعد ظهر السابع عشر من تشرين أول حفل تأبيني شعبي مهيب في ذكرى الرفيق الفقيد عدنان علي حمادة الذي توفي في أبو ظبي وهو في ريعان الشباب.

وبعد تلاوة المقريء الشيخ جعفر الخليل لاي الذكر الحكيم توالى على المنبر سماحة الشيخ خليل صادق الذي تحدث عن معنى الجهاد والموت مستلهماً سيرة الإمام علي، فالرفيق إنعام رعد الذي ألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي فالأستاذ عبد الرحيم الزين أحد أصدقاء الفقيد، وكانت كلمة الختام كلمة آل الفقيد التي ألقاها الحاج عارف حمادة.

وقد عدد الخطباء سجايا الرفيق الراحل وتحدثوا عن معنى الموت ومعنى الحياة لاسيما بالنسبة للشباب المؤمن الملتزم" .





 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع