شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2008-08-16
 

عاطفة الوخزة البطيئة

لينا أسعد السحمراني

جف عرق يديك الدامي

         وتبخر الماء من جسدك الحامي

         أنت طليقاً . . . .

         واختفت تلك الأيام من الذاكرة

سمير ،. .

تفحص السماء . .

ما زالت الشمس تشرق كل يوم . . !

وما زال القمر آذان ابتداء الصوم . . !

وما زلت أنا تلك الطفلة البلهاء . .

تبحث عن ريشة وطنية ترسم بها لوحة الانتماء ؛ ..

" ما تركت فلسطين . . إلا كي أعود إليها " ؟!

وكبرت بها ..

كبرت بحروف جسدها صوتك الشهيد كأجمل مسرحية

أعطتني كلماتك وعياً ثقافياً

وأماناً وطنياً ..

 

فشكراً لكَ ..

وشكراً لأوراق وأزهارٍ بنفسجية

يبست على شرفة منزلٍ ..

تنتظر ريح العيد لتمسح عنها غباراً يشوّه بقدميه ..

بقايا وجودك

منعته ، قاومته ..

وعدتَ أنتَ ..

ومعك سناء ،

ابنة السبعة عشر ربيعاً

التي تتطاير أشلاؤها وتدثّر جلودنا ..

وتغمرنا بعاطفة الوخزة البطيئة

التي تسكن فينا لأبدٍ يقترب من أرضنا ..

أمامك يا سناء ..

أتحول إلى حبة سكر منثورةٍ على غطاء طاولة ممزّق

يلتقطني أحدهم بإصبعه

يلعب بي

يحركني شمالاً ويميناً ..

ثم وبتصرف لا شعوري

يلعقني ..

فأذوب وأتلاشى ،..

وها أنا دون قيمة تذكر ..

سوى مذاقٍ حلو في شفة أحدهم ؟!..

 

إلهي . .

انتشلني من على ذلك الغطاء

واجعلني مذاقاً مراً في شفة الأعداء ..


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه