إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سقط الإعلام.. تصبحون على مذهب عمر

نضال القادري

نسخة للطباعة 2008-11-29

إقرأ ايضاً


تغير شارع الحمرا كثيراً، فشارع الصحافة والأدب والثقافة تحول منذ السابع من أيار إلى مقر ومرتع لإحدى ميليشيات فريق 8 آذار!! هكذا تزعم ميليشا نون والقلم على المقلب الأخر. الشارع الذى إرتاده معظم الصحافيين العرب تغير كثيرا. نعم شارع الحمرا تغير كثيرا.. ليتنا نرجع ساعة البرج التي تعطلت رويدا رويدا إلى الوراء، إلى العصر الذي كانت فيه الثقافة سلطة نحترمها ونجلها ونفديها بأهداب العيون. ليتنا نعود إلى الثقافة التى راهن عليها العقل العلماني، واستبشر خيرا بها.

تغير شارع الحمرا كثيرا، لم تلحقه لعنة الحرب في تموز 2006، ربما لقربه من حزب سوليدار، سوليدار بلا حدود. نعم الشارع تغير كثيرا، صحافيين بلا جرائد، وجرائد بلا موائد، وقلة أخلاق بالخط الأحمر. صحافة طار ديك نهارها ليرتع بين أجهزة الإستخبارات المختلفة فكان لها (جوني عبدو) معتمدا مركزيا للسياسة، وهاني حمود مستقبلها المهني الجديد برتبة طاووس أعمى: لا يرى من لبنان إلا أعداء إسرائيل، يتقصد هاني أن يخلد إلى غرف نومهم وأن يكتب ما شاء عنهم بأقلام واعدة، سحرها خشان، ثوابها كرم من عند أبي عبدالله، وكرمها "البحر المتوسط" والمسيرة عطاء لا ينتهي حسابه المفتوح.

عمر حرقوص، بطل الويمبي وديكها الجديد، يدشن فصلا من فصول الصحافة الصفراء. وقبل البدء، لا بد من تقديم الديك الجديد إلى القراء بنسخته الفينيقية: ان حرقوص هم من ضمن مجموعة شبابية سمت نفسها "طلاب شيوعيون" إلى جانب كنج حماده وحسام ناصيف وبسام ناصر الدين وحسين غريب وفاروق يعقوب وعماد بزي وعلي مراد، وبعض الأخرين الذين أعرفهم إبان انتسابهم إلى الحزب الشيوعي اللبناني. وبعدها كانت حركة اليسار مع زياد ماجد وإلياس عطاللة. القدر السياسي أوقع أنصار "كارل ماركس" مع "الرأسمالية المتوحشة" وهكذا كانت هبة الله للمدعو "عمر"، كان في عداد فريق من صحافيي المستقبل الذين شاركوا في دورة تدريبية قامت بها مؤسسة فرانس برس للتدريب بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي الشهر الماضي". لقد أقيمت الدورة في بيروت تحت عنوان "الموضوعية في مناطق النزاع" بين 10 و13 منه. نحن مع الديمقراطية وضد البلطجة والتعدي على حرية الصحافة، هذا إذا تأكد للجميع أنها في لبنان ما زالت تسمى صحافة مهنية وبالعين المجردة، وليست أعشاش دبابير طائفية وانعزالية تدار من السماوات السابعة التي يرى فيها الأخرون مرايا أحقادهم، وأعني هنا جهازي الإستخبارات الألماني والفرنسي الذين يمولون (سكايز) مرصد جزيل خوري وقصيرها بعدما رفضت التمويل السعودي لأسباب تدعي أنها مهنية (وهي أديولوجية أكثر منها مهنية، وهاني حمود يعرف ذلك). المستقبل: التلفزيون، كما الجريدة (التي يلف بها سليمان فرنجية سندويش الفلافل)، يعرف القريب منه كما البعيد مهنيتها العالية. إذ يفترض بالسيد "حسين الوجه" المشرف العام عليها، كما بالسيد نديم المنلا، أن يعلما أن المهنية الصحفية هي بالدرجة الأولى أمانه في نقل الخبر وعدم تحميل الواقعة المادية أكثر مما تحتمل، وأسهل ما في الخبر أن لا يسيس في صياغته وتحريره حتى يتأكد محرره أن إستحالة أن يتم تأويل ما لم يقل فيه أصبحت أكيدة. ويسجل لصيادي السياسة في لبنان الحظ بأن أصابوا هذه المرة ناطور نصب الشهيد خالد علوان بعدما عجزت عن حمايته جميع القوى الأمنية في بيروت، بمن فيهم رئيس بلديتها ومحافظها الذي يخضع لضغوط هائلة من اجل إزالة النصب التذكاري للشهيد علوان على أنه شعار حزبي يمثل فئة من أهل السياسة ويستفز الأخرين. فإذا أريد المستقبليون أن ينهووا أوراق اعتماد حزب علوان من كل الزوايا في لبنان وكأنهم بغرباء عن مائها وهوائها فذلك اجتياحا أشد فظاعة من الذي تصدى له علوان في الإجتياح الإسرائيلي عام 1982. ألا ليت الزمان بعود بك يا خالد!! لم تقع الحادثة بين عمر حرقوص وأدونيس نصر كالصاعقة على مسمعي، إنها الخبز اليومي في السياسة اللبنانية، لقد سقط 9 قتلى برصاص مظاهرات طريق صيدا القديمة برصاص الجيش اللبناني والقوات اللبنانية، ولم يسلم الجيش أي فرد من أفراده للمحاكمة أو أحد ميليشيا القوات، كما سلم نفسه أدونيس نصر طواعية.. "بس كمان ما فينا" إلا أن نصاب بالدهشة أمام مستوى الدعم "يللي" حصل عليه عمر حرقوص، المحظوظ هذه المرة. خلال سويعات معدودة، تناقلت وسائل "الإعلام" صياح الفينيقيين من ديكة 14 شباط في أكثر من مكان، فربما الدورة التي أخضع لها عمر والمستقبل الزاهر الذي يمثله:"الموضوعية في مناطق النزاع" لم تعد موجودة عند زملائه من "زعران" المهنة، وبدأت حفلات "العربدة والقحبنة" بإطلاق عبارات مشينة بحق من حرر بيروت في عملية الويمبي 1982 عنيت به الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي استكثروا عليه نصبا تذكاريا أرادوا إزالته في وضح النهار وأمام الكاميرات لأنهم فشلوا تحت جنح الظلام في 3 مرات سابقة. وبأمر اليوم، تخطت تغطية الحدث منطقة ألـ 10452. هذه المرة "اسرائيل" على الخط، إذ أعرب أحد محللي القناة العسكرية الثانية فيها:"عن بروفة باللحم الحي كان أحد أبطالها عمر حرقوص في شارع الويمبي التي قهرنا فيها خالد علوان أحد عناصر الحزب القومي إبان تقديم المساعدة لصديقنا الشيخ بشير الجميل وحزبه العظيم. وأكمل المحلل:" لقد تعامل الإعلام اللبناني الذي امتلك الخبرة بعد أحداث 7 أيار وبمساعدة من قيادتنا بالشكل الذي يريحنا في "أسرائيل"، إلا أن مناعة هذا الحزب "الإرهابي" تؤهله على أن يتخطى الصدمات".

من المفيد ألا ينسى المحلل سيرة الذين تقهقروا في بيروت، وإن كل الذي نزل بهم والإذلال الذي خضعوا له على يد خالد علوان، هذا بالتحديد ما كان يريده خالد ومريدي حزبه القومي. ولكن، إن قص جزئيات من التاريخ البعيد، ومن أحداثه القريبة، لا يكفي لأن يكون مفيدا لمشهد المستقبل الذي يحاك لبيروت عبر بوابة الويمبي هذه المرة وعبر الحزب القومي في تشكيلة المعارضة اللبنانية لأكثر من مرة سابقة، وكيف سيكون ذلك بدون ديكور وإخراج وغرف سوداء؟! سيكون ذلك سهلا من خلال التبييض الإعلامي المدجج بالولاءات السياسية، لكتاب كانوا عبئا عظيما على الصحافة، هكذا ولدت صحافة "البينغو"، باعت تاريخها بقليل من الفضة. ذلك يوم السعد!!. سلام على بوول شاوول، وعباس بيضون، والياس خوري، ويحي جابر.. وعلى بكاسيني وخشان إلى يوم الدين!! ودفعة على الحساب اليسير.. "وشو ما بدك بيصير، لعيونك".

