إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دعهم يوقعون الإتفاقية ..!

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2008-11-05

إقرأ ايضاً


دعهم يوقعون .. فالتاريخ سيسجل للأجيال, بأنهم عبيد للإحتلال, وخونة شعب وأنذال, بعمامة وكشيدة وشروال, كعزيز وعدنان وجلال, وطارق ونوري وحثال, وطرزان يتنقل بالحبال, بين الصخور وسفح الجبال, يعربد تارة ببدء القتال, وتارة أخرى بفسح المجال, لبناء قواعد في الشمال, إن لم يوقع أشباه الرجال,على وثيقة الذل في الحال, بحضورعضاريط وقردة أدغال, مُصرة على أنها غزال, وآية من آيات الجمال, وقد صدق أحد الأمثال : من هذا المال حمل جمال ..!

دعهم يوقعون .. فحكومة شذاذ الآفاق, كحمير بالأسواط تساق, تقودها كوندا السحاق, وتيسها بوش النفاق, وجدت في الغزو رفاق, وفي الدولار حلو المذاق, تهافتت لعقد إتفاق, ونافقت حول الوفاق , ستجرع السم الزعاق, وتشهد قرب افتراق, وانسحاب وشيك انطلاق, ولن تقارع الأقزام ذلك العملاق, الذي كان إسمه وسيبقى العراق..

دعهم يوقعون .. فلن تنطلي بعد اليوم حيلة,على نفوس واعيات أصيلة, مهما تذاكى أصحاب الرذيلة , ووجدوا في المَكر ألف وسيلة, فخيارات اللئام باتت ضئيلة, وفرص النجاح غدت مستحيلة, وغدا سيشفي الشعب غليله, بحفنة أعوان إحتلال ذليلة, وحكومة قمع وإذلال عميلة, وعصابات قتل وتشريد دخيلة, فأيامنا في العراق طويلة, وأيامهم في البقاء قليلة, وما لغير الخروج حلول بديلة..

دعهم يوقعون .. فقد ثكلتهم أمهات, وتبرأت منهم أخوات, ودعت عليهم مغتصبات, في غياهب السجن مودعات, تسائلن بعيون دامعات: هل فقِدَ الشرف فيكم ومات..؟ وهل أنتم من البشر أم حيوانات..؟ أجيبونا يا أهل الصحوات, ويا مَن سكت مِن الآيات, ومن إرتد من القيادات, ومن تستر بالنظريات, ورفع ألحّ الشعارات, ونادى بأقوى العبارات, بحرية الرأي والمعتقدات: إلى متى السكوت يا أرذل المخلوقات.. ؟

أجيبونا يا مَن وعدتم بالدفاع عن المقدسات, ثم تناثرتم وهربتم في الأزمات, وقبلتم بأقذر أشكال التحالفات, مع غزاة وطغاة وزناة, وقبضتم منهم خضر الدولارات, قرابة ستة أحلك سنوات, وسارعتم لعقد أتفه المؤتمرات, لتبرروا صلف خيانتكم بالضرورات. فهل كل ما حدث سجية لحثالات, تسننت وتشيعت وتكردت لإعتبارات, فرضتها عليهم ظروف طارئات,أم لأن السياسة فن الخيانة والممكنات ؟.

أجيبونا أيها الأمميون, لِمَ رحتم تساومون, وعن المبادئ تنحرفون, ومع المحتل تتفقون, وعلى البقاء توافقون, وفي عمليةٍ تنخرطون, سياسيةٍ يسميها الغافلون ؟. أحقا وصدقا لا تعلمون, بأنكم في الشرك واقعون, وفي الجريمة تسهمون, ولأخطاء فظيعة ترتكبون, أم أنكم بوطنٍ حر تحلمون, وبشعب سعيد تتوهمون, وعدكم بتحقيقه المحتلون.. أجيبونا, ألى أين أنتم ذاهبون ؟.

أجيبونا أيها البعثيون, متى عن التعالي ستتوقفون, ومن أبراجكم العالية ستنزلون, وعن التكبر والتجبر ستتخلون, وبلغة التواضع والصدق ستتحدثون, وبضرر التزمت والعُنجهية ستدركون , وبأخطاء الماضي الأليم ستعترفون, والى من أسأتم اليه تعتذرون ؟, ففي هذا فضيلة كما تعلمون ..!

أجيبونا يا قادة الأكراد, هل الشمال قطعة في مزاد, أم أنه أصبح أرض ميعاد, في ظل إحتلال وحكومة فساد ؟, أنسيتم أنه جزء من بلاد, وموطن ما لكم ولنا من أجداد , جمعنا أيام حرب وسلم وجهاد , فهل ندفن الماضي ونعلن الحداد, ونبدأ مرحلة صراع الأضداد, أم أننا سنعمل بكل جد واجتهاد, للحفاظ على وحدة وطن للأحفاد؟.

أجيبونا يارجال الدين, كم هو عدد المختلين, وما هي نسبة المعتلين, في صفوف المعممين؟, فقد إختلت الموازين, بتحول المرتدين,الى دعاةٍ طائفيين, وأداةٍ للمحتلين.. أجيبونا, إن كنتم على يقين, واقسموا بالله اليمين, لِم السكوت على محتلين؟ وأعوان غزاة حاكمين ؟ ألم يوصي الله بمقاتلة المعتدين؟,ألا تخافوا معصية رب العالمين؟.

دعهم يوقعون.. فلن يقبل أبناء شنعار, باتفاقية الذل والعار . وما للغزاة سوى الإندحار, وليس للعراق غير الإنتصار ..

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024