شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1938-12-28
 

نداء الزعيم إلى السوريين عبر الحدود جزء 2

أنطون سعادة

أيها السوريون عبر الحدود!

إن الحزب السوري القومي الاجتماعي قد جاء إلى الأمة بالمبادئ المعبرة عن شخصيتها ومزاياها والقواعد الموحدة مصالحها الداخلية الاجتماعية والاقتصادية ووضع لها أساس السياسة القومية الذي يجب أن يحل محل أساس السياسة الشخصية القائمة عليه الأشكال السياسية الحاضرة المتصدعة. وجاءها أيضاً بالمؤسسات القومية العديدة لتحل محل المؤسسات التقليدية العتيقة التي هي المؤسسات الدينية والاقطاعية والعشائرية أو العائلية وهي مؤسسات لا تصلح لمطالب الحياة القومية. فالحرب بينه وبين خصومه هي حرب بين عصر النور وعصر الظلمة، بين الحياة والتقاليد، بين المصلحة القومية والمصالح الشخصية، بين النهضة والخمول، بين الاجتماع القومي والاجتماع الديني أو العشائري، بين النظام والفوضى، بين مؤسسات الحياة القومية من اجتماعية اقتصادية وسياسية ومؤسسات التقليد القديمة من دينية وعشائرية واقطاعية، بين الحياة والموت. ومصير الأمة والوطن معلق على نتيجة هذه الحرب الداخلية العنيفة. فإذا جاءت تشنجات العراك السياسي الاقتصادي الانترنسيوني والأمة لا تزال تحت سيطرة المؤسسات العتيقة والعوامل الشخصية والاجتماعية المتضاربة فمصيرها إلى استعمار وذل لم تر لها مثيلاً. أما إذا جاءت هذه التشنجات الكبيرة وقد انتصرت نهضة الحزب السوري القومي وحلت مؤسساتها القومية محل المؤسسات الرجعية فإن توحيد قوات الأمة وقواها يسمح لها بانتهاز الفرص وتثبيت سيادتها وحقوقها.

أيها المهاجرون

لا تقولوا مالنا ولما يحدث في الوطن الذي هجرناه فأنتم سوريون وشرفكم مقيد بشرف سورية.

لا تقولوا قد أصبحنا بين أمم حرة فلننس عبودية الأمة التي خرجنا منها فأنتم بين الأمم الحرة كالحلميات تمتص من حيويات غيرها، فإذا لم تكونوا أنتم أحرار من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم.

تذكروا أيها السوريون عبر الحدود، إن حرية الأمم التي تقيمون بينها لم تأت عفواً بل كانت نتيجة حروب سفكت فيها دماء كثيرة. فهي حرية قد قدستها التضحيات العظيمة التي تضع عليكم واجبات أعظم.

إن الواجب يدعوكم إلى الاشتراك في هذا الصراع العنيف بين النهضة القومية الاجتماعية وعوامل الرجعة. إن سورية تدعوكم لتبرهنوا عن معدنكم، ففي أي الصفوف ستقفون؟

لا تقولوا: وماذا نستطيع أن نفعل من هذا البعد الشاسع عن مركز الحركة؟

لا تكونوا قليلي الثقة بأنفسكم.

إنكم أنتم الذين بعدتم قد اكتسبتم من بعدكم التحرر من سيطرة المؤسسات والعوامل الرجعية وأصبحتم اقدر على فهم حركة الحزب السوري القومي الاجتماعي من الذين لا يزالون تحت رحمة هذه المؤسسات والعوامل في الوطن وتحت رحمة الظروف السياسية والاقتصادية الملحة. إن صلاتكم بالأمة لا تزال وثيقة.

لقد توجهت الأمة إليكم مراراً في محنها ونكباتها وكنتم في ظروف كثيرة عوناً كبيراً لها.

أما نحن فنتوجه إليكم في ظروف العمل الإنشائي، لا لتخفيف محنة أو نكبة، بل للاشتراك في العمل القومي العظيم من أجل حياة الأمة السورية وشرف السوريين.

فكروا جيداً واختاروا لأنفسكم مصير أمتكم ومصيركم.

ولا أخالكم إلا خارجين من تفكيركم بعزيمة معقودة على اختيار الحياة القومية ونبذ الموت القومي مصيراً.

إن بعضكم قد فكر وعقد العزيمة على السير مع حملة النهضة القومية الاجتماعية فأهنئهم من صميم قلبي وأرحب بهم باسم الحياة القومية، وأرجو أن تكونوا جميعكم في صفوف هذه الحملة المعبرة عن إرادة أمة لا ترد.


تمت



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه