إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيوت مغلقة ومقابر مفتوحة

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2008-04-17

إقرأ ايضاً


تجمعات شبابية ، تحركات وجمعيات ضد الطائفية، شعارات مختلفة بمضمون واحد ، نحو العلمنة، المجتمع المدني، الحرية، السيادة، الاستقلال . في المقابل، تكتلات طائفية ومذهبية تصرخ وتنتحب، مشاهد مختلفة لمشاريع كبيرة ، صراع ومواجهة، و يبقى الوطن وجهة نظر .

أحزاب عاجزة ، عقلية جامدة، قيادات مستأئرة منذ اكثر من 20 سنة، لا تريد ان تستقيل، لا تريد ان تعترف بتجربتها الفاشلة، والنتائج واضحة: افراغ الاحزاب من العنصر الشبابي ، ومن الفكر والمضمون .

وما تبقى على الساحة، تجمعات شبابية تحاول ان تخترق المألوف والعقلية الجامدة بسبب غياب من يعبر عنها ، أجيال رافضة للواقع مؤمنة بدورها التغييري، تعمل من اجل ايجاد مكان لها لتنطلق من أرضية ثابتة وواضحة .

ولكن المشهد يتكرر من جديد امام دكاكين مغلقة، ترفع شعارات جذابة للاستهلاك الضيق فقط، وبيوت لا تفتح نوافذها الا للأنانيات الفردية والمصالح الذاتية والانية، فالمشروع مرتبط بالشخص او بالاحرى بالشخصية الجذابة التي تحسن فن الخطابة وتتقن التنظير وتبتكر اشكالا للمشاريع الرنانة. والنتيجة صدمات متتالية، والتغير حالة استعراضية كمشهد في مسرحية . أما "حجة الغياب" والتبرير فموجود، نلعن الطوائف والمذاهب والنظام والسياسيين ، نلعن كل شيء الا انفسنا، الا عجزنا وفشلنا .

فكرة العمل الجماعي غير موجودة، ال"نحن اختراع لم يصل الينا بعد، طريقة العمل وآليته ما زالت تحت رحمة المفهوم النظري ولم تأخذ طريقها للتطبيق .

أمام هذا العجز الذي يعترينا ، والاحباطات التي تنهك قوانا والانانيات والمصالح التي تقيد حركتنا، علينا ان نعيد النظر وان نقدم نقدا ورؤية لخوض الصراع بروحية ومفهوم العمل الجماعي، كي لا تستغل هذه الجهود الشبابية ونبقى في وسط المجهول .

علينا نحن الشباب ان نفعل هذه الحركات وان نعمل على توحيدها كي تصبح قيمة فعلية تشكل حلقة ضغط على منطق التكتلات المنغلقة التي اغرقتنا وتغرقنا وستغرقنا اكثر في مستنقع الحروب العبثية .

المثل اليوم أمامنا، مقابر جماعية يعاد حفرها، واتهامات توجه للفاعلين، أو لمن يظن انهم فعلوا. هكذا نحن، هكذا سنبقى ان لم نقسم امام انفسنا والوطن، ان لا مجازر جديدة ولا مقابر تفتح من جديد.


zaheraridi@gmail.com


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024