إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رفقا بالعراقِ وشعبه أيها المُنظرون..

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2008-10-30

إقرأ ايضاً


"الشعب لا يحتاج الى وصايتكم لانه ليس قاصر.."

بهذه الكلمات المُعبرة أنهى السيد عبد الرحمن حمدي مقاله ( لا يا شيخ المقاومين ورفاقه..) ردا على مقال مشترك, نشر قبل أيام للأستاذ عوني القلمجي و د.سعد داود قرياقوس"هل ستسدد المقاومة الوطنية العراقية كلفة إتفاق- واشنطن  طالبان المحتمل ؟."  ومن بين ما ورد في الرد :

" إننا لا نثق بكم ولا نريدكم بعد أن مَلّ العراقيون التمزيق والتشظية والتقطيع . لما ايقنتم ان لا وجود للامال الشخصية وركوب أي تيار او موجه لعلها تصل بكم الى مبتغاكم قررتم التوحد بعد ست عجاف... ومع من سوف تتوحدون؟. فابشركم في الداخل لا أحد يقرأ لكم .. أي استراحوا منكم ولكني اردتكم ان ترتاحوا أنتم من عناء الكتابة والمشاركة . واتركوا الشعب العراقي هو سوف يتدبر امره هو من يفرز قيادته وهو من يستطيع ان يقيلها."

وعلق د. أحمد الأسدي في مقاله " إلى السيد عوني القلمجي و د.سعد داود قرياقوس هوامش عابرة على مقالتكم ألمشتركه" على النحو التالي :  

"هل هذا يعني تخليكم عن إشكالية أن المقاومة المسلحة هي الممثلالشرعي والوحيد للشعب العراقي والذي كان محل اختلاف مع الكثير من التيارات الوطنيةالرافضة للاحتلال والدعوة إلى التوحد تحت مشروع وطني مقاوم متفق عليه من الجميعبعيدا عن منطق القيادة السلطوية التي لازالت تعشش في عقلية البعض والذين يتصرفونوكأنهم لازالوا في أروقة القصر الجمهوري."

أما د. نوري المرادي فلم ير في المقال تعبيرا عن وجهة نظر حزب البعث ولا عن رأي التحالف:

"والظاهر أن التيارالمرتد،لازال يفترض بفذلكاته الإعلامية منقذا للأمريكان،أو مشوها للمقاومة.فهو وحينما أفلس وشعر أن العالم تلمس إفلاسه،صار يدس ويعلن أن كل نصرعلى أمريكا هو مؤامرة لصالح أمريكا.وهو الآن يرى بنصر طالبان التي مع فتيان شنعار هزمت أمريكا وأسقطتها إلى الحضيض وكلفتها 15 ترليون دولار عدى خسائر الأرواح وانتكاس الصناعة العسكرية، بل وأخرجتها من مصاف الدول الكبرى، يرى بهذا النصر، دسيسة من أمريكا ذاتها،، ولهذا تحاول أمريكا الآن تجميل صورة طالبان"

ويا للعبقرية..!

ولم يخلو مقال د.صلاح المختار في هذا السياق "المقاومة العراقية تتقدم وتنتصر" من التصورات والتشخيصات الخاطئة,المبنية على نتائج تحاليل مختبراته السياسية .

" لِمَ تعترف أمريكا بتصاعد المقاومة في افغانستان وتهمل التصاعد في العراق؟ بتعبيرآخر: لم تعظّم أمريكا العمليات في افغانستان، وهي عظيمة دون ادنى شك، وتقزمها في العراق مع انها أعظم من افغانستان" ؟

تعتمد سمعة المقاومة الوطنية وشعبيتها على الواقع الميداني,المُبين للنتائج المحسوسة في زيادة خسائر قوات الأحتلال لا على تعظيم أو تقزيم أمريكا لها. وإذا إعترفت الولايات المتحدة, وشهد العالم على تصاعد المقاومة في أفغانستان وعلى الزيادة الكبيرة في الخسائر,التي تتكبدها أمريكا والقوات المتحالفة معها, فذلك لا يعني "تعظيما" للمقاومة الأفغانية, ولا "تقزيما" للمقاومة العراقية,التي تعرضت لمختلف أصناف الضغوط والتآمر من الداخل والخارج, فثقل حملها وتعقد سيرها .

"سنتناول مثالين مهمين وهما مثال ايران ومثال حزب الله لانهما مناسبان جدا لتوضيح كيفية تحويل ساحة صراع من ساحة رئيسية ( العراق) الى ساحة ثانوية، في الاعلام والسياسة طبعا، والعكس صحيح، وهو تحويل ساحة صراعات ثانوية كايران ولبنان الى ساحتي صراع رئيسي ، طبعا في الاعلام ايضا ، واقناع زمر من الساسة والمثقفين بذلك لاجل الاستماتة في الدفاع عن ايران وحزب الله ، من منطلق معاد للامبريالية الصهيونية مع انهما ( اي ايران وحزب الله ) من اشد اعداء حركة التحرر الوطني العربية خطورة ، والطرفين الاكثر خدمة وتنفيذا لمخطط شرذمة الاقطار العربية على اسس طائفية عرقية وهو مخطط امريكي – صهيوني معروف."

لا يُفسر هذه الإساءة لإحدى أشجع وأروع حركات التحرر الوطنية في تاريخ العالم العربي , وتقسيم الصراع مع الامبريالية الأمريكية الى رئيسي وثانوي, وإعتبار ما تتلقاه الصهيونية والأمبريالية من ضربات في فلسطين ولبنان وأفغانستان "ثانويا" وتحويلا  للصراع من الساحة الرئيسية (العراق) إلا التفكير السياسي القاصر ..!

إن تعدد الجبهات النضالية يُربك ويُشتت قوى العدوان على العراق ويحد من قدرة الإمبريالية ألأمريكية وحلفائهاعلى التركيز والإستفراد بالمقاومة الوطنية العراقية. أما إعتبار حزب الله من أشد أعداء حركة التحرر العربية فيشير إلى إستفحالأورام الطائفية السرطانية وبلوغها حالة الـ metastasisفي العقل السياسي ..!

"احسبو وادرسو عدد التهديدات والتأزمات والازمات الكبيرة التي وقعت بين امريكا وايران منذ اسقاط الشاه ، بمساعدة مباشرة من المخابرات الامريكية والبريطانية ، وقارنوها بالتوترات بين العراق وامريكا بين عامي 1973 و1990 وهي محدودة وغير ساخنة غالبا ، ستكتشفون ان العداء لايران ظاهريا والتهديدات الموجهة لها كانت  تهديدات ومناورات وازمات مفتعلة لا نظير لها في منطقتنا كلها ، بل ربما في العالم كله .."

كان على الكاتب أن يحسب ويدرس ما حصل في 1973- 1990 قبل أن يطلب من الآخرين الحساب والدراسة :

-         الفترة بين 1973- 1979 خضعت لشرطي وعميل أمريكا في إيران (الشاهنشاه),فكيف يمكن للتهديدات والأزمات أن تحدث بين تابع ومتبوع .؟ أما في الفترة 1980-1988 فقد مر العراق وإيران, بحرب مدمرة, أرادت بها الولايات المتحدة والصهيونية إضعاف وتدمير البلدين. وتلا ذلك, فترة هدوء نسبي (1988-1990) بدأ بعدها العدوان الأمريكي على العراق والحصار الغاشم على شعبنا,والتخطيط لقلب النظام,الذي نفذ في نيسان 2003 بمساعدة الخونة, وعملاء إيران وبعض دول الخليج, والقيادات الكردية.  

-         وقع الرئيس الراحل صدام حسين عام 1975 إتفاقية الجزائر, إعترف بموجبها بـ "إيرانية الأحواز" ,التي ظمتها إيران في 1925, مقابل وقف الدعم الإيراني للفصائل الكردية.

-         لم يجرؤ أحد من المنظرين على إبداء الرفض والإعتراض على إتفاقية الجزائر حتى سقوط الشاه .

-         قامت قوات التحالف بغزو العراق من أراضي عربية وتركية في 1990, ولا تزال هذه القوات في "ضيافة" خنازير الجزيرة ومخانيث الكويت منذ ذلك الحين . فهل يجوز صرف النظر عن هذا الخطر القائم والجاثم , وتوجيه الأنظار نحو فتح جبهات صراع جديدة ؟.

 

طرح الدكتور أحمد الأسدي سؤالا منطقيا : هل العراقيونبحاجه إلى صراع عسكري مسلح مع الفرس على غرار حرب ألثمان سنوات, التي لم تخلوأروقتها من لمسات أمريكية في إدامة عجلة استمرارية وإطالة أمدها مستغله عنجهيةقيادتي البلدين في حينه ونظرتهم السياسية القاصرة وغير المسؤوله ؟؟؟

 

يعتبر د. صلاح المختار الساحة اللبنانية "ثانوية" بعد أن إعتبر أفغانستان وإيران ثانوية أيضا .

ان ما يجري في لبنان يقدم لنا انموذجا اخرا يكمل الانموذج الايراني الذي تناولناه وهو انموذج واضح للعبة استبدال الساحة الرئيسية للصراع بساحة ثانوية والتركيز على الثانوية  من اجل التقليل من اهمية ساحة الصراع الرئيسية ،  ولنوضح هذه المسألة الدقيقة جدا لابد من توضيح بعض الحقائق."

ان تركيز امريكا واسرائيل على حزب الله في لبنان والتعامل معه كأنه العدو الاول والاهم ، ومع الساحة اللبنانية على انها ساحة الصراع الرئيسي يحقق هدف جوهري وهو اضعاف الطرف الرئيسي في الصراع اوعزله ، وهو هنا العراق المقاوم.."

كان من الأنسب إضافة كوريا وفنزويلا وسوريا والسودان الى قائمة الدول,التي تضعف أو تعزل "الطرف الرئيسي" في الصراع وأن يعتبر الكاتبما يجري هناك من كراهية وغضب على قادة الولايات المتحدة "لعبة استبدال الساحة" أيضا..!

 

" كانت حرب عام 2006 التأهيلية ، كحرب اكتوبر عام 1973 لتأهيل السادات للتفاوض مع اسرائيل والاعتراف بها, اكبر محاولة لابقاء المقاومة المسلحة في لبنان رغم انتهاء وظيفتها ومبرر وجودها المسلح بعد تحرير الجنوب ."

ترى,ما هذا الربط بين حرب خاضتها جيوش نظامية وبين حرب, خاضها حزب وطني مقاوم,حقق فيها ما عجزت عنه الجيوش العربية في جميع حروبها مع اسرائيل؟. لقد احتلت إسرائيل في حرب 1948 مساحات شاسعة من فلسطين, واحتلت أراضي دول عربية في 1967, ووصلت الى 101 كيلومتر عن القاهرة في حرب 1973. وكان ذلك يحصل في غضون أيام معدودة . أما في حرب 2006 , فقد إعترفت إسرائيل وأمريكا, والعالم بأسره بطول وعظمة الصمود, والروح القتالية العالية لأبطال المقاومة اللبنانية. ولم يشاهد العالم فضائح الإستسلام,التي تعود على رؤيتها بعد كل حرب, بل شاهد آليات العدو تحترق على أرض الجنوب المقدسة, وقد رأى وسمع العالم ماقاله أحد ابطال المقاومة وهو في الأسر ما يخشى قوله أشباه الرجال في الأنظمة الرجعية في عقر دارهم ..

أليس بعيب بعد هذا,التقليل من دورالمقاومة الوطنية اللبنانية الأبية ؟. أما يتوجب على كل غيور من أبناء أمتنا الإفتخار بليوثها وبعباسها السيد حسن نصرالله ؟. ألا يتوجب اعتبار أية ضربه على رؤوس الامبريالية والصهيونية, أيا كان مصدرها, تكملة للضربات التي يتلقونها على يد المقاومة العراقية الباسلة. ؟

" لقد تحول حزب الله ، بعد ان اصبح حزب مساومة ، من محاربة الاسرائيليين الى محاربة اللبنانيين واستخدم سلاح المقاومة  لقتل عشرات اللبنانيين وتدمير احياء من بيروت في صيف عام 2008 ."

لم يذكر د.صلاح المختار أين ومتى وكيف ساوم حزب الله ؟ ولا عن أية أحياء تم تدميرها في بيروت,التي كنتُ موجودا فيها, ورأيت الدمار,الذي الحقته قوات الهمج الصهيونية بالبنى التحتية ومناطق المقاومة الباسلة,دون مس للأحياء الراقية,التي يقطنها سعد وجعجع وجنبلاط  ؟

" لقد قام حزب الله بالدور الحاسم في تجنيد الكثير من المثقفين والساسة العرب لصالح ايران فقط بفضل سمعته الطيبة القائمة على محاربة اسرائيل وامواله الكثيرة التي تدفعها له ايران لشراء الضمائر في الوطن العربي !"

قد يشتري الأعداء كل الخونة والعملاء, لكنهم لا,ولن يتمكنوا من شراء قطرة واحدة من ينبوع الولاء الصادق للوطن العظيم والشعب الكريم. ولن يَحد شراء الذمم, من الثبات على القيم, ومعلومٌ مُنذ القِدَم, لكل الشعوب والأمم ,  الإستقلال وجود والإحتلال عدم. فكفا لغو وحقد وتهم, لحزب تربع على القمم, وصب على الغزاة الحِمم, وحمد الله من نجا منهم وسَلم, وذرف البعضُ دموع الندم, فما لهم في لبنان موطئ قدم ..  

" ان الصلة التوافقية بين حزب الله والتوسع الامبريالي الامريكي – الصهيوني واضحة على المستوى الستراتيجي ، وان كانت مخفية ومموهة على المستوى التكتيكي ، فهو يتكفل بتحويل الانظار ، منذ انتهى دوره كحزب مقاوم بتحرير جنوب لبنان، من العراق الى لبنان لاجل التعتيم على الثورة العراقية المسلحة والتقليل من دورها وقيمتها.."

يغيب المنطق تماما, في "الصلة التوافقية", ويحضر التكرار لما يردده أعداء المقاومة اللبنانية البطلة, حول إنتهاء دور الحزب المقاوم , مع فشل مطلق في ربط "التعتيم" على ما يسميه الكاتب "الثورة العراقية" رغم أن الفرق بين الثورة والمقاومة يعرفه حتى قليلوا الخبرة في السياسة.!

" ان من لا ينظر الى دور حزب الله من هذه الزاوية الستراتيجية يفقد البوصلة التي تمكنه من اختيار الموقف الصحيح  من ايران وحزب الله ."

لا شك أن أول من يحتاج الى تأهيل لإستخدام البوصلة والى الإحتفاظ بها هو د. صلاح المختار, بعد أن فقد الإتجاه الصحيح في بحار"الستراتيجية والتكتيك" لعله يهتدي بواسطتها الى أقرب طريق للوصول الى شاطئ الأمان بمركبه,الذي لاطمته الأمواج , وأصابت صاحبه بالدوار, فعجزعن تحديد المسار ..

" العراق هو مركز مقاومة الكيان الصهيوني الثابت والاساسي وليس لبنان ."

إنه الخطأ الفاضح وسوء الفهم الواضح  ..!

فمقاومة الكيان الصهيوني ليس لها مركز "ثابت وأساسي" في العراق ولا في لبنان وإنما في فلسطين, وماحك جلدك مثلما حكه ظفرك. ولو قدر للشعب الفلسطيني أن يتخلص من تأثير وتدخل بعض الأنظمة العربية في شؤونه, وتمكن من وضع حد للتناقضات والخلافات الداخلية, لسارت الأحوال في صالح قضيته العادلة, ولما عاش الى اليوم في محنته القاسية على مرأى الصم والبكم, ومن لا يفقهون .  

إن لهذا المركز( فلسطين ) علاقة مباشرة بمحيطه العربي أولا, والإسلامي ثانيا, والعالمي ثالثا, ولكل منها تأثيره عليه,بهذا القدر أو ذاك. وقد ينعكس هذا التأثير بصورة سلبية على القضية الفلسطينية, كما حدث حين سحبت الأمم المتحدة قراراها بكون الصهيونية حركة عنصرية, وحين عجز العالم الإسلامي عن أداء واجبه تجاه الشعب الفلسطيني, وحين بقي بعض القادة العرب مُصرين على الإعتراف بهذا الكيان الغاصب. أما التأثير الإيجابي, فقد كان وسيبقى قائما من خلال الدعم المستمر, والمواقف المشرفة لبعض الدول العربية, التي كان العراق رائدها, وكذلك بعض الدول والمنظمات الدولية, المعروفة بنزاهتها .

إن الدروس والعبر من تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي الطويل, تبين أهمية إعتماد الشعب الفلسطيني على نفسه أولا, بتقوية دعائم وحدته الوطنية, وعلى دعم القوى الخيرة, المؤمنة بعدالة قضيته ثانيا .

"وهنا يجب ان يتذكر الجميع واقعة تؤكد ما ذهبنا اليه وهي قيام حزب الله باحتلال بيروت بانقلاب عسكري دموي فظ بشكل بدى مفاجئا للبعض ، وكان سببه المعلن والرسمي هو قرار الحكومة اللبنانية نقل الضابط المسؤول عن مطار بيروت الى وظيفة اخرى لانه كان مواليا لحزب الله وكان يسمح بهبوط طائرات ايرانية محملة بمئات ضباط المخابرات الايرانية والاجهزة السرية بشكل دوري ودون تدقيق او رقابة ، اضافة لمنظومة الاتصالات الخاصة بحزب الله ، وهاتان  الحالتان شكلتا الغاء فعليا للدولة ، لذلك جاء نقل الضابط وقرار التحقيق بمنظومة الاتصالات دافعا قويا للقيام بالانقلاب الدموي في بيروت ، لضمان عدم قطع الطريق على ايران لمواصلة بناء نفوذها في لبنان . "

من المؤسف أن يلجأ د.صلاح المختار الى الإستعانة بمثل هذه التعابير (إحتلال,إنقلاب عسكري, دموي..) بعد أن ثبت وجود مؤامرة, تستهدف قطع الشريان الأبهر للمقاومة ( الإتصالات ) . ولا يليق به, أن يُظهر هذا القدر من الإنحياز الطائفي,الذي يدفعه الى توجيه إتهامات باطلة ومقرفة لفصيل وطني مقاوم كحزب الله .

" اما فضيحة من جندهم حزب الله من العرب فهي انهم شنو حملات شعواء ضد جنبلاط والحريري ورئيس الوزراء ،  ومن دافع عنهم او تعاون معهم ، لكنهم وجدو ان حزب الله ، ولي نعمتهم ومصدر اموالهم وممول مكاتبهم ومقرات احزابهم الكارتونية ، يتراجع ويتصالح دون تفسير مقنع لهذا التغيير الجوهري ! انها العمالة والارتزاق في اكثر اشكالهما حقارة ودونية وهذا هو سر صمتهم على التصالح الاخير بين (عملاء ايران ) و(عملاء امريكا ) في لبنان !"

الفضيحة, في عدم قدرة بعض المثقفين والسياسيين على التخلص من عقدة الإنتماء والإنحياز الطائفي البغيض الى حد الكذب والتلفيق حول مقرات واحزاب كارتونية لا وجود لها ..

أما الحقارة والدونية, فحين يسكت البعض على جرائم بشعه ( كمجزرة حلبا ) ينفذها عملاء خنازير الجزيرة, ثم يُسمع صراخ وزعيق قوى 14 آذار حول "إحتلال" و"إنقلاب" لحزب الله . والحقارة والدونية تتضح حين يقاتل أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية العدو الصهيوني ببسالة, بينما يستقبل العملاء جنوده ويقومون بصب الشاي لهم ..

" ان افغانستان تبقى ساحة صراع ثانوي لسبب حديدي معروف وهو انها بلد فقير وان العراق بلد غني بل ان السيطرة الثابتة والكاملة عليه احد اهم شروط نجاح امريكا في اقامة امبراطوريتها الكونية ."

البلد,الذي يعتبره د. صلاح المختار فقيرا, له تاريخ طويل ومشرف في حروب التحرير,التي خاضها ضد الإنكليز والسوفييت. ويمرغ رجاله حاليا بكل بسالة, أنوف قادة وجنود الإحتلال الأمريكي وحلفاءه في أوحال الهزيمة,التي باتت قريبة .

الخلاصـــة :

لن تسدد المقاومة العراقية "كلفة" إتفاق واشنطن- طالبان المحتمل. ولا يجوزإعتبار النجاحات الباهرة,التي حققتها المقاومة الوطنية في لبنان وأفغانستان" لعبة" لاستبدال المواقع من رئيسية الى ثانوية, فجميعها حركات تحرر وطنية, هدفها التحرير, ووجودها يساعد على توسيع الرقعة الجغرافية المقاومة,التي تكلف ما لا حول لدول العدوان ولا قدرة على تحمله. واذا انشغلت المقاومة العراقية الباسلة بإولئك البائسين, الذين جروها الى الإقتتال الداخلي , وبمن خانوا وباعوا أنفسهم في وقت شهدت فيه ساحات الصراع مع الصهيونية والامبريالية تصاعدا في شن الهجمات وتوجيه الضربات للعدو المشترك, فإن ذلك لا يقزم بل يعظم دورالمقاومة العراقية, الشقيقة الكبرى لباقي حركات التحرر في المنطقة .

 

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024