تغير شارع الحمرا كثيراً.. أريد له أن يتكلم لغة واحدة، ولا يتوقف عن طقوس الإشارات والتحولات، والتحول أن قام خالد علوان، ذات مرة، بقتل ضباط من الجيش الإسرائيلي في الويمبي!! لقد تغير شارع الحمرا كثير، وأصبح لوقفات العز طعم الخيانة، واجتثاث رائحة "خالد" تشبع نهم البعض الذي لم يشبع من دمه، فصار حزبه مطيه للقاصي والداني. لقد تغير الشارع كثيرا، فقط وأقلام إعلاميي البلاط "وما حدا" من المستنكرين الأشاوس تذكّر "المليون ونص" معتقل مجوّع بغزة!!! وعطاللة اللبناني يفضل "الدمؤراطية" بالندوة البرلمانية، ويريد ان يعزلنا عن التفكير بكل شيء إلا من مقعده النيابي، يريده مقعدا مطلا على البحر في طرابلس واجهته البحرية أفضل من مقعد الشوف الذي لم يتسع له، ولن يتسع لأمثاله الهامشيين في نيسان 2009 على اللائحة الجنبلاطية بحجة أنه لا يمثل شيئا على الأرض. للديكور أحكامه في السياسة. لقد قال الشباطيون:"إنتصر الارهابيون السوريون القوميون على جسد الزميل حرقوص ولكنهم لم يرفعوا علمهم فوق عظامه التي تكسر بعضها، كما فعلوا حين أقدموا على حرق مبنى المستقبل في الروشة غير أنهم لم ينتصروا على صوت الحق والحقيقة والمعرفة الذي هو شعار تلفزيون المستقبل وقناعات الزميل حرقوص". وللحقيقة، التي أنا والشعب اللبناني من طلابها، كنت سابقا أظن أن عمر حرقوص صحافي بالتلفزيون السوداني ومن كوكب المريخ، وصعقني أنه حي يرزق في لبنان وأن الحزب القومي يراقبه كما زعمت "المستقبل" وصدق الوعد بأن جاء بنفسه إلى الويمبي وفاجأ الجميع لأن زيارته "كطلة القمر" لم تكن بالحسبان. إن لله في خلقه شؤون، وللوزراء الشباطيون وزير أعمى كحقيقتهم التي بلطوا فيها "سماءنا" وأيضا "بحر بيروت". أدلى وزير إعلامهم متري بتصريح قال فيه:" لقد أتيت لزيارة عمر لأطمئن على صحته. ما حدث بالامس ليس مقبولا بكل المعايير الاخلاقية والوطنية والسياسية. إن ملاحقة الفاعلين وإنزال العقوبات في حقهم لا يحتمل التأجيل ولا التردد". - - - وكذلك مجزرة حلبا يا معالي المأمور. لا تحتمل التأجيل ولا التردد - - - ما زال عمر حيا بيننا، وحيا فيكم.. ولكننا فقدنا 11 عشرا كوكبا في حلبا ولا من سامع ولا من مجيب!! فلماذا التأجيل؟

