شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-11-20
 

خاتمة الليل

نعيم تلحوق

لن أصدق أن الليل هزمني بصدفته,

وأنا بلا صدفة أعيشُ ولا رجاء,

يتخيَّرُني إلهي ليسعى بي نحو الكائنات,

وهنَّ أباليس حُورٍ للفناء..

 (...)

جسدي خائفٌ منكِ,

خوفه يقيم الضجيج بين الصراخ,

هو لم يعتد الكبوَ بين المسافات,

وقد تلبّسه عارُ أن يبقى مكفوناً

بلا نشيجٍ أو هواء..

أنفاسكِ على باب الصلاة,

تدرك أن يدين تحملان حِقين من تراب,

لن تنجو من فضيحة أو عقاب..

...  هو مثلكِ لا ينام,

ينتظر لعابَ رحيقكِ كي يستريح,

لكنك لن تستريحي,

فخطوتكِ بدأت من الوراء,

ولن يبقى أمامٌ ينتظركِ:

فهو محظورٌ عليكِ,

لذا,

تمتعي بي ما أردتِ,

فسحابتي فضاء,

وخيولي سماء,

تكسر مجرات اللوعة

حين يحلو الغناء..

لا تتردّدي في نبشِ عظامي,

فأنا منذورٌ قبل الله للهواء,

لكنك تشرقين بريقكِ حين تتعبين,

و لن تجدي من يدفن موتكِ

إلا الرياء..

(...)

خذي ما استطعتِ,

فدمي يخاطر بي

لأحظى بسمعةٍ أقل,

فتغلبه شهوتي,

في الركض نحوكِ

كي يهان,

و أنتِ تستلذين بغفوتي,

شهرةٌ بلا إعلان..

(...)

لا رغيف ليديّ,

أسند تعبي عليه.

فاستريحي,

الوقت بدَّد الأوهام,

وهزمني بصدفته..

بعدما سرق الليلُ الهالَ من قهوتي,

وتركني شريدَ صباحٍ باهت,

أتقبّلُ عزاء الشعر والأحلام

التي أبحرت دوننا..

(...)

يا غفلتي الما استراحت,

كيف اُبقيها شاردة,

كقطيع أنثى يلهج القطاف,

وأنتِ تبحثين في جبّتكِ عني,

وتناورين النساء,

كي يبحثن قرب الحاويات..

(...)

يا الله .. يا الشعر-الموت,

إجعلني سلامك..


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه