إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الوجه الوضاح للشيوعي العراقي

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2007-11-11

إقرأ ايضاً


كثيرة هي الظواهر المادية والفكرية,التي لها جانبان متناقضان والتي يعتمد التقاربَ أوالتباعِدَ بينهما على نسبة الفوارق,التي قد تجعل من أحدهما النقيض الأبدي للطرف للآخر كالخير والشر, الوطنية والخيانة, الرأسمالية والاشتراكية إلخ.. ولا تقتصر هذه الاختلافات على الجوانب الخارجية للنقيض بل وتشمل تركيبته الداخلية أيضا. ويعكس واقع الحزب الشيوعي العراقي أحد هذه الظواهر,التي تبين جانبين مختلفين في المواقف والتفكير, بين من حافظ على المبادئ والقيم الشيوعية وظل ثابتا, وبين من ارتد وانحرف .

يوم واحد,هوالفارق الزمني بين استماعي لأحد أعضاء اللجنة المركزية لتنظيم حميد مجيد في ندوة نضمت له, وقرائتي لمقال المناضل والشيوعي الفذ باقر ابراهيم ( اليسارعند احتلال الوطن.. يساوم أم يقاوم ؟) . في الندوة, أسهب المتحدث في الدفاع عن "العملية السياسية" كحل أمثل, إن لم يكن الوحيد للخروج من الازمة و"التخلص سلميا" من الاحتلال . كما تحدث مبررا أسباب التحالف مع قائمة نيرون النجف الأشرف والفلوجة البطلة, وأحد قادة منظمة حنين, وصاحب الرقم القياسي في العلاقات المشبوهه مع وكالات المخابرات الأجنبية المعادية- د.أيادعلاوي .

وفي المقال المذكور,أسهب المناضل باقر ابراهيم أيضا في تناول النضال البطولي ,الذي خاضته الاحزاب الشيوعية ضد الغزاة والفاشيين والنازيين في العديد من دول العالم ولكن, بحرقة ولوعة الشيوعي الغيورعلى وطنه وشعبه, وبأسى من خبر ساحات النضال وشوارعها وأزقتها, التي تذكره بدماء الشهداء والتعذيب والتنكيل بالشيوعيين ألذين أبوا أن يظل العفن على تراب الوطن, فقاوموا وقاتلو وصمدوا, وعزعليه بعد هذا أن تفوح رائحة الغدروالخيانة, فكتب عن الوفاء والأمانة .

لقد سجل التاريخ أروع صفحات النضال البطولي للشيوعيون في الدفاع عن الوطن ضد الغزاة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية, ولكنه لم يسجل الا موقفا مخزيا واحدا لحميد مجيد وزمرته في التحالف والتعاون مع أقذر قوة إمبريالية,عدوانية وغازية .

إن المواقع الوطنية وما تنشره من نتاجات فكرية رائعة لليسار العراقي الرافض للأحتلال ولكل أشكال التعاون معه فيه ما يكفي لتوصيل هذا الرفض الوطني الى شعبنا العراقي المجيد, كما أنه يمد جسور الثقة لباقي القوى الوطنية لتوحيد الجهود من أجل التحرر والتخلص من الغزاة النازيين وكل أنذال الخيانة والردة .

لا عليك, وقرعينا يا أبا خولة الحبيب, فما كان سيف الغدر بالشيئ العجيب, ولا كان الصمود يوما بالأمرالمعيب, وحسبي أن يوم الندم والحساب قريب, وعهدي بك في المُلمات نعم الطبيب, اذا عز وقل الرفاق في اليوم العصيب, فأنت فينا خيرمرشد ونعم اللبيب .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024