لقد أسف الحزب القومي للأسلوب الرخيص في استثمار الاشكال من قبل فريق 14 شباط الفينيقي، وسارع إلى استغلاله بإطلاق المواقف التصعيدية التي تتضمن توصيفات مدانة ومستنكرة ضد الحزب السوري القومي الاجتماعي وقياداته. إن حوادث الاعتداء على إعلاميين بسبب انتمائهم إلى وسائل إعلامية معينة قد تنامت في الأعوام الأخيرة نتيجة الانقسام السياسي الحاد بين فريقي 8 و14. إن الذين تقاطروا إلى مسابقة "شاعر المليون" ولنصرة "عمر" ومسابقة الإدانة وجوائز الترضية الملحقة بها، لم نسمع لهم صرخة تموزية واحدة. لماذا بقي فراس حاطوم وراء القضبان واحتمل معالي الوزير التردد والتاجيل!! لماذا حلبا لم تستصرخ ضمير واحد منهم بمن فيهم نقيب الصحافة والمحررين وتلفزيون "الواقع المر" وجميع من في "الأورطة" الذين بلطوا البحر والسماء بحقيقتهم!! للأخرين وأنا منهم حقيقة واحدة، أننا لن نترك لبنان وشأنه إلا للبنانيين الذين دافعوا عنه في جميع أوقات المحن، لرفقاء خالد علوان ومحيدلي وأحمد قصير وهادي نصراللة وجمال ساطي، وللشرفاء فيه.. لا للذين يهربون منه في طائرات خاصة في أحلك ظروف تموز.

لقد حدثني الأسبوع الماضي أحد الزملاء من بيروت، وكان زميلي على مقاعد الدراسة في كلية الحقوق، قبل ولادة التيار العظيم، وهو من الذين استلحقوا أنفسهم في تيار ما يسمي نفسه "المستقبل"، حيث نصحني "بمحبة" بأنك تنتمي إلى حزب الفقراء من باب المداعبة وبأن شيخه السعودي (سعد) سيحرقنا بـ"الزرنيخ" حفاظا على البيئة، ولن يعطنا فرصة أخرى للنفاذ إلى أي من مزارع الدولة وإداراتها التي ستخصص لمحاسيبهم فقط بعد الإنتخابات القادمة، فصرخت:"إلى أين وصلت بنا سياسة التبييض والتلميع العربية"، أموال تتدفق على لبنان من كل حدب وصوب مع ضرورة التأكيد على حجز تذكرة السفر مع وأهمية الوصول إلى بيروت قبل موعد الإنتخاب المحدد في نيسان 2009 على أن يتم دفع تكاليف الرحلة الإنتخابية من صناديق خيرية. وسألته: هل سيصل مفعول مادة الزرنيخ إلى غزة، إن غزة لم تعد تحتمل وصول مادة "الزرنيخ" إليها. لقد اعتقدت بعد المجاعة الجماعية في غزة، أن هؤلاء بمن فيهم شيخكم السعودي واللبناني "تمسحوا وما بقى في شي بهزّن بالخالص"، فمصر شبعت الخبز، وهي الأن "تشتغل" سياسة في لبنان. لقد تبين أنه "لأ، غزة ما بتهزّن"، أما مأساة عمر حرقوص أثلجت قلوب محبي حفلات الزجل، وهذه المرة إذا لم يفز "شاعر المليون من المملكة" تعويضا عن النسخة الماضية، فسيكون حتما من 14 شباط!! "والهنا مشترك". وجائع المليون سيكون بالتأكيد من "غزة" مصر رشحته لذلك علاوة على 30 مليون مصري تحت خط الخبز!!

عمر حرقوص، راودت (أنطوان زهرا) أن الإنتخابات الطالبية في الجامعة الأمريكية في بيروت ونتائجها هي وراء "المأساة" التي ألمت بأهل الصحافة (تحليل فائق الدقة) فكنت الهدف أنت. ربما تستحق هذة الخبرية جائزة نكتة أخر الموسم. حتما ستضاهي ما بعدها من جوائز الترضية التي أقر بها (فارس سعيد):"إن المحكمة الدولية التي أعلن عن قدومها الأمين العام للأمم المتحدة هي سبب فقدان المناعة لدى 8 أذار والهستيريا من نتائج الإستطلاعات المتعلقة بالإنتخابات التي ستجري في نيسان من العام المقبل".

سقط الإعلام.. تصبحون على مذهب عمر!!


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024